Wednesday, August 19, 2020

المحكمة الدولية: حزب الله “إرهابي” خطّط ونفّذ ولكن…

“ليبانون ديبايت” – وليد الخوري

” لا دليل على تورط حزب الله وسوريا” جملة كانت كفيلة بإحباط اللبنانيين المسمّرين امام التلفزيونات وشاشات هواتفهم، منتظرين ان يسمعوا ما يشفي غليل فقدانهم لاحباء واهل منذ بداية الحرب. فالمحكمة الخاصة الدولية بلبنان كانت بالنسبة للكثيرين “طاقة للفرج ليشفوا غليلهم”، بعد ان اصبح وكلاء الاجرام والارهاب في لبنان هم الدولة ومؤسساتها، حاكمها وحكمها.

وبعيداً عن تطبيل وتزمير جمهور الممانعة لانتصاره الجديد بنسخة دولية، واحباط جمهور الرابع عشر من اذار الذي عوّل على العدالة الدولية تعويضاً عما خسره، ثمة حقائق دامغة لا يمكن لاحد ان ينفيها، بعدما اجمع الكل على القبول بالحكم الدولي، ابرزها:

-اعتبار الجريمة سياسية بما لا لبس فيه وبالتالي وقوف تنظيم، شارك العشرات من عناصره فيها، وان كان الكثير منهم على غير علم بطبيعة العمل، وهو ما اكدته شبكات الاتصال الهاتفية التي خصصت لفريق المراقبة، المجموعة المكلفة بالشؤون اللوجستية، من تأمين الخطوط الهاتفية، اجهزة الهاتف، شراء البيك اب وتفخيخه، تأمين المتفجرات، تركيب قصة ابو عدس.

-كشف اي جريمة بحسب العلم ينطلق من مجموعة اسئلة اهمها، كيف لماذا، ومن المستفيد، من خطط ومن نفذ، وقد اجابت المحكمة بكل وضوح، لتبقى النقطتين الاخيرتين غير مكتملتين بسبب عدم اكتمال الدليل، وهو امر طبيعي في ظل عدم مثول اي متهم امامها للتحقيق معه لتكر سبحة المتورطين، مستندة فقط الى عامل اساسي هو دليل الاتصالات.

-لقد اسقطت المحكمة كل الفرضيات حاصرة الجريمة بفرضية واحدة. فكل سيناريوهات “توريط” اسرائيل خارج الممكن، فرضية الجماعات التكفيرية التي سقطت مع جزم المحكمة بأن قصة ابو عدس “فيلم مركب بايخ” وكذلك توجيه الاتهامات نحو طرابلس. لتبقى فرضية واحدة هي حزب الله وسوريا، التي حتى تاريخه لم تتمكن المحكمة وفقا لما قدمه الادعاء من تأكيدها. علما ان القضاء الدولي اخذ فقط بالادلة الدامغة مسقطا ما اثير الشك حوله.

– الحيثيات التي رافقت الحكم اكثر اهمية من الحكم ذاته، اذ اكدت المحكمة ان الاغتيال جاء بسبب رغبة رفيق الحريري بإخراج سوريا من لبنان، لذلك كان قرار التنفيذ بعد اسبوعين من حضور المستقبل لاجتماع البريستول. وهو امر كاف وواف لتأكيد من هو المجرم والمخطط والمنفذ.

-بني الحكم على العمل الاساسي الذي انجزه الرائدالشهيد وسام عيد، وهنا لا بد للتحقيقات ان تبين من سرب اكتشاف الشهيد عيد لارقام التواصل الهاتفية. فمن اغتال الرائد عيد هي الجهة نفسها، وقد آن اوان اعادة فتح التحقيق في اغتياله.

-من اهم ما كشفته المحكمة ان التحقيق نجح منذ اليوم في تحديد الفرضية الصحيحة لجهة الاتهام، لذلك فإن ما قام به ميليس لم يكن ابدا خارج السياق، انما حاول تجميع الدلائل التي تدعم فرضيته، غير ان الحملة التي قامت في الداخل اللبناني اطاحت بإمكانية وصوله الى نتيجة.

-ان الحكم الصادر عن المحكمة هو اكثر من مهم على الصعيد السياسي الدولي، وهو سيفتح الباب واسعا امام المواقف الدولية بعدما تثبيت الاسباب والاهداف والجهات المستفيدة وبنسبة اقل المنفذين. وما البيانات التي بدأت بالصدور سوى خير دليل.

-ان ثبوت الجرائم التي سيقت بحق عياش كفيلة بما لا يرقى اليه شك، بمفهوم العقل ان حزب الله هو المنفذ لجريمة الاغتيال، وفقا لمنطق عملهم بعدما بات واضحا ان سياسة السحسوح على ما يبدو من صلب استراتيجيتهم وعملهم.

-اخيرا وعملا بمبادئ الاحكام الصادرة في لبنان والتي ادخلت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع السجن بكل التهم التي سيقت ضده، يمكن بعد حكم المحكمة الدولية وبضمير مرتاح القول ان حزب الله وامينه العام مسؤولان بالكامل عن جريمة بهذه الحجم ومعقدة بهذا الشكل.

يبقى سؤال مهم واساسي، هل نفذ حزب الله العملية بطلب ومعرفة سوريا؟ قد لا يكون بالامكان الجزم بالجواب، ولكن يمكن التساؤل عما اذا كان يمكن لجهاز امني في دولة موضوعة تحت المجهر الدولي ان تعمد الى التخطيط والتحضير لاشهر لهكذا عملية دون ان يفتضح امرها. عليه فإن المسؤولية السورية هي معنوية، وبالتالي على الارجح ان القرار اتخذ ونفذ بين طهران وحارة حريك، مع امكانية اكتشاف جهة سورية لحقيقة ما كان يخطط له.

حاروف عم تحتفل بإبنها”المجرم البار” سليم عياش، وفقا لحكم المحكمة “يلي احتفلت بنتيجته الضاحية”… الطريقة الجديدة “عرين الازرق” “هادية ومحبطة” وهيك الحالة كمان عند الضريح… وفي لاهاي الشيخ معصب وما حملوه اعصابه انو يقوي قلبو…

يبقى اهل الضحايا الذين حصلوا بالامس على العدالة رغم ادراك الجميع انها ستحتاج لوقت طويل لتحقيقها، اذا ما تحققت….
فالدم سينتصر في النهاية… طال الزمن ام قصر… وليطمئن الجميع فحكم لاهاي مفصول عن المصير الذي ينتظر الطبقة السياسية في لبنان وهو لن يغير من مصيرها المحتوم ومن ضمنها حزب الله، وغدا لناظره أقرب من قريب…



from وكالة نيوز https://ift.tt/34bMUs6
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل