
اتفق جميع اللبنانيين على وجود الفساد ؟ بل وأكثر على كارثة اقتصادية اجتماعية مالية تتخطى حدود الانهيار ؟ صحيح ان اتفاقهم على كل ذلك او اكثر او اقل؟ لم يجعلهم يتفقون على تحديد وجهة الفساد ومكامن الهدر ومن الجهة والجهات المسؤولة عن هذا الإفساد والانهيار الاقتصادي ؟!
ويعود هذا الخلاف الى طبيعة تركيبة لبنان المنقسمة على كل شيء وعلى نفسها ؟ ويمكن القول ان ذلك يدخل في التوازنات اللبنانية الطائفية والسياسية على قاعدة الفساد عنا وعندك ؟
ليصل الامر الى حدود تعميم قاعدة التحاصص وستة بستة مكرر على الفساد ومسؤوليته ؟؟
من هنا لا يمكن باي شكل البناء على اَي نقاش او نداء بيزنطي يصدر عن الانقسامات اللبنانية حول الفساد وسبل معالجته ومحاصرته اذا ما كان من الإعجاز إنهائه ؟
اما اذا اردنا تبسيط القواعد العامة والمختصرة لازمة لبنان الاقتصادية والانهيار المالي الذي ينحو لبنان اتجاهه اكثر فاكثر والكلام المتبجح والوقح من معظم اهل الفساد والصفقات والهدر والمحسوبية والرشوة عن عزمهم مكافحة الفساد ؟ علينا تحديد وجهة الأزمة الناتجة عن الفساد والهدر والتي أدت الى الانهيار المالي للدولة والانهيار الاقتصادي للشعب ؟
نجد ان أسباب الانقسام حول أزمة الفساد والانهيار تقع في خانة الانقسام بين من يريد الإصلاح مع بقاء النظام القائم والذي يتحمل مسؤولية الفساد والانهيار ؟ وبين من يريد الاصلاح وتغيير النظام القائم عبر تعديله بالشكل وبقائه في المضمون ؟ وبين من يريد بقاء هذا النظام ومن خلاله يكون الاصلاح عبر نظام غير معلن وهو النظام المصرفي وهو من يتولى الاصلاح وفق اجندته المالية الخاصة بالمصارف لا بالدولة ومصالح الشعب ؟!
اما اذا اردنا ان نصل الى إصلاح حقيقي فعلينا اختيار خيار انهاء نظام الطائف وما بعده ؟ والوصول الى مؤتمر تأسيسي جديد يصلح شوائب وثغرات الطائف التي أنتجت نظام لا يمكن ان يستمر دون الفساد والتحاصص والتوازنات الهشة التي ضربت التشريع والقضاء وتحديث القوانين وحولت الدولة الى مزارع لكل مزرعة يحكمها لص وشرطي وقاضي بشخص واحد؟
الاصلاح والتغيير لا يمكن ان يحصل الا بتغيير قواعد النظام القائم ولا شيء غيره ؟وأي كلام عن إصلاح من خلال هذا النظام ما هو الا معبر ووسيلة للسلطة وديمومتها …
عباس المعلم – إعلامي لبناني
from بانوراما – شبكة وكالة نيوز http://bit.ly/2PSO1lX
via IFTTT
0 comments: