Sunday, June 2, 2019

عرضٌ أميركي ـ إسرائيلي لروسيا: إخراج إيران مقابل “التطبيع”

كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن عقد اجتماع ثلاثي خلال الأيّام المقبلة في القدس الغربية، يضم رؤساء مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون ونظيريه الروسي نيكولاي باتروشيف والإسرائيلي مئير بن شبات، هو الأول من نوعه بين ممثلي الدول الثلاث المنخرطة في الملف السوري، بهدف بحث “ترتيبات إخراج إيران”.

ونقلت “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إنّ “مستقبل الوجود الإيراني في سوريا سيكون الملف الرئيسي على جدول الأعمال تحت عنوان عام يتعلق بـ”مناقشة الأمن الإقليمي” في الشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن اللقاء حصل بناء على “تفاهم” بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في قمة هلسنكي في تموز العام الماضي على ينصّ على “إعطاء أولوية لضمان أمن إسرائيل”.

وبحسب الصحيفة، فقد جرت محادثات أميركية – روسية قضت بمقايضة إخراج فصائل معارضة وتنظيمات تابعة لإيران من جنوبي سوريا مقابل عودة قوات الحكومة إلى الجنوب وإعادة “القوات الدولية لفك الاشتباك” (اندوف) إلى المنطقة العازلة في الجولان السوري.

وفي آب الماضي، قال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية إنّ “روسيا أجرت مشاورات مع إيران التي قالت بأنها لا ترى من الصواب تأجيج الأوضاع في المنطقة وأنها لا تحمل نوايا عدوانية تجاه إسرائيل. وبالنتيجة، وبإسهام روسي، تم سحب التشكيلات الموالية لإيران مع أسلحتها الثقيلة من مرتفعات الجولان”.

وتابع أنّ الفصائل الإيرانية غير السورية انسحبت مسافة 140 كلم باتجاه الشرق بعيداً من حدود الأردن وخط “الفصل” في الجولان، وأنّه تمّ سحب 1050 عنصراً و24 راجمة صواريخ و145 وحدة من الأسلحة الأخرى والتقنيات العسكرية. (هناك أنباء أخرى عن انسحاب فصائل إيران لمسافة 85 كلم).

وتزامنت هذه الخطوات العسكرية – الأمنية مع إقدام ترامب على خطوة رمزية باعترافه بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان السوري المحتل، ثم إرساله مع مستشاره جاريد كوشنر خريطة لإسرائيل وفيها الجولان بتوقيع ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأشار التزامن، بين الخريطة وانتشار “اندوف”، إلى أن المطروح حالياً هو الترتيبات العسكرية لـ”فك الاشتباك” وليس البعد السياسي المتعلق بمبدأ “الأرض مقابل السلام”.

في المقابل، انتشرت الشرطة العسكرية الروسية في نقاط على طول خط “برافو” الفاصل بين الجولان المحتل والقنيطرة، ورعت عودة “القوات الدولية لفك الاشتباك” (اندوف). وأعلنت الأمم المتحدة، إعادة نشر “اندوف” بشكل تدريجي في المنطقة المنزوعة من السلاح والمخففة من السلاح بموجب ترتيبات “فك الاشتباك” من شمال الجولان إلى جنوبه. وأكدت موسكو أول من أمس “العودة الكاملة” لعمل “اندوف” في “المنطقة العازلة”.

لكن المصادر الدبلوماسية أشارت، بحسب “الشرق الأوسط”، إلى استمرار وجود تنظيمات سورية تابعة لإيران في أرياف درعا والسويداء والقنيطرة، إضافة إلى استمرار الغارات الإسرائيلية على “مواقع إيرانية” في سوريا وخصوصاً في الكسوة حيث “تعتقد تل أبيب بوجود قاعدة عسكرية لطهران”.

وبحسب المصادر، فإنّ واشنطن تعتقد أن لديها “أدوات نفوذ” للتفاوض مع موسكو بالتفاهم مع تل أبيب لـ”إخراج إيران وإضعاف نفوذها”، وتشمل أدوات النفوذ قرار ترامب الإبقاء على القوات الأميركية شرقي الفرات ومشاركة دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا في التحالف الدولي شرق سوريا، إضافة إلى “عرقلة” أي “تطبيع” مع دمشق أو إعادة إعمار في سوريا أو شرعية سياسية للحكومة السورية “قبل التزام خطوات ملموسة بينها تقليص الدور الإيراني في سوريا”.

وأشارت المصادر إلى أنّ الأطراف الثلاثة تبحث في “خريطة طريق” تربط بين تقديم أميركا وحلفائها “حوافز” إلى موسكو في سوريا مثل الإعمار والشرعية ورفع العقوبات، مقابل التزام الأخيرة “إجراءات ملموسة” تتعلق بدور إيران وتقليص الدور العسكري والعملية السياسية في سوريا مثل تشكيل اللجنة الدستورية وتنفيذ القرار 2254. ويعتقد الجانب الأميركي بضرورة “خروج جميع القوات الأجنبية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2011 بعد إنجاز العملية السياسية” وأنه قادر على تحقيق ذلك عبر استعراض “أدوات الضغط” الموجودة في جعبته.

المصدر: الشّرق الأوسط



from شبكة وكالة نيوز http://bit.ly/2wwiFKr
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل