Monday, March 4, 2019

بين “حزب الله” و”المستقبل”: المصلحة الوطنية خط عريض ووحيد.. فأين يقع السنيورة؟

لا يزال موضوع اتهام “حزب الله” لرئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة موضع تداول وردود افعال حتى الساعة، رغم أن الاخير لم يتم استدعاؤه بعد من قبل المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم للاستماع الى افادته والوقوف على أدلته التي قد تدحض كل الاتهامات.

وفي معلومات حصرية لـ “لبنان 24″ فإن فريق الدفاع في تيار”المستقبل” اصبح على اهبة الاستعداد للرد على اتهامات “حزب الله” بعد اجتماع دام مطوّلا مع الرئيس السنيورة عقب مؤتمره الصحافي، حيث ان هذا الفريق سيتولّى تفنيد مبلغ الـ 11 مليار دولار التي تحدّث عنها النائب حسن فضل الله، اضافة الى أن المفاجأة ستكون بتحميل المسؤولية إلى من أغلق المجلس النيابي مدة طويلة، الأمر الذي حتّم على السنيورة اتخاذ عدد من الاجراءات والتي أدت الى صرف هذا المبلغ بالطرق القانونية المشروعة.

وأفاد مصدر مطّلع أن “المستقبل” سوف يحمي الرئيس السنيورة بكل الأدلة الرسمية، وأضاف: أن عملية صرف الـ11 مليار دولار اتت من خارج الموازنة وصرفت لأجل تسديد مصاريف طارئة وأبرزها على “الفيول” لتأمين الكهرباء وبعض الأدوية، اضافة الى مصاريف ضرورية اخرى ستذكر في الوقت المناسب، هذا الأمر الذي لم يلجأ اليه السنيورة طوال فترة عمله السياسي سواء من خلال رئاسة الحكومة او وزارة المالية، الا أنه اضطر الى ذلك في مرحلة اقفال المجلس النيابي تسهيلا لأمور الناس، وحتى لا يصار الى تعطيل البلد وشلّ حركته بشكل نهائي، وذلك كان قد حصل بعد مراجعة القرار مع قانونيين مشهود لهم بالنزاهة الذين أكدوا على ضرورة اتخاذ كامل الاجراءات التي تتوافق مع المصلحة العامة بعيدا عن أي مصالح شخصية!

في سياق متصل، فقد برز تصريح مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بعيد لقائه بالرئيس سعد الحريري، والذي اعتبر فيه أن الرئيس فؤاد السنيورة هو “خط احمر”، الأمر الذي فسّره متابعون على أنه رغبة من الحريري في احتضان الاخير سياسيا، لا سيما بعد العبارة المشفرة التي ارسلها السنيورة اليه خلال مؤتمره الصحافي، حيث أشار الى أنه والرئيس الحريري واحد، ما أثار جملة من الشكوك لدى شريحة واسعة من اللبنانيين الذين تناقلوا خبر رفع الحريري الغطاء عن السنيورة وعدم صد الهجمات التي تُشنّ عليه اعلامياً وشعبياً، فجاء تصريح المفتي دريان ليصيب عصفورين بحجر، الاول هو تأمين الغطاء السياسي للسنيورة، والثاني هو غطاء ديني عموما وسني على وجه الخصوص للدفاع عن مقام رئاسة مجلس الوزراء الذي يبدو أن نيران المعركة تمددت لتطاله اولا!

من جهة اخرى، فقد صرّح مصدر مقرّب من فريق 8 اذار بأن “حزب الله” لن يرد بشكل مباشر على المفتي دريان لعدة اعتبارات، أهمها هو تفادي تنفيذ رغبة فريق تيار”المستقبل” بنقل المعركة من حلبة مكافحة الفساد الى فتنة سنية – شيعية للتعمية، بحسب المصدر، على ارتكابات السنيورة في الملفات المالية، ما قد يؤدي الى شل العمل الحكومي لفترة طويلة، الأمر الذي يرفضه “حزب الله” مبدياً حرصه على عدم العودة بالبلاد الى الوراء واصراره على استكمال برنامج مكافحة الفساد وقطع الطريق على كائن من كان متورطاً.

وتابع المصدر بأن اتصالات حثيثة تُجرى على قدم وساق لتأمين زيارة رسمية لبعض اعضاء كتلة “حزب الله” النيابية الى دار الفتوى، وذلك بهدف وضع سماحة المفتي في أجواء الحملة التي بدأها النائب حسن فضل الله مدعوما من “حزب الله” في وجه الفساد، إضافة الى السعي من اجل تخفيف حدة التوتر الذي طرأ بينه وبين “المستقبل”خلال الحملات والحملات المضادة.

ترى هل ينجح الرئيس فؤاد السنيورة بتسجيل نقطة على “حزب الله” فيحرجه ليتراجع عن اتهاماته؟ ام أن كل المحاولات لن تبدل شيئاً في الواقع لا سيما في ظل غطاء كبير يؤمنه رئيس الجمهورية ميشال عون في موضوع السير بالتحقيقات حتى الخطوات الاخيرة؟ ما بين “حزب الله” و تيار”المستقبل” تبقى المصلحة الوطنية هي الخط الاحمر العريض والوحيد، ولا مجال بعد اليوم للعبث بأمن اللبنانيين وسلامتهم واستقرارهم… فأين يقع السنيورة؟!

 

ايناس كريمة

مقالات لبنان24



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2EAPMjV
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل