Thursday, October 25, 2018

في إحدى القرى الجبلية.. إبن الـ 9 سنوات ضحية ثلاث “وحوش بشرية”

لم يكن ابن 9 سنوات على درايةٍ، أنه وأثناء لهوه مع أصدقائه سيكون ضحية ثلاث “وحوش بشرية” أغرته ببعض المشتريات للإعتداء عليه. هي حالة من الحالات التي باتت تشهدها مناطقنا اللبنانية بشكل شبه يومي.

وفي التفاصيل، فمنذ ما يقارب الشهر في إحدى القرى الجبلية، بينما كان الطفل أيمن البالغ من العمر 9 سنوات يلهو مع أصدقائه في أحد أحياء القرية، تقرّب منه ثلاث فتية تتراوح أعمارهم مابين 14 و16 عاماً، وقامو بإستدراجه إلى مكان بعيد عن أعين أهالي الحي، بحجة أنهم يريدون شراء السكاكر والحلويات له، وما إن تفردوا به حتى بدأوا جريمتهم باللعب والمزاح حتى قاموا بالاعتداء عليه “جنسياً”، وكانت أبرز تداعيات هذه الحادثة على أيمن هي التبول اللاإرادي والشرود، قضم الأظافر، القلق والاضطراب، وفقدان الشعور بالأمان والثقة بالنفس، والتدهور الدراسي، مما إضطر أهله إلىى اللجوء إلى معالج نفسي من أجل مساعدته.

“خلص سكوت”، أوعك تحكي” ،”عيب”، “بلا فضايح”، “الناس ما بترحم”.. عبارات نسمعها كثيراً عند الحديث عن التحرش الجنسي بالأطفال، فهو “تابو” لا يتقبله المجتمع ويحاول عدم الحديث عنه بل أيضاً تعمد نسيانه، على الرغم من الآثار النفسية السيئة التي تنعكس على شخصية الطفل وتؤثر بشكل مباشر على مستقبله.

وفي دراسة حديثة نشرتها منظمة اليونيسيف، 83% من الأطفال ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسي لا يبلغون عن الجريمة وقت حدوثها، أما 66،67% من الأطفال فقد كشفوا هذه التجربة المريرة في محراة البلوع. أيضاً، 78% من الضحايا طلبوا العلاج النفسي في حياتهم عند مواجهتهم للمشاكل و64% تمكنوا أثناء العلاج من تخطي الصدمة والإعتراف بها وتقبلها.

وفي هذا الإطار، يعرّف الأخصائي في علم النفس والتحليل النفسي، الدكتور انطوان الشرتوني، التحرش الجنسي هو “عندما يحصل تحرش بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من شخص راشد أو من ولد إلى ولد ثان يعني يكون التحرش بوضع اليد على الاعضاء التناسلية أو الجسم ويتطلب من الولد بوضع يده على جسده أو أن يطلب منه أن يرى أشياء إباحية أو النظرات أو الإيحاءات الجنسية جميعهم تحت مسمى التحرش الجنسي”.

ويضيف الشرتوني، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “التحرش الجنسي يكون عند الاطفال منذ الصغر ويمكن أن يكون متكرر، مشدداً على أنه “حتى لو مع موافقة الطفل يعتبر ذلك تحرش جنسي لأن التحرش ليس فقط في الترهيب بل بالترغيب أيضاً، ذلك لأن الولد لا يفهم ماذا يحدث”.

ويشير إلى أن “أكثرية الأهل يخافون من هوية المتحرش خاصة إذا كان المتحرش من أقرباء الطفل عندها يريدون “السترة” على ما حصل”، إلا أنه يعتبر أن “هذا ليس هو الحل، فالحل هو يجب أن يكون بمحاسبة الشخص المعتدي بطريقة قانونية”، مشدداً على أن “الشخص المتحرش بالأطفال ليس بشخص طبيعي بل هو بحاجة إلى علاج ومن الضرورة معالجته ومحاسبته”.

وعن الأسباب التي تجعل الطفل عرضة للتحرش، يشير الشرتوني إلى “الدور التربوي للوالدين، حيث يجب أن يربي الأهل أولادهم على عدم السماح للآخرين بلمس أجسادهم أو تثقيف الأطفال حول الأماكن التي يجب حمايتها في أجسامهم، الاستهانة بكثير من الأمور فالثقة الزائدة في بعض المقربين وتركهم في معزل عن المراقبة هو خطأ، حتى ولو كان الشخص قريباً جداً منك وهو فرد من العائلة”.

وفي الختام، ينصح الأخصائي في علم النفس والتحليل النفسي، الأهل بـ “عدم الخوف من الفضيحة، ومن كلام الناس واللجوء إلى معاقبة الجاني، ومواجهة المتحرّش حتى لو كان من أقربائهم، والإستعانة بالمعالج النفسي لمساعدة طفلهم على تخطي ما يمر به”.

رماح الهاشم- ليبانون ديبايت

(الصورة تعبيرية)



from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2Ar8QjO
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل