بولا مراد-الديار
فهل يكسر دوريل الحلقة المفرغة؟
يبدو ان كل الحركة الدولية التي كان واضحا انها تدفع باتجاه تحقيق خرق قي جدار الازمة الحكومية، لن تنتهي قريبا الى النتيجة المرجوة بسبب تصلب القوى الداخلية وبخاصة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللذان يبدوان متمسكين بمواقفهما اكثر من اي وقت مضى، ما يجعل مجرد عقد لقاء جديد بينهما، وهو ما يفترض ان يكون اكثر من طبيعي خلال عملية التشكيل، اشبه بالمهمة المستعصية والمستحيلة.
وبالرغم من كل التعويل على الاتصال الذي سجل بين الرئيسين الاميركي والفرنسي وتطرق للملف اللبناني، ومن بعده زيارات الحريري المكوكية سواء لدولة الامارات او مصر وصولا الى فرنسا، يبدو ان كل الحركة ستبقى من دون بركة وان كان من المفترض ان تتوج نهاية الاسبوع بزيارة مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل.
وتقول مصادر مطلعة على الحركة الحاصلة ان كل ما تم تسجيله في الايام الماضية سواء دوليا او داخليا عبر عدد من الوسطاء، لم يحقق اي خرق يذكر، بحيث بقي الرئيس عون متمسكا بما يقول انه حق دستوري بتسمية الوزراء المسيحيين، مقابل تمسك الحريري بما يقول انه حق له تسمية كل الوزراء في اطار حكومة الاختصاصيين التي يطمح لتشكيلها.
ولا تستبعد المصادر ان يعكس هذا التشبث بالمواقف عقدا دولية متعددة وان كانت لا تتصدر المشهد العام، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان التشدد السعودي حيال تمثيل حزب الله في الحكومة، لا يزال احد ابرز العقد التي تجعل الحريري متشددا بمواقفه، لعلمه بأن اي تنازل من قبله سيعني عزلة خليجية ستعيشها حكومته الموعودة والتي يعي انها ستنهار بعد اشهر معدودة اذا لم تتلق الاوكسيجين العربي والغربي على حد سواء. وتضيف المصادر: «حين قرر الحريري تلقف كرة النار واعلان نفسه مرشحا وحيدا لرئاسة الحكومة، ابلغ المحيطين به والمعنيين بالملف ان التشكيل سيحصل بشروطه وبما يؤمن عودة لبنان الى الحضنين العربي والدولي بعدما دفعته حكومة دياب خارجهما ما ادى الى تفاقم الازمة على الصعد كافة ووصول الامور الى ما وصلت اليه».
ولعل ما يجعل الحريري اليوم ثابتا على مواقفه هو وصوله الى قناعة بأن كل القوى وعلى رأسها حزب الله و«التيار الوطني الحر» ادركت انه لا يمكن لوقف الانهيار الحاصل الا من خلال اخذ مطالب المجتمعين العربي والدولي بعين الاعتبار لضمان الحصول على الاموال والمساعدات المطلوبة لوضع البلد مجددا على السكة الصحيحة، والا لكان قد تم تشكيل حكومة جديدة على شاكلة حكومة حسان دياب التي اكتفت بادارة الانهيار، حتى انها قد تكون قد ساهمت الى حد كبير في تسريعه نتيجة افتقادها الاحتضان الخارجي لا بل اكثر من ذلك لإصرارها على خوض مواجهات مفتوحة مع الخارج.
لكن اقتناع «الوطني الحر» والرئيس عون بوجوب السير بالحريري وان كان على مضض نتيجة علاقاته العربية والدولية، لا يعني اطلاقا انهما بصدد تسليم رقابهم لتيار «المستقبل» والتضحية بما تبقى من العهد. وهنا تشدد المصادر على «ان هناك قرارا واضحا لدى الرئاسة الاولى بعدم توجهها لتقديم اي تنازل يذكر لان احدا لا يمكن ان يتنازل عن حقوقه وبخاصة ان ذلك قد يؤسس لتلاشي هذه الحقوق وهو امر لن يقبله ميشال عون».
من جهتها، تؤكد مصادر عونية ان «رئيس الجمهورية ابلغ كل من فاتحه ويفاتحه بالملف الحكومي ان الكرة في ملعب الرئيس المكلف وبالتالي اي وساطات او مساع للحل يجب ان تبذل مع الحريري نفسه لان لا شيء يمكن ان يقدمه ميشال عون خاصة في ظل الاعلان الواضح والصريح من قبل «التيار» عن عدم حماسته للعودة الى الحكم لذلك لم يصر على حصة حكومية رغم كونه يمتلك اكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي».
بالمحصلة، تجمع المصادر على وجوب انتظار ما يحمله الموفد الفرنسي في جعبته، فاذا حمل هذه المرة آلية تنفيذية للمبادرة الفرنسية قد ينجح في تحقيق الخرق المطلوب، اما اذا جاء مستطلعا الوضع فلا شك انه سيعود الى باريس خالي الوفاض وبحالة من اليأس والصدمة بقدرة الزعماء اللبنانيين على مواصلة لعبة عض الاصابع فيما الجميع على سفينة واحدة تغرق وسيصبح انتشالها اصعب مع مرور الوقت.
The post الحركة الدولية تجاه لبنان تصطدم بتصلب عون- الحريري… appeared first on وكالة نيوز.
from وكالة نيوز https://ift.tt/372TbqQ
via IFTTT
0 comments: