Friday, December 20, 2019

انقلاب على الحريري.. أم انتفاضة حريرية؟

إذا كان الرئيس سعد الحريري قد تبرأ من حركة الاعتراض في الشارع على تكليف الرئيس حسّان دياب تأليف الحكومة، فمن هي الجهة التي تمارس أعمال قطع الطرقات وإحراق الدواليب ورمي القنابل وإطلاق الرصاص؟

الواضح أن الرئيس الحريري يواجه دعوات وصفها بأنها “مشبوهة” تصدر باسم تيار “المستقبل” لقطع الطرقات في مناطق حضور “المستقبل”.. أو أنه يغامر بورقة الشارع لإسقاط الرئيس دياب.

ربما يكون الحريري اتخذ، شفهياً، قراراً بمواجهة هذه الفوضى التي يتم تنفيذها بإسمه، وهو يعلم جيداً الجهة ـ أو الجهات ـ التي تحرّكت في الشارع تحت راية “المستقبل”، ويفترض أنه يعلم أن هناك من يحاول دفعه إلى مواقف سلبية من تكليف الرئيس دياب، في حين أن قراره المعلن هو الانفتاح على الرئيس المكلّف وإعطاؤه فرصة، بل وربما التعاون معه، خصوصاً أن “الكيمياء الشخصية” قد تفاعلت إيجاباً وسريعاً بين الرجلين.

هل يتعرّض الحريري لـ”محاولة انقلاب” داخل تيار “المستقبل”؟

ثمة نظريتان لتفسير ما يحصل في الشارع:

ـ الأولى، تقول إن حركة الاعتراض في الشارع ليست بعيدة عن الحريري، بل وربما إنه هو الذي أعطى الإشارة لتنفيذ انتفاضة، في بيروت وصيدا وطرابلس وعكار والبقاع الغربي، لكنه يتبرّأ منها بمواقف علنية تغطّي غضبه “المكبوت” على خروجه من السراي الحكومي. وبالتالي، فإن قطع الطرقات في مختلف المناطق، والصدام مع القوى الأمنية، وتظاهرات الشغب، هي كلها في سياق هذا الغضب الذي تحوّل رسائل ساخنة في الشارع إلى الأكثرية النيابية التي سمّت حسّان دياب لرئاسة الحكومة، لدفعها إلى مراجعة قرارها بالسير في هذا الترشيح عبر تعطيل إمكانية تشكيل حكومة، ورسالة مباشرة إلى الرئيس دياب نفسه لدفعه إلى الاعتذار. لكن الأخطر في تعابير غضب الحريري، هو تكرار استخدام مدينة طرابلس صندوق بريد عبر محاولة إشعال فتيل الفتنة مجدداً بين التبانة وجبل محسن، والتي تحاول “لغة” القنابل اليدوية المتجدّدة ترجمتها!

ـ الثانية، تشير إلى أن المعطيات المتوفّرة عن الفوضى التي تم تنظيمها، تتحدّث عن وجود أكثر من جهة تدير هذه الحركة، وتستخدم جمهور “المستقبل” ومناصريه، وتزجّ بهم في مواجهة تؤدي في النهاية إلى خسائر للرئيس الحريري، على الرغم من أنها ترفع صور الحريري وتهتف له.

وتعتقد بعض المصادر أن ما يحصل هو مشروع انقلاب حقيقي على الحريري، يتم تنفيذ المرحلة الثانية منه، بعد أن نُفّذت المرحلة الأولى التي قضت بإبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة، وكانت “القوات اللبنانية” رأس الحربة في معركة إقصاء الحريري عن رئاسة الحكومة، عبر وضع شروط متشدّدة عليه لقبول تسميته، ثم عبر الانقلاب عليه في “بيان منتصف الليل” الذي أعلنت فيه “القوات” أنها لن تسمّي الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، وهو ما شكّل صدمة كبيرة للحريري لم يستفق منها حتى اليوم.

وتشير تلك المصادر إلى أن “القوات اللبنانية” هي التي تدير غرفة عمليات الانقلاب على الحريري، والذي ينفّذه الرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام والنائب نهاد المشنوق في بيروت، والوزير السابق أشرف ريفي في طرابلس، بدعم من الرئيس نجيب ميقاتي.

وبحسب رأي تلك المصادر، فإن القرار باستبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة هو قرار سعودي، وقد نقلت فحواه “القوات اللبنانية” إلى الحريري نفسه، وإلى رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط. ويتقاطع التوجّه السعودي مع توجّه أميركي عبّرت عنه “القوات” أيضاً بتسمية السفير السابق نواف سلام لرئاسة الحكومة.

خرج الحريري مرغماً من رئاسة الحكومة، وهذه المرّة ليس بضربة حجر من خصومه السياسيين، وإنما بطعنة خنجر من حلفائه الافتراضيين!



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/35JV21b
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل