هذا الأسبوع، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبًا على حرب لبنان الثالثة، تسلل بري لحزب الله، إطلاق صواريخ ثقيلة على الجبهة الاسرائيلية ومناورة متعددة الفرق داخل لبنان.
رغم أن احتمال اندلاع الحرب أمام حزب الله ضئيل، إلا أن الجيش الاسرائيلي يأخذ على محمل الجد أمر التهديد الشمالي، وهذا أمر جيد، هذا هو دوره، فهو يدرك أن هذه الحرب ستتم إدارتها تحت نيران الصواريخ الثقيلة والدقيقة، ممّا قد يعطل إجراءات تجنيد الاحتياط وتقويض الجبهة. لكن طبيعة الجيش الاسرائيلي كجيش هجومي، وظيفته نقل الحرب بسرعة لمنطقة العدو، لا تأخذ بعين الاعتبار حقًا أن حزب الله أيضًا تبنى المبدأ الغوريوني، وأنه ينوي نقل الحرب لمناطقنا هو الآخر.
كان هذا واضح جدًا في “الجرف الصامد”، كان يصعب على الجيش الاسرائيلي استيعاب ان الحروب الحديثة قد تدور أيضًا في إسرائيل. مع مرور أسابيع على القتال تم نشر قادة وقوات إدارية قرب حدود القطاع، فقط بعد ان تلقينا ضربة (12 قتيلًا) في مناطقنا نتيجة للتسلل عبر الأنفاق، وغيرهم (11 قتيل) إثر إطلاق قذائف هاون على القوات في غلاف غزة؛ أدركوا في الجيش انه من الجدير إبعاد دوران الحرب من هناك.
وهذا ما هو متوقع حدوثه في حرب لبنان الثالثة، حزب الله يعلم اليوم كيف يحتل أرضًا “إسرائيلية” في غضون دقائق والسيطرة عليها خلال أيام، الحزب قادر على ان يرسل فرقًا مضادة للدبابات وقناصات للتسلل لعمق المناطق “الإسرائيلية”، كما انه قادر على الظهور من البحر، وكل ذلك سيقوم بفعله تحت إطلاق نار تمطر خطوط الاتصال والجبهة الداخلية.
هناك شك إن كانت وحدات الجيش الإسرائيلي لديها القدرة على تحرير مستوطنة إسرائيلية تمت السيطرة عليها من قبل حزب الله، وما زال فيها مواطنين إسرائيليين. أغلب قادة الجيش غير مستعدين عقليًا لاحتمال ان يتم سقوط عشرات القتلى إثر كمين مضاد لدباباتهم، فور خروجهم من وحدة مخازن الطوارئ في الجليل.
قد تكون الجبهة الداخلية قوية؛ إلا انها ستكون أمام آلاف الصواريخ التي يستطيع حزب الله ان يمطرها بهم، سيكون صعبًا مواجهة موقف يتم فيه احتلال مستوطنة أو جنود كثر يتم قتلهم داخل مناطق إسرائيل.
في الجيش أدركوا فعليًا أنه ليس هناك فرصة لأن تبقى المواجهة القادمة مقتصرة على ساحة لبنان فقط، ومازال التدريب مقتصرًا على لبنان. يجب ان يتم التخلص من فكرة أن سوريا ولبنان هما ساحتين منفصلتين، في أية مواجهة مستقبلية متوقع ان يتم التعامل على أنهما ساحة واحدة.
في الوقت نفسه، استقرار الأسد هو تطور مثير للقلق، وما زال غير واضح إلى أي حد سيكون الكرملين منصتًا لمناشدات رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو بإبعاد إيران عن إسرائيل، لكن الأسد، روسيا، حزب الله والإيرانيين سيواصلون مرافقتنا كجيران في منطقة سوريا في المستقبل القريب. هناك احتمال ضئيل بأن السيناريوهات التي يتم التحدث هنا قد تتحقق، لكن علينا أن نعترف بقدراتهم. وفي حال فعلًا كان الجيش الاسرائيلي يبحث عن حسم أمام حزب الله، فهو سيتحقق ليس فقط بهجوم ساحق، بل أيضًا بدفاع مُجدٍ.
from ترجمات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2CizUF5
via IFTTT
0 comments: