Tuesday, March 5, 2019

ساترفيلد يحضر لزيارة بومبيو… رسائل قاسية يحملها معه تحضيراً للمواجهة الأكبر

على الرغم من أن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، اتسمت في بدياتها بالطابع السري، الاّ انها شملت العديد من الشخصيات اللبنانية، تحضيراً لزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بيروت في منتصف الشهر الجاري، التي سيأتي الى المنطقة في سياسة مضادة حيث سيصل الاسبوع المقبل ليطلع الدول الذي يزورها على سياسة ترامب ويحث حلفاء واشنطن في لبنان على تكوين جهة سياسية من 14 اذار ضد حزب الله والطلب من دول الخليج زيادة الضغط لعدم عودة سوريا للجامعة العربية وعدم عودة النازحين الى وطنهم الآن. كما سيناقش التحضير لصفقة القرن التي يقوم صهر الرئيس الاميركي كوشنير ومسؤولين اميركيين بالتحضير لها ولم تنجح اتصالاته في اقناع دول الخليج والسعودية بدعم صفقة القرن والسير بها وتمويلها.

وتوقفت مصادر سياسية لـ”الحياة” أمام إشارة ساترفيلد إلى الخيارات التي أمام لبنان، وقالت لـ”الحياة” إن زيارته تأتي في ظل تطورات مهمة على الصعيد الدولي مع تصاعد حملة الضغوط التي تتزعمها واشنطن على إيران وضد “حزب الله”، لإخراج القوات الإيرانية من سورية، من اجتماع وارسو الذي كانت دعت إليه لقيام تحالف ضد طهران، وصولا إلى اللقاءات بين المسؤولين الأميركيين والروس حول سورية…

وأشارت المصادر إلى أن الزيارة تتم في وقت تستمر الديبلوماسية الأميركية في التعبير عن مخاوف واشنطن من الدور المتنامي لـ”حزب الله” في الحكومة وانتهاكه مبدأ النأي بالنفس عن حروب المنطقة باشتراكه في هذه الحروب من سورية إلى اليمن.

وأفادت مصادر سياسية أن ساترفيلد اهتم بالاطلاع على الوضع الاقتصادي في لبنان وما تنويه الحكومة لمعالجته وتطبيق “سيدر”.

وفي سياق متصل، توقعت صحيفة “ذا ناشيونال” ان يُؤكّد بومبيو مجددا دعم الولايات المتحدة لمؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك الجيش اللبناني. كما انه من بين القضايا المتوقع طرحها خلال الزيارة التي تعتبر الأولى له إلى لبنان منذ توليه منصبه في نيسان الماضي، تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، وضع اللاجئين والعلاقات مع دمشق.

ساترفيلد ولهجته القاسية
وبدا لافتاً وبحسب مصادر مطلعة لـ”الأخبار” إنّ لهجة ساترفيلد “كانت مرتفعة وحادّة، في الحديث عن إيران وحزب الله”. لم يفرض أوامره على السياسيين الذين التقاهم، “بل استخدم لغة التحذير، مُتحدثاً عن أنّ العقوبات تجاه حزب الله ستزيد”. تعتقد الولايات المتحدة أنّها بهذه الطريقة، تُضيّق الخناق أكثر على حزب الله، وتُسبّب له الإزعاج داخل البيئة اللبنانية من أجل تقويض حركته.

ولم يكن قوله “إن هناك رغبة لدى الولايات المتحدة في أن ترى استقراراً وأمناً حقيقيين في لبنان، وهذا يتوقف على خياراته الوطنية وليس على خيارات تُملى عليه”، إلّا نسخة منقّحة من بيان السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد الذي تلته من السرايا بعد التهنئة بتأليف الحكومة، عندما أبدت قلق بلادها من تنامي دور “حزب الله”. وبدا ان ساترفيلد يحث لبنان على تحديد خياراته في المرحلة المقبلة، خصوصاً قبل زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو، وبعد العروض الايرانية للمساهمة في مشاريع تنموية، وأيضاً في عملية تسليح الجيش اللبناني.

ولاحظت المصادر الدبلوماسية المتابعة لـ”اللواء” ان جولة ساترفيلد على المسؤولين والقيادات السياسية برفقة ريتشارد حملت إشارات سلبية عكست امتعاضاً اميركياً مما وصفه “اختلال التوازن في الحكومة وتراجع الفريق السيادي” ومن سيطرة “حزب الله” على مفاصل الدولة، معتبراً ان الاستقرار الذي يشهده لبنان حالياً هش ولا يمكن التسليم باستمراره، مستغرباً الانكفاء الذي حصل امام اكتشاف انفاق حزب الله في الجنوب، حيث كاد الوضع هناك يتدهور لولا التدخل الدولي لمنع ذلك.

وبمعنى اخر، تهدف زيارة ساترفيلد الى وضع الحكومة التي تالفت مؤخرا تحت المجهر الاميركي ومراقبة الية عملها وفقا لمدى ارتباطها بسياسة حزب الله ومدى تطبيق العقوبات الاميركية على المقاومة وعليه سيكون للغرب موقف من ذلك. وفي هذا السياق، تقول المعلومات لـ”الديار” ان ساترفيلد حذر من مشاركة لبنانية في اعادة اعمار سوريا قبل التوصل الى حل سياسي كذلك عدم عودة النازحين السوريين الى بلادهم قبل الحل السياسي اما عن اعادة العلاقات السياسية مع النظام السوري فزيارة ساترفيلد “فرملت” ذلك واعتبرت اي التطبيع مع النظام السوري هو خطوة معاكسة ومردودها سلبي على لبنان. ويشار الى ان وزير الخارجية السعودي عادل جبير كان قد اعلن انه من السابق لاوانه اعادة سوريا الى الجامعة العربية.

ساترفيلد والترسيم البحري
ولا تستبعد المصادر أن يكون أحد أهداف زيارة ساترفيلد، ومن بعده بومبيو لبيروت، بحث ملفّ الحدود البحرية والغاز اللبناني. وتُفيد مصادر أخرى، في هذا الإطار، عن إعادة تنشيط الاتصالات مع قبرص من أجل إنهاء قضية حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما، التي بدأت عام 2007. السبب في إعادة إثارة الموضوع، توقيع إسرائيل رسمياً الاتفاق مع اليونان وقبرص وإيطاليا، من أجل تصدير الغاز من الأراضي المحتلة إلى أوروبا. حصل ذلك قبل قرابة عشرة أيام، والاتفاق سيكون بإشراف الاتحاد الأوروبي. الهمّ الأساسي في لبنان، كان معرفة إن كان الأنبوب يمرّ في الأراضي اللبنانية، التي تعتبرها إسرائيل متنازعاً عليها. وتُفيد المصادر عن تواصل حصل بين وزارة الخارجية اللبنانية والجانب القبرصي لبحث الخطوات المقبلة. وقد برز عندها “استعجال” قبرصي، وضغوط على لبنان من أجل الانتهاء من تحديد المنطقة الاقتصادية المشتركة، “أو على الأقل أن نوقّع بالأحرف الأولى”. وسيُعقد لهذه الغاية، اجتماع ثلاثي بين لبنان وقبرص واليونان في نيسان المقبل.

عشاء بين ساترفيلد ووزراء القوات
وقال مصدر قواتي لـ”الديار” ان علاقتنا مع الولايات المتحدة جيدة ونحن نفتخر بها واستعرضت القوات رؤيتها السياسية في عدة مواضيع مع مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد ابرزها ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان، وسياسة النأي بالنفس والموضوع الاقتصادي وعودة النازحين السوريين الى بلادهم. وشدد المصدر القواتي ان وزراء القوات شددوا في حديثهم مع ساترفيلد على عدم ربط عودة النازحين السوريين بالحل السياسي في سوريا وتمنوا عليه ان يكون هناك تغيير في وجهة نظر واشنطن حول ملف النازحين السوريين خاصة ان كان المجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان. واستعرض وزراء القوات الاعباء التي رتبها وجود مليون ونصف نازح سوري على الاقتصاد امام ساترفيلد.

ساترفيلد وموفدين في بيروت
تجدر الإشارة، إلى ان زيارة ساترفيلد تتزامن مع زيارة موفدين اوروبيين آخرين، من بينهم وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا الستر بيردت الذي سيلتقي الرئيس عون غداً، وكذلك نائب وزير الخارجية الالماني نيلس انين الذي وصل أمس، وستكون له محادثات عالية المستوى مع ممثلين عن الحكومة اللبنانية الجديدة، بحسب ما أعلنت السفارة الالمانية في بيروت، والتي أكدت استمرار الدعم الالماني للبنان عبر مؤتمر “سيدر”.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2C9qtFo
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل