لا تحبذ الولايات المتحدة تأليف حكومة في لبنان يكون لحزب الله ما يريده فيها من حصص وحقائب خدمية، وإلا فإن العقوبات الاقتصادية الأميركية لن تقتصر على الحزب فحسب، إنما ستنعكس سلبا على لبنان.
لا تهدد واشنطن لمجرد التهديد، يقول مصدر مطلع على الأجواء الأميركية لـ “لبنان24″، فمسؤوليها أبلغوا القيادات المعنية كلاماً مفاده أن لبنان لن ينجو من الارتدادات الاقتصادية في حال أعطي حزب الله ما يريده داخل المؤسسات. بالنسبة للسياسي نفسه، لم تعد إدارة الرئيس دونالد ترامب مهتمة بالاستقرار والأمن في لبنان، من منطلق أن الاستقرار في لبنان يفترض معالجة مسألة حزب الله، واعتراف جميع المكونات اللبنانية أن القوات المسلحة اللبنانية هي المدافع الوحيد عن لبنان.
وعلى هذا الأساس، تقايض واشنطن مساعداتها للبنان مقابل اجماع المكونات السياسية على عدم إعطاء حزب الله وزارات من شأنها أن تلبي حاجات جمهوره ومناصريه، بمعنى ابقاء الأمور على ما هي عليه، لجهة حصر تمثيل حزب الله بوزارات لا تؤمن الخدمات، مع إشارة المصدر نفسه، إلى أن الإدارة الأميركية لن تقبل على سبيل المثال أن يصرف حزب الله من أموالها المقدمة في وزارة الصحة لمساعدة مناصريه.
وبينما تؤكد مصادر مطلعة في فريق 8 آذار لـ “لبنان 24” أن العقوبات الأميركية على حزب الله لن تحول من دون مشاركته في الحكومة المنتظرة، وحصوله على وزارات تساهم في تعزيز دوره في مكافحة الفساد وفي مؤسسات الدولة لمواجهة الضغوطات الخارجية، بات معلوما لدى الجميع أن حارة حريك تريد وزارات ربطاً بحاجات جمهورها على غرار ما تفعل الأحزاب كافة ولن تتراجع عن قرارها. بيد أن المصادر نفسها تشير إلى أن حزب الله منزعج من التأخر في تأليف الحكومة التي يريدها في أسرع وقت ممكن، ولو استدعى الأمر تقديم حلفائه بعض التنازلات التي لن تقدم ولن تؤخر.
وفي موازاة تمسك حزب الله وحلفائه بحصصهم داخل الحكومة انطلاقا مما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية، يشير المصدر المطلع على الأجواء الأميركية، إلى أن تعاطي قيادات المقاومة بلامبالاة مع التهديدات الأميركية ليس في محله، لا سيما أن إدارة ترامب لم تعد تكترث لما يحكى عن استقرار لبناني. وعلى هذا الأساس نجدها لجأت إلى قطع المساعدات التي تقدمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأنروا”، بسبب ما أسمته انتقادات لطريقة عمل الوكالة، وهذا سينعكس سلبا على لبنان الذي يستضيف أعدادا هائلة من اللاجئين الفلسطينيين، بينهم نحو 15000 لاجئ فلسطيني في الجنوب.
وليس بعيدا عن الاونروا، فإن تعاطي واشنطن مع قوات الطوارئ الدولية ليس أفضل حال، لا سيما مع تخفيضها سقف الميزانية التي تنفقها على مؤسسات الأمم المتحدة ومن ضمنها اليونيفيل، إلى 80 مليون دولار وإبلاغها المؤسسة الدولية أن ميزانيتها للعام المقبل للامم المتحدة قد تصبح صفرا ربطا بطبيعة عملها في جنوب لبنان.
وعلى خط المساعدات للبنان، يبدو لافتاُ بحسب المصدر نفسه، أن المساعدات الأميركية للبنان خفضت من 380 مليون دولار إلى 233 مليون قسمت إلى 105 مليون دولار مساعدات دفاع، 110 مساعدات اقتصادية، 12 مليون مساعدات تربوية وجامعية، و12 مليون للمحكمة الدولية. وبالتالي فان هذه المساعدات ستكون رهن التقرير الذي ينتظره الكونغرس من وزارات الخزانة والدفاع والخارجية عن حزب الله زطبيعة حركته جنوب الليطاني وقدراته الصاروخية. مع إشارة المصدر نفسه إلى أن قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزيف فوتيل الذي تربطه علاقات جيدة بالكثير من القيادات اللبنانية، سيغادر منصبه قريبا.
وسط ما تقدم، يجزم المصدر نفسه أن لبنان لن يكون على ما يرام إذا تجاوز و قفز فوق المطالب الأميركية. فمن الخطأ التعاطي بسداجة واستهتار مع تهديدات واشنطن. فالمشهد التركي واضح. أنقرة الأقرب إلى واشنطن من بيروت، والعضو في الناتو باتت عملتها في الأرض. في حين أن إيران الداعم الأول “لمحور المقاومة” تستعد من جهتها لمواجهة العقوبات الأميركية على اقتصادها، وعملتها هبطت بشكل كبير أمام الدولار الاميركي، في حين أن مصادر سياسية ترى أن الإدارة الأميركية قطعا مهتمة بتشكيل الحكومة في لبنان لكنها غير معنية بأي من التفاصيل، وأنها غير مستعدة لمقايضة ملف الحكومة بأي ملف مع الإيرانيين مهما كان صغيراً.
المصدر: لبنان 24
from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2NLnQx8
via IFTTT
0 comments: