Saturday, December 21, 2019

مهاتير محمد ينأى بنفسه عن أجندة تقويض دور السعودية

عدم صدور بيان مشترك وتسرّب الزعماء من قمة كوالالمبور دليل آخر على الفشل.

انكشاف الأجندة الخفية

كوالالمبور – كشفت تصريحات مرتبكة وغير عملية لرئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في نهاية قمة إسلامية مثيرة للجدل، أن ماليزيا انساقت وراء مخطّط قطري تركي واضح لتقويض دور السعودية في العالم الإسلامي ووجدت نفسها في مأزق سياسي كانت في غنى عنه.

وحاول مهاتير أن يقدم صورة مختلفة للهدف من قمة كوالالمبور بالحديث عن مشروع تضامني وليس بديلا لمنظمة التعاون الإسلامي، وحول مسار المؤتمر “المؤامرة” لقضايا اقتصادية والإشارة إلى منظومة مقايضة بالذهب مع الدول التي تواجه العقوبات أو باستخدام العملات المحلية.

وقال مهاتير في خطابه بمناسبة اختتام القمة، السبت، “لا نتجمع هنا لأجل تولي دور أيّ منصة من منصات إسلامية أخرى، ولا لأجل إيجاد تكتل إسلامي آخر أو كيان إسلامي بديل، ولا لإضعاف دور آخرين”.

وأضاف “إنما تجمّعنا هذا، تجمّع مصغر يتكون من عدة دول إسلامية، حيث يحرص قادتها على الجلوس والعمل معاً لمناقشة بعمق قضايا معينة يمكن تطويرها لصالح مشترك، وذلك بأهداف عدة أولها أن تفيد القضية، والثانية رفع القضية إلى منصة أكبر ثم العمل بحلها معاً لتفيد الدول الإسلامية الأخرى بأكملها”.

ويرى متابعون لشؤون القمة أن دول مثل باكستان وأندونيسيا كانت تنظر إلى القمة على أنها فرصة لجذب الاستثمارات وتوقيع اتفاقيات كبرى لخدمة اقتصادياتها، وهو ما دفعها إلى إعلان نيتها المشاركة في البداية قبل أن تكتشف أن الوعود الاقتصادية لم تكن سوى ستارة تخفي أجندة خفية تجمع بين قطر وتركيا لضرب السعودية بالدرجة الأولى وتقويض نفوذها في دول ذات ثقل سكاني إسلامي تحظى فيها المملكة بحفاوة كبرى كونها راعية الإسلام ومؤسساته.

ويشير المتابعون إلى أن الارتباك الذي ظهر على كلمة مهاتير محمد يعود إلى انكشاف الهدف الخفي من القمة وأن ماليزيا تظهر في صورة من ساهم في خداع دول أخرى بحضور قمة للتعاون الاقتصادي فيما هي غطاء لأجندة تهدد مصالحهم مع السعودية التي لديها استثمارات واتفاقيات كبرى في دول مثل باكستان، فضلا عن وجود الآلاف من العمالة الباكستانية في المملكة ودول خليجية أخرى.

وسعى رئيس الوزراء الماليزي إلى التأكيد على أن القمة حققت أهدافا اقتصادية ولو محدودة وأنها لم تثر ملف التحالفات الإسلامية. وذكر أن القمة شهدت التوقيع على 18 مذكرة تفاهم في مختلف المجالات بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة، والتعاون الإعلامي، ومراكز التميز، والأمن الغذائي، والقيادات الشابة، وتبادل البرامج بين الدول المشتركة.

وقال إن بلاده وإيران وتركيا وقطر تبحث تنفيذ المعاملات التجارية فيما بينها بالذهب ونظام المقايضة كنوع من الحماية من أيّ عقوبات مستقبلية محتملة عليها.

وكان مهاتير قد بدأ بالتراجع عن سقف التوقعات التي وضعتها تركيا وقطر لتطويق السعودية ببناء تحالف إسلامي بديل منذ كلمته في الافتتاح، الأربعاء، حين قال “نحن لم نقصِ أحدًا، أردنا فقط أن تكون هذه القمة بداية مصغرة”.

وواجهت القمة، التي تجاهلتها الرياض، انتقادات بتقويض دور منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها السعودية، والتي تمثل 57 دولة تسكنها أغلبية مسلمة.

ونفت السفارة السعودية في باكستان ما تردد عن ممارسة المملكة أيّ ضغوط على إسلام آباد لثنيها عن حضور القمة، في رد واضح على تصريحات الرئيس التركي عن أن السعودية مارست ضغطا على باكستان كي لا تشارك.

وعزت الخارجية الباكستانية، في بيان لها السبت، عدم مشاركتها في القمة إلى رغبتها في منع الانقسام المحتمل في الأمة الإسلامية.

وقالت إن عدم مشاركتها في قمة كوالالمبور جاء نظير الوقت والجهد الضروريين لمعالجة مخاوف الدول الإسلامية الكبرى فيما يتعلق بالانقسام المحتمل في الأمة الإسلامية.

واعتبر مراقبون أن المقاطعة القوية للقمة تكشف عن عزلة مشاريع الإسلام السياسي في العالم الإسلامي، وهي مشاريع تبحث دائما عن إلغاء مؤسسات الوحدة والحوار وبناء مؤسسات أخرى بديلة عنها هي من تتولى إدارتها لتحقيق أجندات خفية.

وأضافوا أنه في المقابل، أظهرت القمة حجم الحضور السعودي في العالم الإسلامي، وهو حضور تعمق بالمنزلة الدينية والروحية، فضلا عن الدور الاقتصادي القوي، دون إغفال الدبلوماسية الهادئة التي تعمل على توحيد الدول الإسلامية داخل مؤسسة مشتركة واحدة، وليس التفريق لأجندات خاصة، فضلا عن قدرتها على إدارة الحوار والتقريب بين الدول.

وما يكشف فشل القمة والداعين لها في تحقيق أجنداتهم الخاصة أن الرؤساء المشاركين ألقى أغلبهم كلمته ثم غادر كوالالمبور دون أن ينتظر اليوم الاختتامي، فضلا عن عجز القمة عن إصدار بيان مشترك حول القضايا التي تمت مناقشتها وما تم فيها من اتفاق.

العرب



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2EKoR5E
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل