Friday, November 2, 2018

فلسطين المحتلة : الحلم العربي يندثر والتطبيع إلى العلن بعد 101 عام على وعد بلفور

 

 

 

 


يصادف الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، الذكرى الـ101 لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة البشعة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.

وعد بلفور كان بداية تنفيذ المخطّط الاستعماري، بسلب أرض فلسطين من شعبها وطردهم منها، لأن ميثاق الوعد يمكّنه من سلب مَنْ لا يملك (بريطانيا)، ومنح الأرض إلى مَنْ لا يستحق (الصهاينة).

ويسعى الإحتلال إلى “طرد” الفلسطينيين من أرضهم في هذه المرحلة، من خلال العمل على نقلهم من القدس والضفة الغربية، على اعتبار أنّها (يهودا والسامرة)، إضافة إلى المزيد من التوغّل الاستيطاني، واستجلاب اليهود من العالم، وممارسة الاعتداءات وسلب الأراضي والممتلكات وتجريفها، واعتقال الآلاف من الفلسطيينين وسن القوانين والتشريعات العنصرية.

وآخر القوانين كان “قانون القومية العنصري” ، الذي يسعى إلى تكريس يهودية الدولة، ويحقّق ما نصَّ عليه “المؤتمر الصهيوني” في بازل (27 آب/أغسطس 1897)، ووعد بلفور، الذي بوشر بتنفيذه في نكبة العام 1948، بتهجير مَنْ تبقّى من الفلسطينيين، والعمل على تكريس القدس الموحّدة عاصمة للكيان الإسرائيلي، وهو ما يتجلّى بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إليها، والعمل على إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، في محاولة لشطب وكالة الأونروا الشاهدة على أطول نكبة في العالم، وهما ركيزتان رئيسيتان في صفقة القرن، التي عملت الإدارة الأميركية والإحتلال الإسرائيلي على تنفيذ بنودها قبل إعلان الرئيس الأميركي عنها.

الحلم العربي بتوحد الدول العربية لإنقاذ فلسطين من براثن الإحتلال بدأ يندثر في حين بدأت علمات التطبيع بالظهور علنا.

رغم أنه يحكى عن تطبيع هنا أو تطبيع هناك وعلاقات قادة وزعماء عرب بالإسرائيليين، ولقاءات سرية، إلا أن تلك الأمور كانت لا تزال بعيدة عن الإعلام، خوفا من ردود فعل الشعوب العربية.

لكن اليوم نرى بعض الدول العربية “متبجحة” بعلاقتها مع الكيان المحتل، إذ بدأت بإنشاء علاقات علنية معه، لقاءات رسمية ومشاركات رياضية، وعزف النشيد “الإسرائيلي”، كلها تصب بخانة الإعتراف بوجود دولة “إسرائيل”.

ففي عمان، كان وقع الخبر صعباً عندما بثت قناة عمانية خبر اللقاء بين قابوس السلطان ونتنياهو وخصوصا عند قول المذيع “إلتقى السلطان قابوس رئيس وزراء دولة إسرائيل السيد بنيامين نتنياهو”، بوقت يقتل فيه أطفال غزة وشباب غزة وتهدم القرى لبناء مستوطنات صهيونية.

وفي الإمارات صدى التصفيق بعد عزف النشيد الإسرائيلي كان قاسيا، إذ على ما يبدو أن السلطة الإماراتية قد نسيت أن ذلك النشيد يعزف على دماء شعب هجر نصفه ويُباد نصفه الثاني.

أما عن وعد بلفور..

تعريف الوعد:
هو عبارة عن بيان بريطاني صدر في 2 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1917م، وقد اشتمل في نصه على تقديم بريطانيا دعمها لليهود لإقامة وطن قومي لهم في دولة فلسطين.

حيث بعث وزير الخارجية البريطاني المعروف باسم آرثر جيمس بلفور رسالةً إلى ليونيل والتر روتشيلد، وهو زعيمٌ يهوديٌّ بريطانيٌّ، وكان مفاد هذه الرسالة يناقض تماماً ما جاء في معاهدة سايكس بيكو التي حدثت سراً بين فرنسا وبريطانيا، ومراسلات الحسين- مكماهون، التي حدثت بين الحسين بن علي والسير هنري مكماهون في مصر.

وتجدر الإشارة إلى أنّ بريطانيا قدمت دعمها للحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أدى إلى تأييد الحلفاء لتنفيذ وعد بلفور وإدراجه ضمن خطة الانتداب البريطاني.

وقد تمت المصادقة على وعد بلفور بشكل رسميّ وبموافقة من عصبة الأمم المتحدة في 24 تموز/يوليو عام 1922م، وخلال الفترة من 1922-1935م بدأت هجرات اليهود المتزايدة إلى فلسطين بتسهيلات من الحكومة البريطانية، حيث هاجر نحو خمسة وسبعين ألفاً منهم، فقد كانت نسبتهم لا تتجاوز 10% من سكان فلسطين، إلّا أن نسبتهم قد ازدادت بعد تنفيذ وعد بلفور إلى ما يقارب 27% من مجموع السكان.

نص الوعد:
تعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين. وفي ما يلي نص الرسالة:
.وزارة الخارجية

في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيونى علما بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور

سبب إصدار وعد بلفور:
لقد احتل وعد بلفور مكانة كبيرة في النقاشات والجدالات الدولية منذ عقود طويلة، وقد اقترح المؤرخون العديد من التفسيرات التي توضح سبب إصداره، وفيما يلي مجموعة من الأسباب الأهم والتي تم التوصل إليها بشأن منح اليهود فلسطين موطناً لهم، والجدير بالذكر أن هذه الأسباب أيضاً لم يتم الاتفاق عليها بشكل تام، وهي كالآتي:

ورد عن بعض المؤرخين أنّ العديد من الذين يستلمون مناصب عظيمة في الحكومة البريطانية كانوا صهاينة بحد ذاتهم.

اقترح بعض من المؤرخين أنّ إصدار وعد بلفور لم يكن سوى عداءٍ للسامية، وأن منح دولة فلسطين لليهود لتكون وطناً قومياً لهم ليس إلّا حلاً جذرياً للمشكلات المتعلقة باليهود ولمّ شملهم من مختلف أنحاء العالم.

هدفت بريطانيا من وقوفها مع اليهود ومنحها فلسطين لهم إلى كسب تأييد اليهود في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تأمل أن يتمكنوا من تشجيع حكوماتهم على الاستمرار في الحرب إلى أن يحرزوا النصر.

رأت بريطانيا أن السيطرة على فلسطين ووضعها تحت الانتداب هي مصلحة استراتيجية من شأنها أن تبقي مصر بشكل عام وقناة السويس بشكل خاص تحت إدارة النفوذ البريطاني، بالإضافة إلى أنها بذلك تضمن وجود طرق اتصال حيوية تربط المستعمرات البريطانية بالهند.

تعرّض اليهود للعديد من الاضطهادات في أوروبا وقد كانت بريطانيا تتعاطف معهم بشدة لذلك ارتأت إنشاء وطن قومي يجمع شملهم فيه.

ما بعد وعد بلفور:
حذرت الصحف العربية من الحركة الصهيونية ونتائجها المؤدية إلى تشتيت الفلسطينيين وتشريدهم عن أراضيهم ومنازلهم، وقد قام عوني عبد الهادي وهو ناشطٌ سياسيٌّ فلسطينيٌّ قوميٌّ بكتابة مذكراته، ومن أهم ما جاء بها أنّ هذا الوعد جاء من مصادر أجنبيّة ليس لديها حقّ في فلسطين وقد صدر لحماية مصالح شعب يهوديّ ليس له حقّ في فلسطين أيضاً.

ومن الجدير بالذكر أنّه تمّ إيقاف الصحافة الفلسطينية عن العمل عام 1914م، لتستأنف عملها في عام 1919م بعد إعلان وعد بلفور، ولكنّ عملها كان خاضعاً للرقابة العسكرية من قِبَل بريطانيا، وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1919م أُعيد افتتاح صحيفة الاستقلال العربي والتي كان مقرّها دمشق، ومن أهمّ المقالات التي نُشرت في هذه الصحيفة كانت ردّاً على الخطاب العلنيّ الذي وجّهه هربرت صموئيل بمناسبة مرور عامين على إصدار وعد بلفور، والذي كان وزيراً من وزراء الحكومة اليهودية.

وجاء في نص المقال أنّ فلسطين دولة عربية، ويجب أن تبقى عربيةً إلى الأبد.

ويعدّ وعد بلفور السببَ الرئيسيَّ في حدوث نكبة الفلسطينيين والتي حدثت في عام 1948م، حيث قام الصهاينة المسلّحون بدعمٍ من البريطانيين بطرد أكثر من 750,000 فلسطيني من موطنهم وتشريدهم، ومن الجدير بالذكر أنّه في عام 1947م أنهت بريطانيا ولايتها على فلسطين وفوّضت الأمم المتحدة بأمرها، وكان ذلك بعد أن درّبت بريطانيا جيشاً صهيونياً كبيراً مزوّداً بأحدث الأسلحة، ودرّبته بشتّى الوسائل العسكرية، كما منحته القدرة على الحكم الذاتي، فأسس الصهاينة الوكالة اليهودية، وبدأ التطهير العرقيّ والترحيل للفلسطينيين في عام 1948م.

حسين مرتضى

 



from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2QkHeCE
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل