كشفت مقتطفات من مذكرات وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، عن تفاصيل إحدى جلسات المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني عن حادثة فُسرت على أنها فخ وقع فيه كيري نصبه له وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وكتب الصحافي ايلي ليك مقالا بموقع “بلومبيرغ” حول مذكرات كيري، جاء فيه أن وزير الخارجية الأميركي روى حادثة عن إحدى جلسات التفاوض الأخيرة حول الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، حيث بدا خلالها لافروف أنه يتهكم على وزير الخارجية الإيراني، بسؤاله عما إذا كان مخولاً فعلاً بقبول العرض النهائي الذي قدمه كيري.
ويضيف كيري: “انزعج ظريف وقام من الأريكة غاضباً وبدأ يتحرك نحو الباب معترضاً بشدة على تهكم لافروف”.
وبحسب المذكرات، فقد تدخل كيري لمنع ظريف من المغادرة، قائلا : “أنا أعلم أن سيرغي لم يكن يقصد إهانتك”.
ويقول وزير الخارجية الأميركي السابق، إن ظريف أوضح في نهاية المطاف أنه بحاجة إلى حلويات إضافية، في إشارة إلى أنه يريد تقديم تنازلات أكثر من الولايات المتحدة.
فعاد كيري إلى فريقه ووجد المزيد من النقاط التي يمكن ضمها إلى قائمة إلغاء العقوبات. وهنا أخبر الجميع بأن ظريف قبل الصفقة، بحسب ما جاء في المذكرات التي ستصدر ضمن كتاب، ونشرت مقتطفات منها.
واعتبر ايلي ليك أن كيري قد بلع الطعم، ويقول في مقاله إن “ما يلفت النظر حول هذه الحكاية ليس بالضرورة أن يقدم كيري نفسه كصانع سلام، لكنه يأخذ التوترات بين ظريف ولافروف في ظاهرها على محمل الجد”.
ويضيف: “لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذه التوترات كانت حقيقية. بعد أقل من شهر من هذا الاجتماع، وقعت روسيا وإيران على اتفاقهما الخاص بمواصلة تصعيد الحرب نيابة عن الرئيس السوري. ولم يُبلغ لافروف مطلقاً كيري بأن سلاح الجو في بلاده سيقصف أهدافاً (العديد منها مواقع المعارضين المدعومين من الولايات المتحدة) في سوريا”.
ورأى ليك أن “كيري لم يدرك بالكامل حتى خريف عام 2016 أن الروس لم يكونوا جادين في التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا”.
وكتب ليك أن كيري يختتم فصله عن سوريا بحزن أكبر من الغضب، حيث يقول “كل ما يمكننا القيام به هو التفاوض على إخلاء وتسليم حلب للنظام”.
دوره في إنقاذ النظام الإيراني
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، لعب دورا كبيرا في إنجاح الاتفاق النووي مع إيران وإنقاذ إيران من الكثير من الأزمات الاقتصادية وكذلك غض واشنطن الطرف عن تدخلات طهران التوسعية ودعمها للإرهاب في دول المنطقة.
وقام خلال ولايته بتعيين العديد من الأميركيين من أصول إيرانية ومقربين من لوبيات نظام طهران في وزارة الخارجية أو البيت الأبيض في عهد رئاسة أوباما.
وكانت تقارير صحفية سلطت الضوء على زواج ابنة كيري “فانيسا” من طبيب إيراني يدعى بهروز والا ناهيد، حيث عزا بعض المحللين علاقة كيري الجيدة مع الإيرانيين إلى هذا الرابط العاطفي الذي نتج عن المصاهرة.
محاولات إنقاذ الاتفاق
وفي ايار الماضي، انتشرت صور دبلوماسيين إيرانيين يرافقون وزير الخارجية الإيراني الأسبق كمال خرازي في باريس، وهم يغادرون فندقا بعد لقاء سري بينهم وبين وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، لمباحثات حول إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الذي ألغاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويشغل كمال خرازي حاليا منصب رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، والذي أسسه المرشد الأعلى علي خامنئي كمجلس مواز لوزارة الخارجية حيث يقوم بتعيين جميع أعضائه شخصيا.
وكان رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان، قد هاجم كبار مسؤولي إدارة الرئيس باراك أوباما، وقال بأنهم تجاوزوا التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق النووي من خلال محاولاتهم السرية والعلنية وإطلاقهم حملة دولية لتشجيع وترغيب الشركات والدول، للتعامل مع إيران.
وتساءل رايان: “هل ورد في الاتفاق النووي أن الرئيس أوباما قال لإيران إن جون كيري وزير الخارجية الأميركي يجب أن يلعب دور السمسار الأكبر لإيران؟!”
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، التقى خلال زيارته إلى نيويورك في نيسان الماضي، مع جون كيري الذي يحاول بشكل مستميت إنقاذ الاتفاق الذي أبرمه مع طهران.
وحول ذلك اللقاء قال ظريف في جلسة مع أعضاء بالبرلمان الإيراني إن “كيري وباقي الأشخاص في الحزب الديمقراطي لا يؤثرون في حكومة ترمب لكن أميركا ليست حكومة موجودة في البيت الأبيض، إن أميركا مجموعة من الرأي العام ومجموعات الضغط والدراسات وهذه العوامل تدفع السياسة إلى الأمام”، بحسب تعبيره.
يذكر أن كيري تعرض لانتقاد لاذع من قبل ترامب الذي وصفه بـ “أسوأ مفاوض بتاريخ أميركا” بسبب أنه قدّم كل التنازلات بسهولة لإيران لإبرام أسوأ اتفاق”، حسب تعبيره.
المصدر: العربية
from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2NRH7Ns
via IFTTT
0 comments: