تتزايد المؤشرات إلى مواجهة قريبة بين العدو والمقاومة، التي تحاول على ما يبدو تنفيس النوايا الإسرائيلية أو ضرب عنصر المفاجأة فيها. محاولات تتوازى مع قرارها تحريك ملف الأسرى الذي يوشك أن تمرّ على فتحه ستّ سنوات من دون أيّ تغيير
وكانت قد أعلنت «القسام»، عقب العدوان الواسع على القطاع عام 2014، أن لديها أربعة جنود إسرائيليين، منهم اثنان تمكّنت من إلقاء القبض عليهما خلال دخولهما «غير الشرعي» إلى غزة، واثنان أُسرا خلال المعارك. وبالتوازي مع المستجدّ في هذا الملف، جدّدت مصادر قيادية في «حماس» تأكيدها توقف المفاوضات في ملف الجنود نتيجة الموقف الإسرائيلي المتعنّت، لافتة إلى أن الحركة «قدّمت الكثير من الأوراق التي يمكن بها بدء التفاوض والوصول إلى صفقة مقبولة، لكن الاحتلال، وبالتحديد نتنياهو و(وزير الأمن الحالي) نفتالي بينت، كانوا وما زالوا يعيقونها». وعن دور الوسطاء حالياً، أشارت المصادر في حديث إلى «الأخبار» إلى أن ما نقله أبو عبيدة «يمكن أن يشكّل ورقة يمكن البناء عليها في طلب معرفة مصير الجنود الأسرى… حماس ليست في صدد تقديم تنازلات في هذا الملف، وهي تسعى إلى الإفراج عن أكبر قدر من الأسرى الفلسطينيين».
ميدانياً، تتواصل حالة التصعيد في غزة بعد إطلاق صواريخ مختلفةِ النوع هذه المرة، إذ رُصد فجر أمس إطلاق ثلاثة صواريخ على مستوطنة «نتيفوت» التي تبعد عن القطاع أكثر من 20كلم، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مستوطنين بجروح طفيفة أثناء هربهم إلى الملاجئ لحظة انطلاق الصفارات. وفيما ردّ جيش العدو على إطلاق الصواريخ بقصف عدد من مواقع المقاومة، استمرّت حالة الحيطة التي اتخذتها الأخيرة، وخصوصاً أن القصف الإسرائيلي لم يكن بمستوى الردّ المعهود أخيراً، ما قد يشير إلى نية تنفيذ اغتيال، وفق التقديرات الأمنية. والجدير ذكره، أيضاً، أن إطلاق الصواريخ من غزة تزامن مع تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي مناورات حربية كبيرة على جبهات عدّة إحداها القطاع، طبقاً ليوسي يهوشاع، وهو المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
في سياق متصل، شارك مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، في المؤتمر السنوي لـ«معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي»، عبر مكالمة هاتفية أمس، رأى فيها أن «تنفيذ عمل عسكري في غزة معدٍّ من أجل إسقاط حكم حماس سيؤدي إلى نزاع صعب أكثر مما كان في عام 2014، ومن المؤكد أن إسرائيل لا تريد أن تصبح غزة مثل الصومال». وتحدث ميلادينوف عن جهوده خلال العامين الماضيين، معتبراً أن «الفصل بين إسرائيل وغزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية تتفجّر في وجه إسرائيل… انصبّت جهودي خلال السنوات الماضية على منع الحرب مع استمرار تحدّيات عدة لإنجاز تفاهمات التهدئة». في المقابل، حذّر عضو المكتب السياسي لـ«الجهاد الإسلامي»، يوسف الحساينة، من شنّ حرب على غزة لنزع سلاحها، مؤكداً أن «المقاومة ستتصدّى لأيّ عدوان وستواصل دفاعها عن شعبنا… الخطر قائم وقد تشهد المرحلة شنّ حروب لنزع سلاح المقاومة أو عبر أدوات ناعمة في المستقبل كالازدهار الاقتصادي أو هدنة طويلة». وأمس، قرّر العدو تقليص مساحة الصيد في بحر القطاع إلى عشرة أميال بحرية بدلاً من 15، رداً على تواصل إطلاق الصواريخ والبالونات المتفجّرة، وفق ما أفادت به مصادر في «نقابة الصيادين» في غزة.
خامنئي: سنُمِدّ المقاومة بكلّ أنواع الدعم
جدّد المرشد الإيراني، علي خامنئي، تأكيده دعم طهران للمقاومة الفلسطينية، معتبراً أن مصير «صفقة القرن» سيكون الفشل. وفي لقاء شعبي أمس بمناسبة الذكرى الـ 41 لانتصار الثورة الإيرانية، قال: «نحن كجمهورية إسلامية، نعتبر أن مسؤوليتنا تتمثّل في دعم الحركات الفلسطينية، وسوف نمدّها بكل أنواع الدعم التي نقدر عليها. وهذا الدعم يأتي بناءً على رغبة النظام الإسلامي والشعب الإيراني». ورأى أن «صفقة القرن» مشروع «محكوم عليه بالفشل، وسوف يموت قبل موت ترامب» وسيلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة. وشدد على أن من واجب العالم الإسلامي مساندة الفلسطينيين ودعمهم، مضيفاً إن علاج «صفقة القرن» يكمن في «صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني والفئات والمنظمات الفلسطينية بمنتهى الشجاعة، والعمل من خلال ذلك على تضييق الخناق على العدوّ الصهيوني وأميركا، هذا هو سبيل الحل الوحيد». وتابع: «المنظمات الفلسطينية المسلّحة ستصمد وتواصل المقاومة. السبيل هو المقاومة». وهاجم خامنئي المشاركة العربية في «صفقة القرن»، قائلاً: «الترحيب والتصفيق من قِبَل عدد من الزعماء العرب الخونة الذين لا قيمة لهم ولا حيثية بين شعوبهم لا أهمية له».
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/38fdDmI
via IFTTT
0 comments: