تحت عنوان: “ هل يُبعِد تفكيك “تحرير الشام”… الكابوس عن إدلب؟”، كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: تتسارع الأحداث والتطورات العسكرية في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، التي باتت حديث الساعة بعد الأنباء المتواترة عن الاستعداد لمعركة يخوضها النظام وحلفاؤه للسيطرة عليها، باعتبار أنها تشكل آخر معقل للمعارضة في البلاد.
ووفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، فإن ملف «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) الفصيل المسيطر على معظم إدلب أصبح في عهدة الجانب التركي، الذي طلب من الروس مهلة تمتد حتى الرابع من سبتمبر الجاري (الثلاثاء المقبل) ريثما يقنع «الهيئة» بحل نفسها والاندماج مع بقية فصائل المعارضة المسلحة، الأمر الذي قد يمنع هجوم الروس والنظام السوري على إدلب.
ويرى متابعون للشأن السوري أن «الهيئة» أمام خيارين، أولهما الصدام العسكري مع الفصائل المتحالفة مع تركيا، والثاني أن تحلّ نفسها وينضم عناصرها إلى «الجيش الوطني» المشكل في الشمال السوري.
ويبدو أن مستقبل محافظة إدلب أصبح مرهوناً بالخطوات التي ستتخذها «هيئة تحرير الشام» في الساعات والأيام القليلة المقبلة، ففي حال قبولها بحل نفسها والاندماج مع الفصائل العسكرية قد تجنّب المنطقة الهجوم العسكري. ويتذرّع النظام السوري وروسيا بوجود «الهيئة» لشن هجوم على إدلب، كونها مصنفة على لوائح «الإرهاب» ومستثناة من اتفاق «خفض التوتر» الموقع بين الدول الضامنة (تركيا وإيران وروسيا).
وفي هذا السياق، رجح المعارض السوري الدكتور زكريا ملاحفجي، في تصريحات لقناة «الجزيرة»، أمس، أن تحل «الهيئة»، مشيراً إلى ضغوط تركية وضغوط من الشارع، كما أن الظرف العام يقود لذلك، وإن حلّت نفسها فسيتجه عناصرها فرادى باتجاه فصائل المعارضة.
واعتبر أنه في هذه الحالة لن يبقى للروس والنظام مسوغ للهجوم العسكري، مشيراً إلى أن إدلب قد تشهد حالة مشابهة لمناطق «درع الفرات» المدعومة من قبل تركيا، والأمر لن يحسم قبل اللقاء الذي سيجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الجمعة المقبل في 7 سبتمبر الجاري، والذي سيعقد على هامش القمة الثلاثية التي ستجمع الرئيسين مع نظيرهما الإيراني حسن روحاني في طهران.
وحذر ملاحفجي من أنه في حال هاجم الروس والنظام إدلب «ستفتح بوابة جهنم في المنطقة»، كون جميع رافضي المصالحة مع النظام اجتمعوا في إدلب وريفها (تضم حالياً نحو 3 ملايين نسمة)، وهي المنطقة المفتوحة على ريفي اللاذقية وحماة الخاضعين للمعارضة المسلحة، و«خنق المنطقة عسكرياً سيشكل حالة من المقاومة الشديدة ضد أي هجوم محتمل».
وسط هذه الأجواء، تواصل فصائل المعارضة استعداداتها للهجوم المحتمل.
وفي هذا السياق، أكد الناطق العسكري باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب ناجي المصطفى أن المعارضة مستعدة لصد أي هجوم للنظام على إدلب، وعناصرها على أهبة الاستعداد والجاهزية القتالية للمعركة وتكبيد قوات النظام الخسائر الفادحة.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل مقاتلة أقدمت على تفجير جسرين لإعاقة تقدم قوات النظام نحو إدلب، مشيراً إلى أن الجسرين يقعان في محافظة حماة القريبة من إدلب ويربطان بين الاراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة والمناطق الحكومية. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «هذا يأتي في إطار تحصين الفصائل تحضيراً للعملية العسكرية وإعاقة القوات من التقدم»، مشيراً إلى أن «السبب هو أنهم رصدوا دبابات وآليات النظام بالقرب من هذه المنطقة وحركة نشيطة للآليات».
وقال «الجسران هما الجسران الرئيسيان ولكن هناك جسرين آخرين»، موضحاً أن الجسرين يقعان في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.
ويقول خبراء إن الاراضي الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سهل الغاب الواقعة بين محافظتي إدلب وحماة، قد تكون أحد أهداف المرحلة الأولى للهجوم.
وغداة تأكيد الأمم المتحدة أنها تجري محادثات مكثفة مع كل من تركيا وإيران وروسيا (الثلاثي الضامن لمسار أستانة)، بهدف تجنب المزيد من المعاناة الإنسانية في إدلب، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، أن بلاده تتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع الهجوم على المحافظة.
وأشار إلى أن الخيار الأفضل «هو تحديد الإرهابيين وفصلهم عن باقي فصائل المعارضة والقضاء عليهم»، مكرراً أنه «لا يجوز مهاجمة الجميع في إدلب من دون تمييز، لأن العواقب ستكون مريعة».
واعتباراً من مساء أمس، أغلق الأسطول الروسي منطقة المياه الدولية في البحر المتوسط، استعداداً للمناورات التي تبدأ اليوم وتستمر حتى الثامن من سبتمبر الجاري، بمشاركة سفن حربية وسفن إمداد، وطائرات حربية مقاتلة وقاذفة واستراتيجية.
وفي موسكو، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن رفض بلاده لاستخدام سورية كحجر شطرنج في لعبة دولية بأهداف جيوسياسية أحادية، مؤكداً أن الحكومة السورية «تملك كامل الحق في الدفاع عن سيادة البلاد وطرد الإرهابيين من جميع أراضيها للتخلص من خطر الإرهاب، وهذه هي المشكلة الأساسية في إدلب الآن».
ودعا في مؤتمر صحافي إلى العمل من أجل مساعدة السوريين بعيداً عن محاولات استخدامهم «كبيادق في لعبة شطرنج بأهداف جيوسياسية أحادية».
وأعلن عن إجراء مفاوضات لفتح معابر إنسانية في إدلب بغية تقليل المخاطر على المدنيين.
ليبرمان: إيران قلّصت أنشطتها في سورية
القدس – وكالات – أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن طهران تبطئ من انتشارها البعيد المدى في سورية.
وقال في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الصادرة أمس، إن «الإيرانيين قلّصوا نطاق نشاطهم في سورية»، مضيفاً «ليس هناك نشاط في هذه المرحلة» ضمن جهود إيران لبناء مصانع لإنتاج الصواريخ على الأراضي السورية.
وأضاف «لم يُشيّدوا ميناء في سورية وليس لهم مطار هناك، لكنهم لم يتخلوا عن الفكرة، يواصلون التفاوض مع حكومة (رئيس النظام السوري بشار) الأسد على إقامة مواقع عسكرية في سورية».
واعتبر أن «السبب الرئيسي وراء هذا التوقف هو عملنا الشاق اليومي في سورية»، كما أن «من الواضح أن هناك ضغطاً اقتصادياً هائلاً عليهم، ميزانية القوات الإيرانية في الشرق الأوسط كانت ملياري دولار، واليوم تذهب أموال أقل لسورية و(حزب الله)» اللبناني.
ورأى أنه عندما تبدأ المرحلة الثانية من العقوبات الاقتصادية الأميركية في 4 نوفمبر المقبل «سيزداد الوضع سوءا»، وتكهن بأن يحول نقص التمويل المقدم لـ «حزب الله» دون قدرته «على الوجود بهيئته الحالية».
في سياق متصل، نشر موقع إسرائيلي صوراً فضائية لـ «مصنع إيراني جديد لإنتاج صواريخ (أرض – أرض) في سورية».
المصدر: الراي الكويتية
from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2PqrdtN
via IFTTT
0 comments: