Saturday, September 21, 2019

هتلر رئيساً لدولة يهوديّة

الذي قال لدونالد ترامب «ما فعلته أنا لأميركا جعل الشرق الأوسط سجادة حمراء لقدميك»!!

شيء من هذا نطق به بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. الذي صرح بأن رئيس الحكومة الاسرائيلية خدع الرئيس الأميركي أكثر من مرة هو ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون الذي له رؤيته المختلفة لصفقة القرن. اذ رأى فيها الصفقة المستحيلة، أبدى خشيته من أن تضع المصالح الأميركية في… مهب الهباء.

نعلم تفاصيل السيناريو الذي أزاح تيلرسون، بديبلوماسية رجل المؤسسات المحنك، ليحل محله من يوصف، في واشنطن، بـ«الطنجرة الفارغة»، مايك بومبيو. تيلرسون قال لترامب «هذه السياسات، بالذات، تجعل من ايران قوة عظمى». تمنى عليه ألا يصغي للآتين من أقاصي التاريخ، أو من أقاصي الايديولوجيا، لأن أي حرب تعني تحويل الشرق الأوسط الى كرة من النار، وتتدحرج في كل الاتجاهات.

تذكرون اعلان الجنرال جون هايتن، قائد القيادة الاستراتيجية (الترسانة النووية)، بعدم تنفيذ أية أوامر «غير قانونية» تأتيه من الرئيس. آنذاك كان نتنياهو قد أقنع ترامب بالقاء القنبلة النووية على طهران. في هذه الحال لا بد من أن تنحني ايران أمام الجنرال جوزف فوتيل مثلما انحنى الأمبراطور هيروهيتو أمام الجنرال دوغلاس ماك آرثر غداة قنبلة هيروشيما.

ما يستشف من كلام تيلرسون أن نتنياهو كان يرى في ترامب «الفيل الغبي الذي يمكنك الدخول الى رأسه دون أن تخلع حذاءك». انكسر زعيم الليكود، وانكسرت معه صفقة القرن.

بيني غانتس، زعيم حزب «أزرق… أبيض» لاحظ أن نتنياهو «يحلّق» يميناً على غرار الأحزاب الشعبوية في أوروبا. اذاً، ادولف هتلر على رأس الدولة اليهودية !

من الصعب، بل من المستحيل، التفريق بين القادة الاسرائيليين في النظرة الى العرب. قد يكون الفارق الضبابي بين بهلوانية السياسي وواقعية الجنرال. نتنياهو ذهب بعيداً في كراهيته للعرب كـ«ديدان بشرية». هو ابن بن صهيون نتنياهو الذي عمل مساعداً لزئيف جابوتنسكي بأفكاره الهائلة.

جابوتنسكي من قال عام 1923 باقامة سور بين اليهود (شعب الله المختار) و«ذئاب الصحارى» الذين يقتضي تشتيتهم، بل وتحطيمهم، اتنياً وطائفياً. الابن على خطى الأب في تمثل الثقافة التوراتية. لا بقاء الا لليهود الذين يسلمهم الماشيح مفاتيح الكرة الأرضية.

في الشكل، كان نتنياهو أقل فظاعة من أفيغدور ليبرمان الذي دعا الى وضع عرب الخط الأخضر في الحاويات والقائهم في البحر الميت. لا حدود لازدرائه للعرب، وان قال لمسؤول عربي كبير، أثناء لقاء بعيد من الضوء، «الساعة تقترب لنعلن المصالحة الالهية بين اسحق واسماعيل». اسحق بالعصا النووية، واسماعيل بعصا رعاة النوق.

زعيم الليكود في الزاوية الآن. صناديق الاقتراع خذلته، هذه المرة. لا عودة الى رئاسة الحكومة. بيني غانتس يطارده مثلما تطارد القطة الفأرة ( توم اند جيري). ورقته الأخيرة أن يدفع، ثانية، باتجاه الانتخابات المبكرة.

هذا ما يثير ردود فعل صاخبة، الى حد اتهامه بمحاولة تحويل اسرائيل الى دولتين على غرار ماحدث للمملكة اليهودية لدى وفاة الملك سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد.

بنيامين نتنياهو تحوّل، في السنوات الأخيرة، الى دونكيشوت على حصان زجاجي. سقوطه في صناديق الاقتراع يعني سقوط ترامب الذي يبحث عن معجزة ما. بيرني ساندرز رأى فيه الرجل الذي يصنع الكوارث لا المعجزات…

نبيه البرجي- الديار



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/30guN3C
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل