


ينتمي كوشنر إلى أسرة يهودية أرثوذكسية
– الخليج أونلاين (خاص)
كان لافتاً خلال إعلان “صفقة القرن” إشادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدور الذي قدمه جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلف الكواليس، فيما قال إنه “طريق السلام” قائلاً: “من دون حكمتك ومثابرتك وتصميمك ما رأى هذا اليوم النور”.
الرجل اليهودي المتدين الذي صاهر ترامب قبل سنوات، هو رئيس طاقم أمريكي من 4 محامين يهود، أعد وصاغ “صفقة القرن”، بعد أن كان فاعلاً رئيسياً في سوق العقارات بنيويورك خلال عمله مع والده في شركة المقاولات التابعة له، كما يعتبر من أكثر الناس قرباً لترامب ليس لأنه متزوج ابنته فقط، بل لأن ترامب يعتبره “من أكثر الناس براعة في التفاوض”.
عمل كوشنر على الترويج لـ”صفقة القرن” قبل إعلانها، حيث كان من أبرز الحاضرين والقائمين والداعمين لورشة البحرين الاقتصادية (25 و26 يونيو 2019)، التي أكد خبراء حينها أنها أولى الخطوات التنفيذية للصفقة التي تزعم وواشنطن أنها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
النشأة
ولد جاريد كوشنر يوم 10 يناير عام 1981، لعائلة يهودية من نيوجرسي تنتمي سياسياً للحزب الديمقراطي، ولها علاقات جيدة مع المسؤولين السياسيين في “إسرائيل”، ومع اللجنة الأمريكية للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة اختصاراً بـ”إيباك”.
ينتمي كوشنر إلى أسرة يهودية أرثوذكسية تنحدر من أصول روسيا البيضاء، حيث إن جدّته رايسا كوشنر غادرت حيها اليهودي آنذاك “نوفوغرودوك” والتقت بزوجها المستقبلي جوزيف بيركوفيتش لاحقاً، ليأخذ جوزيف اسم زوجته لكونه من عائلة فقيرة جداً، بحسب ما يذكر الصحفي المعروف دانيال غولدن، في كتابه “ثمن القبول”.
ويقول دانيال في كتابه أيضاً إن كوشنر الأب انتقل عام 1949 من روسيا البيضاء إلى الولايات المتحدة، وأصبح مستثمراً في سوق العقارات. ولم يتحدّث أحفاد جوزيف لغة روسيا البيضاء أو الروسية، لكنهم احتفظوا بعناية بتقاليد عائلية، وقدّموا تبرّعات سخية إلى متحف نوفوغرودوك التاريخي والتاريخ المحلي.
درس كوشنر الابن في مدرسة يهودية خاصة في ولاية نيوجرسي الأمريكية، والتحق بجامعة هارفارد، رغم أن علاماته الدراسية كانت سيئة ولا تؤهّله لدخول الجامعة الراقية.
وكشف الصحفي غولدن في كتابه، وتحقيق أيضاً نُشر في صحيفة “برو بوبليكا” المحلية، أن والد جاريد تبرّع للجامعة العريقة بـ2.5 مليون دولار عام 1998، ما ساعد نجله على الالتحاق بها.
كما درس في جامعة نيويورك، حيث حصل عام 2007 على شهادة في القانون، وهي الجامعة نفسها التي تبرّع لها والده أيضاً بمبلغ ثلاثة ملايين دولار عام 2001.
تزوّج كوشنر ابنة ترامب، إيفانكا، عام 2009، بعد أن اعتنقت الديانة اليهودية، ولهما ثلاثة أبناء.
داهية ثعلب
عرف جاريد كوشنر بمكر الثعالب، وبحيله التي يستخدمها لتحقيق أهدافه حتى مع أقر ب الأشخاص إليه، ومن بينهم والده شارل كوشنر، حيث استغل جيداً حادثة سجن الأخير بتهمة التهرب الضريبي ليرسخ وجوده في عالم العقارات.
فاستثمر في عقارات منهاتن بنيويورك، واشترى ناطحة سحاب قرب أبراج ترامب بـ1.8 مليار دولار، كما اشترى أسبوعية “نيويورك أبزيرفور” بـ10 ملايين دولار، وبعد أن عانى مشكلات مالية بسبب الأزمة المالية عام 2008، عادت استثماراته لتنتعش بعد ذلك.
بعد أن مرت حياة كوشنر الاقتصادية بهبوط وصعود اقتصادي انتهت بالديون التي تراكمت عليه، ما جعله يطرق أبواباً سياسية تخالط بعضها شبهات وتخضع لتحقيق فيدرالي بسبب افتقاره إلى أساليب اللعبة السياسية، بحكم مسيرته المهنية في مجال المال والأعمال.
ساعد ظهور كوشنر بجانب زوجته إيفانكا في اللقاءات والتجمعات التي يعقدها والدها ترامب، والذي كان حينها رجل أعمال، إلى إبراز شخصية كوشنر السياسية وجعله من أكبر مسؤولي البيت الأبيض وأكثر الشخصيات التي يثق فيها ترامب.
لورنس القرن الـ21
منذ الأيام الأولى لإدارة ترامب، تولى كوشنر التحضير لصفقة القرن والترويج لها باعتبارها ستجلب السلام للشرق الأوسط وتنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولكن سرعان ما بدأ انحياز كوشنر لـ”إسرائيل” يظهر للعلن، لكونه يتمتع بعلاقات عميقة مع قادتها، رغم مهمته المفترضة في “التوسط لتحقيق السلام في الشرق الأوسط”، أي أن يمارس الحياد، لكنه انطلق يمارس الضغوط على دول عربية للقبول بها، ما جعل كثيرين يطلقون عليه لقب “لورنس القرن 21”.
والعقيد توماس لورنس عمل جاسوساً لجيش بريطانيا، بهدف تأليب القبائل العربية على الدولة العثمانية ودفعها للتمرد وقطع خطوط إمداد الجيش العثماني وشغله أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
وبحسب المراجع التاريخية، فإن لورانس نجح في إشعال ما عُرف بالثورة العربية عام 1916، وما إن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها حتى تقاسمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي الذي كان جزءاً من الدولة العثمانية.
ورغم اختلاف الزمان والشخوص فإن الحال مشابه تماماً لما تشهده المنطقة العربية حالياً؛ في محاولة لإضافة صفة “الطبيعية” على العلاقات مع “إسرائيل”، التي تواصل احتلال فلسطين منذ 1948، وانتهاك حقوق أهلها.
كوشنر، خلال أقل من عامين، أصبح مُرحباً بخططه بين قادة دول عربية وخليجية، أبرزها السعودية والإمارات ومصر، وهي المحاور التي من خلالها يسعى صهر ترامب إلى تنفيذ خطته الرامية إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
“عراب صفقة القرن” هو لقب فاز به كوشنر بعد سلسلة الزيارات المكوكية التي أجراها إلى الدول الثلاث المذكورة، وتُرجم بشكل فعلي عندما ترأس الورشة الاقتصادية التي عقدت في البحرين، يومي 25 و26 يونيو 2019.
تلك الورشة قال خبراء إنها أولى الخطوات الفعلية لـ”صفقة القرن”، التي تحاول إدارة ترامب تنفيذها بمساعدة السعودية؛ لـ”تحقيق السلام”، ولكن على حساب العرب والفلسطنيين.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2O73iS4
via IFTTT
0 comments: