Tuesday, April 28, 2020

فواز السمّان شهيد المؤسسة العسكرية

“ليبانون ديبايت” – روني ألفا

هذه ليست طرابلس. طرابلس الحقيقية تسكن في جراح الشّهيد فواز السمان. في وريده المثقوب. قتله المندسّون برمايةٍ تبكي. ليس من باب المبالغة تأكيد هوية من تسبب بمقتل ها الشّهيد. إنه شيطان الحقد على الجيش وعلى أهل المدينة معاً. الجيش وضع فواز السمّان بمصاف الشهداء. رفعه إلى منزلة مواطِن مظلوم. الرصاص المطّاطي يدلّ كيف تُحتَرَم المعايير الدولية في التعاطي مع الشّغب. كميّة الحقد غير الطرابلسي على الجيش أودَت بحياة الشهيد السمّان.

الجيش اللبناني يعيش في طرابلس. يعرف أزقَتها الجميلة. خاناتها التي تقدّم الطعام والشراب للوافدين إليها. طرابلس البهية يحبها الجيش وتحبّه. ما يُحاك للمدينة يجب أن يدفع بالثوار الحقيقيين وهم كثرٌ بالإلتحاف بعباءة الجيش. الجيش الذي يجوع ويعطش مثله مثل العِطاش إلى دولة. الخطة باتت واضحة. ضرب الناس بالمؤسسة العسكرية. يجب أن يكون إستشهاد فواز السمّان علامة شديدة الوضوح لهذا المخطط.

بيان الجيش كان واضحاً. المطلوب قراءته بكثير من العناية. من المؤسف ألا نقرأ فيه تعاطفه ودعمه وتماهيه مع مطالب الناس الطيّبين. ولكن ماذا سيبقى من كل هذا إذا نجح المغرِضون في دسّ السمّ وتغذية الأحقاد؟

لن نستعرض البيانات التي تتهم أطرافاً تحرّك الشّغب. لن نسيق إتهاماً. إنه عمل المخابرات والقضاء والإستقصاء. إنما يجب أن نلاحظ أن الخطة تقتضي تهميش وتهشيم كل بزة عسكرية. الداعر لا يفرّق بين قوى الأمن الداخلي والجيش. المطلوب تدمير آخر معقل من معاقل الحماية التي تتيحها المؤسسة العسكرية للناس الطيبين.

الدعوة عامّة. طرابلس يجب أن تكون مرة جديدة مدينة تلبس المرقّط. مرقّط الجيش. الإبلاغ عن المشبوهين. ما يحدث ممنهج. إحداث أكبر ضرر في المصارف والأملاك الخاصّة. إحراق الآليات وربما أيضاً لا سمح الله إطالق النار على العسكر. لن يسمح الجيش بهذا الجنون.

أيها الطرابلسيون. رصاصة مطاطية أودت بحياة فواز السمّان. نكاد نقسِم أن الجيش صلّى ليصل الشهيد إلى أقرب مستشفى. تضرّع لشفائه. كانت المؤامرة أعتى وأشرس من الأمنيات. بيد الطرابلسيين الحقيقيين ألا يدفنوا شهدائهم كرمى لمصّاصي الدماء. لا تنسوا يد العسكري الذي يوزّع الوحدات الغذائية على الفقراء. على أهله وأبنائه. يوزّعها وهو يكاد يدمع لحالهم ومآلِهِم.

لا تدعوا المؤامرة تعبر من طرابلس إلى لبنان. يعرف الحاقد أن ضرب الجيش يقتلع الأرزة اللبنانية من شلوشِها. الجيش شلش الأرزة هذه الحبيبة التي تتوسط عَلَم لبنان. أهل طرابلس ضَنينون بتوسّط الأرزة عَلَمَنا الرائِع. في بيوت طرابلس الأبية صُوَر كثيرة لشهداء الجيش. مسوّرة بالفاتحة وبأبانا الذي. قَضوا دفاعاَ عن لبنان في طرابلس. فواز السمّان يعرف ذلك من حيث هو.

لم يحدث في تاريخ لبنان أن وُضِع الجيش في مواجهة أهلِه. ” أنا أيضاً جائِع ومنهَك مثلك “. قالها أحد العسكريين لجائعِ إلى خبز الحريّة. بادِلوه في طرابلس بالتنسيق لا بالتمزيق. سنكتشف جميعاً عاجلاً أم آجلاً أن الجيش سيكون جسر العبور إلى الوطن الذي يجوع إلى خبزه كل الجياع إلى الحرية.

نودّع فواز السمّان بكثير من الحزن. بكثير من الخيبة نودّع دولة هَرِمة متهادية ، متهالِكة ومترامية الفساد. بِكثير من الإيمان نستقبل دولة فتية نَضِرَة مثل بسالة الجنود. لو قُيِّضَ لجنود الجيش اللبناني حمل فواز السمّان على أكّفهِم لحملوه ولفّوه بَعلَم لبنان. لو قُيّضَ لجندي من الجيش بذل حياته فداءً لألف فواز السمّان لفَعَل. طرابلس عاصمة للجيش اللبناني. قريباً وتعود ساحة النور ممتلئَة زهوراً. تتآخى فيها أضرِحَة شهداء الجيش اللبناني بأضرِحَة المظلومين من أهلِها. فواز السمّان شهيد على طريق لبنان الآتي.



from وكالة نيوز https://ift.tt/2Wb8gAb
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل