Monday, June 8, 2020

البلد فريسة العنف والفوضى..؟

نون -اللواء

ما جرى يوم السبت، الذي كاد أن يتحول إلى «سبت أسود» آخر في تاريخ هذا البلد المبتلى بشتى أمراض الطائفية والمذهبية اللعينة، يجب أن يشكل حافزاً أضافياً للحكم والحكومة للخروج من دوامة اللجان والمناقشات السفسطائية، والإقدام على إتخاذ القرارات الجريئة بعيداً عن المحاصصات الكريهة، ودون الوقوف أمام حسابات الربح والخسارة، لهذا الفريق السياسي أو ذلك الطرف الحزبي.

ما حصل يوم السبت، كان متوقعاً، وحذرنا من «الوقوع في المحذور» في هذه الزاوية بالذات، لأن المعطيات كانت تُشير إلى إفتعال أجواء التوتر والإحتقان، وإعداد الساحات إلى المواجهات الطائفية، على نحو ما حصل بين الشياح وعين الرمانة، وإلى تحريك الرماد المذهبي، كما جرى في كورنيش المزرعة بين شبان طريق الجديدة ومنطقة بربور.

إتخاذ التظاهرات المطلبية مطية للمتلاعبين بأمن وإستقرار البلد، وإستغلال أوجاع الناس الغلابى لتحقيق مآرب سياسية ومصالح فئوية وشخصية رخيصة، ليس أمراً مستجداً على الساحة اللبنانية، ولكن خطورة ما يجري اليوم أن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين تُكابد مشاكل البطالة والكساد، والإنهيار الإقتصادي والمالي، وفوق كل ذلك إحتجاز الأموال وجنى العمر في المصارف، مما جعل الأرض خصبة لإنتشار العنف والفوضى بمجرد إندلاع الشرارة الأولى.

ثلاثة أشهر مضت على تشكيل الحكومة، ولم تتخذ أي قرار مناسب في الملفات المفتوحة أمامها، والمساعدة على تهدئة الغليان الشعبي، والإيحاء بقدرة الحكم الحالي على إخراج البلد من دوامة الأزمات المتشابكة، مع ما يعني ذلك من بداية إستعادة بعض الثقة، داخلياً وخارجياً، وإعادة فتح الأبواب الموصدة بالمقاطعة السياسية والعقوبات الإقتصادية.

نجاح إجراءات الحد من إنتشار وباء الكورونا، لا يكفي لتتغنى الحكومة بإنجازاتها، لأن الأزمات الكبيرة ما زالت تنتظر الخطوات الحاسمة، وخاصة أزمة الكهرباء وتنظيم العلاقة بين المصارف والمودعين، وإنهاء التعيينات المالية والإدارية وتحريرها من سرطان المحاصصات العمياء.

هل تخرج الحكومة من دائرة التنظير والعجز، أم أن البلد سيقع فريسة الفوضى والعنف مرة أخرى؟



from وكالة نيوز https://ift.tt/3gYbHUy
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل