Wednesday, May 27, 2020

حسان دياب من الخط الأزرق: ممنوع على الاحتلال تجاوز الخطوط الحمر.

-حسين عزالدين-كاتب وإعلامي

-خاص وكالة نيوز

ثمة رسالة وجهها رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب الى الداخل والخارج وسط اللغط الدائر حول مهام قوات اليونيفل العاملة جنوب نهر الليطاني تنفيذاً للقرار الأممي 1701 والقاضي مراقبة الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة.

دياب كان واضحاً لجهة موقف الدولة اللبنانية حيال تمسكها بسيادتها على كامل اراضيها، وعدم التفريط بأي شبر من تراب الوطن تحت اي تهديد او تهويل، وينسحب عاكساً بذلك الموقف اللبناني الرسمي الذي عبر عنه رئيس الجمهورية ميشال عون في المحافل الدولية وما اكده مراراً رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم التخلي عن حبة تراب او شبر ماء من حقوق لبنان بخيراته وثرواته، لتتلاقى هذه المواقف الوطنية مع تأكيد الأمين العام لحزب الله على جهوزية المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض اذا ما سولت نفس العدو المغامرة بأي عدوان.

من هنا تنطلق زيارة رئيس الحكومة سيما وان العديد من الجهات السياسية داخل لبنان، بدأت تروج لمقولة توسيع مهام قوات اليونيفل لتشمل الحدود الشرقية مع الشقيقة سوريا انسجاماً مع معزوفة البيت الأبيض ودبلوماسية الولايات المتحدة، التي راحت تتحدث منذ فترة عن تعديل في الاداء والمهام والتموضع للقوات الدولية، تارة تحت وابل التهديد المبطن من سحب هذه القوات وطوراً بالضغط الاقتصادي على الحكومة عبر قنوات الإتصال المالي وموفدي الادارة الأمريكية الى لبنان، وترى المصادر المواكبة ان هذه الزيارة اتت لتميط اللثام عن الالتباس المرتبط بعدة قراءات وتحاليل تقول ان لبنان بات قاب قوسين او ادنى من الرضوخ للإملاءات الأمريكية التي تعمل على المقايضة بين الاقتصاد والسياسة، فيما خص ترسيم الحدود البرية والبحرية وربطها مباشرة بالتسهيل المالي وسط الازمة، والتي يرزح تحتها لبنان اقتصادياً، لتشكل مدخلاً استغلالياً له، من هنا تأتي مواقف رئيس الحكومة اللبنانية المتماهية مع الثوابت الوطنية سيما تلك المرتكزة على ثلاثية لبنان الذهبية المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، حيث كان واضحاً بمطالبة الأمم المتحدة إلزام العدو الإسرائيلي بتطبيق القرار 1701 والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة،

فهذا العدو يخترق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، ويهدد ويتوعد لبنان ويجاهر امام العالم بممارسته العدائية ويوحي للرأي العام انه اقوى من الأمم المتحدة والقرارات الدولية.

ورأت الاوساط في اشارة دياب إلى أن وجود اليونيفيل في لبنان ليس بإرادة دولية فقط، وانما برغبة لبنانية وباحتضان من أهالي الجنوب، لتأتي رداً على من روج مؤخراً بعد الإشكالات التي حصلت في بعض القرى كونه لا يتعدى سوء تقدير من وحدات اليونيفل التي فتحت تحقيقاً بما جرى في بلدة بليدا الحدودية، مؤكداً أن استمرار الاحتلال يمنع تثبيت الاستقرار، ونحن لن نتنازل عن حبة تراب من وطننا.

اضف الى ذلك تشديد دياب على أن لبنان متمسك بتطبيق القرار 1701 وبدور اليونيفيل والمحافظة على مهمتها وعديدها دون تعديل، لأن الحاجة اليها لا تزال ضرورة ملحة في ظل محاولات اسرائيل المستمرة لزعزعة الاستقرار، مؤكداً على أهمية أن تستمر اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش اللبناني منعاً لأي التباس، مما يسهل من مهماتها ويعزز الثقة مع ابناء الجنوب.

بكل الأحوال تأتي هذه الزيارة لتزيد الامعان اللبناني بكل مؤسساته تمسكاً بالسيادة التي حصنتها المقاومة، سيما وأنها اتت في ظل الاحتفالات بعيد النصر والتحرير بعد اندحار الاحتلال في ايار من العام الفين، لتشكل هذه المحطة نقطة فاصلة بين مرحلة الهزائم وزمن الانتصارات، فهل فهم الاحتلال رسالة لبنان الحكومية بعد رسائل المقاومة الواضحة بكل الاتجاهات.



from وكالة نيوز https://ift.tt/36IqI8j
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل