Friday, December 20, 2019

“شيطنة” حسان دياب…

“ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح

… مع شروقِ شمسِ حسّان دياب مؤهّلًا لدخول السراي ببركةِ القبول المستتر به من أجل تولي زمام الرئاسة الثالثة، صدرت التعليمات بشيطنته وتكفيره وتوعده بالويل والثبور وعظائم الأمور على اعتبار أنه تسلَّمَ مركزًا لم يسمه إليه “أهل السنة” في سابقةٍ خطيرةٍ تحمل طبائع “الميثاقية الملغومة”، دلت على أن ما يجري ترداده في الشارع منذ ١٧ تشرين الأول والايحاء بالسير فوق خطوط الطوائف والمذاهب ما هو إلّا مجرد خداع يزول الغبار عنه عند أول إستحقاق.

إذًا، صدرت “التعليمة” القاضية باعتبار حسّان دياب مرشحًا لحكومةٍ “من لونٍ واحدٍ” كان أول المبادرين إليها حزب القوات اللبنانية، وبالتالي، إلباسه ثوب حزب الله والأكثرية ولعنات الصراعات الإقليمية وصولاً الى الصاق صفة مرشح “محور إيران” عليه إمعانًا في تشويه صورته بغاية تأمين إحراقه في شارعه وربما إخضاعه لإمتحان إسقاطه في الشارع وإرغامه على المغادرة.

ما يدل إلى ذلك، مسارعة وسائل إعلام، عربية ودولية، محسوبة على محورٍ سياسيٍّ واضحٍ، في تبني مقولة “مرشح حزب الله لتشكيل حكومة غالبية من لونٍ واحدٍ” ثم ترويجها وتسويقها في الخارج، فيما إنكب بعض الإعلام المحلي على نسب تصريحات إلى “مصادر دبلوماسية” غير معلومة تصف ما جرى بأنه “إنتاجٌ لحكومة حزب الله، وحكومة تعويم جبران باسيل”.

وما يدعو إلى الشك والاستغراب، أنّ وسائل الاعلام تلك لم تأخذ بتصريح الرجل من على منبر قصر بعبدا بعد تكليفه وقوله “يدور في فلك الحراك”، بل مارست سياسة إنكار وتجاهل تجاه دور رئيس الجامعة الاميركية في بيروت، الذي اشتغل منذ بداية “الانتفاضة” كـ”ثورجي نشيط” هو صاحب براءة إختراعه!

ما يفسّر من الحملة الاعلامية الجاري تنفيذها بإتقان، أنها تعبير صرف عن المأزق الذي دخلته واشنطن في بيروت، بعدما كانت تمني النفس بأن يستهل مبعوثها إلى بيروت ديفيد هيل زيارته من دارة مرشحها نواف سلام لا من قصر بعبدا بعدما تتم تسميته وتضرب بالتالي الصفة الشرعية المتمثلة بنتائج الانتخابات التي قامت عليها الاكثرية.

وربطًا بحالة الصدمة التي انتابت واشنطن مع حلفائها في بيروت الذين دخلوا في هرجٍ ومرجٍ وحملة إنتقادات لبعضهم عبر فضاء التغريد، ساد الصمت الدول المعنية بالملف اللبناني، التي صامت عن إصدار أي بيان ترحيب بتكليف دياب “التكنوقراطي”. وفي تقدير المتابعين، أن تلك الدولة هي الآن في لحظة تقدير موقف واستشراف الأمور استباقًا لأي بيان.

وعند مقولة “إنتظروا رزمة جديدة من العقوبات الأميركية ضد شخصيات لبنانية”، أتى التلويح بالتهديد على شكل أنّ خميس الاستشارات سيحمل معه “خواميس عقوبات مالية وإقتصادية” ما دام دياب هو المختار لتشكيل حكومة اصبغت عنوةً بعبارة “اللون الواحد”، ولو كانت كذلك، لاختير لرئاستها فيصل كرامي أو حسن مراد، ولم يكن ثلاثي حزب الله – أمل – التيار الوطني الحر قد أمعن في “ترجي” سعد الحريري القبول بالتكليف ودعوته لاحقًا للمشاركة في التأليف.

وعلى ضفة الاختيار، ظهرَ إحساسٌ في ظل عملية التهويل بحصار دولي واقليمي لهذه الحكومة التي اطلق عليها باكرًا وقبل تأليفها “حكومة حزب الله”، بأن التأليف لن يكون سهلاً بل مرشح للعبور على مطبات هوائية إقليمية – دولية وأخرى يجري تحريكها على إيقاع لغة الشارع خاصة في المناطق ذات الغالبية السنية، وعليه لا بد من إبقاء الخطوط والاقنية مفتوحة مع تيار المستقبل.

لغاية الآن، منطق “حكومة اللون الواحد” الذي يكثر الحديث عنه مرفوضٌ من قبل الثنائي الشيعي، والخيار يكمن في حكومةٍ جامعةٍ على الوزن نفسه لتلك التي خيضت مفاوضات على أثرها، أي تركيبة تكنو – سياسية مع مراعاة، أن يكون التمثيل السياسي “لايت”، إذ أنّ عدم مشاركة تيار المستقبل، سواء بالمباشر أو غير المباشر، يعني أزمة ميثاقية، أي أنّها غير مقبولة بل مرفوضة، يجاريهما في ذلك الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر.

وفي الاعتقادِ السائدِ لدى قوى الثامن من آذار، أنّ الأمور الحكومية ستذهب منذ اليوم بإتجاه المواجهة كواحدةٍ من ردّات فعل “ضربة المعلم” التي سبقت زيارة هيل وأطاحت بـ”نواف سلام”، والرهان يدور الآن على منح الأميركيين فرصة بث المزيد من الفوضى عبر ابتداعِ فرضيّات واسقاطها على الحكومة ورئيسها ومنها إستغلال الشارع.

لقد وضعَ الرئيس المُكلَّف لنفسهِ فترة تتراوح بين شهر و6 أسابيع لتشكيل الحكومة، تجاريه بذلك مصادر متابعة للملف الحكومي، التي تعتبر، أنّ مسألة تنفيس الشارع وإمرار المشاورات والانكباب إلى دراسة التشكيلة ستأخذ وقتًا مشابهًا للفترة التي قدَّمَها الرئيس المكلف، غير أنّها أكَّدَت، أنّه وفي ضوء وجود “تصوّرٍ سابقٍ” لعملية التأليف، قد توفر على الرئيس المكلف البحث من جديد والبدء من حيث توقف الآخرون، ما يرفع من احتمال تقديم “إقتراح تشكيلة” في الفترة الفاصلة بين العيدَيْن.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2SkLBBv
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل