لم يكتب النجاح حتى الساعة لمحاولات لنزع الألغام من أمام الطريق الحكومية. لا تزال قضية التأليف عالقة بين كفي كماشة: الرئيس المكلف سعد الحريري الداعم لمطالب القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
دخل تكليف الحكومة يومه المئة ويومين من دون بزوغ أي بصيص أمل بالتشكيل. بات التشاؤم يحكم مسار المفاوضات. كل مناخات التفاؤل التي أشيعت الأيام الماضية ذهبت مع قدوم أيلول. وبانتظار أن يلتقي الشيخ سعد نائب البتروني اليوم بعد اتصال أجراه به ليل امس لاطلاعه على تفاصيل الاقتراحات القواتية والاشتراكية التي أودعها عنده الدكتور سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط تمهيدا لزيارة بعبدا، ترددت معلومات أن هذه الأفكار لا تلقى تجاوبا عونيا.
مواضيع ذات صلة
الضبابية سيّدة الموقف… وهذه العقدة باتت على طريق الحل!تشكيل الحكومة تأخّر.. واقتصار التفاهم على حصة رئاسة الجمهورية
هل يَبْقى لبنان “on hold” حتى عقوبات تشرين الأول “الترامبية”؟لا معطيات إيجابية لدى “حزب الله” عن الحكومة
وتأسيسا على ذلك، لا معطيات حقيقية وجدية تقول إن الحكومة ستبصر النوع قبل العاشر من أيلول تقول مصادر تيار المستقبل لـ”لبنان 24″. العراقيل الداخلية والخارجية متداخلة، بمعزل عن أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإمكانه إنجاز الحل والموافقة على حصة من 10 وزراء والاقلاع بأولى حكومات عهده، إذا كان يرغب بالتشكيل قبل ذهابه يوم 11 ايلول إلى بروكسيل ثم إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا يعني التخلي عن مطلب 11 وزيرا والموافقة على صيغة 10(3 لحزب الله – 3 لحركة أمل – 3 للاشتراكي – 1 للمردة)، 10 (6 للمستقبل، و4 للقوات)، و10 (6 للتيار الوطني الحر – 1 لحزب الطاشناق -3 لرئيس الجمهورية).
لا تروق المجريات الحكومية لحزب الله المستعجل التأليف، لا سيما أنه لم يضع شروطا تعيق المفاوضات، مكتفيا بالدعوة أسوة بالفرقاء الآخرين إلى ضرورة اعتماد معيار نتائج الانتخابات النيابية في التمثيل الحكومي. وعلى هذا الأساس، لا مشكلة عنده كيف تحل العقدتين المسيحية والدرزية؛ ما يهمه تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن ولو استدعى الأمر تقديم الفرقاء تنازلات متبادلة، تؤكد مصادره لـ”لبنان24″. ولا يمانع صيغة الثلاث عشرات، أسوة بالرئيس نبيه بري.
وربما يأتي كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس في هذا الإطار، عندما قال “إذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيء له أن يكون رئيسا للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم”، مؤكدا “أن رئاسة الجمهورية لم تكن يوما في لبنان مرتبطة بتشكيل الحكومة، فقبل انتخاب رئيس الجمهورية كانت دائما تحصل تداخلات محلية وإقليمية ودولية وأحيانا يكون الحل غير متوقع قبل 5 اشهر من موعدها، وبالتالي رئاسة الجمهورية لها مسار آخر عندما يحين وقتها. فلا تضيعوا الوقت على أحلام لا يمكن أن تتحقق من خلال الحكومة”.
وبينما رفضت مصادر حزب الله تأويل كلام قاسم واعتباره موجها ضد الوزير باسيل، انطلاقا من أن حارة حريك لا تلجأ إلى حل أي خلاف مع الوزير العوني أو بعث رسائل إليه عبر الإعلام، قرأت مصادر تيار المستقبل في كلام نائب الأمين العام غمزا من قناة باسيل، لا سيما أن الحزب يدفع بقوة باتجاه التأليف تحسبا للضغوط والعقوبات التي قد يتعرض لها خلال الخريف المقبل
وسط هذا المشهد الملبد، فإن أمد تصريف الأعمال طويل، تؤكد مصادر تيار المستقبل، الأمر الذي قد يستدعي انتقال الرئيس الحريري إلى السراي لممارسة مهامه. ففي الأصل يتعين على رئيس الحكومة المستقيلة أو المعتبرة مستقيلة أن يمارس مهام تصريف الأعمال من مقر رئاسة الحكومة، كما يمارس الوزراء مهامهم من وزاراتهم، وخلاف ذلك هو المستغرب، تقول مصادر دستورية لـ”لبنان24 “. أما لماذا قرر الرئيس الحريري الآن معاودة نشاطه في السراي؟ فقد يكون السبب، بحسب المصادر نفسها، هو تنشيط مهام تصريف الأعمال وتسريعها بغرض تلبية أفضل لحاجات المواطنين والإدارات في ظل التأخير المتمادي في تأليف حكومة جديدة ولا سيما أن المتابعة من السراي تضمن سرعة أكبر وقدرة على الإحاطة أوسع وأفعل من المتابعة من أي مكان آخر، وبالتالي فإن التأخر المديد في تأليف الحكومة يوجب بحسب الفقه والاجتهاد توسيع مفهوم تصريف الأعمال.
مقالات لبنان24 –هتاف دهام
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2C7PQd3
via IFTTT
0 comments: