Saturday, September 15, 2018

التحالف الأميركي – التركي لم يمت.. وهذه “خارطة الطريق” لإنقاذه

رأى الكاتب في صحيفة “The National Interest” الأميركية، ماثيو ريسينير، أنَّ التحالف بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا في خطرٍ بسبب الاختلاف حول القضية السورية، وقرار تركيا شراء نظام الدفاع الصاروخي المضاد للطائرات “S-400” من روسيا.
وذكّر الكاتب الأميركي في مقالٍ نشرته الصحيفة أنّه في شهر آب الماضي أقرَّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية كُبرى على الصلب والألمونيوم القادم من تركيا، بعد أيامٍ فقط من فرضها عقوباتٍ اقتصادية على تركيا كذلك، رداً على استمرار سجنها القس الأميركي أندرو برانسون على خلفية تهمٍ بالتجسُّس.
كما يشير الكاتب إلى أنّه في الأسبوع الماضي فتح الكاتب دوغ باندو من معهد “كاتو” الأميركي للأبحاث، الجدل حول أنّ الوقت قد حان لدَفن جُثة التحالف الأميركي -التركي للأبد، في مقال نشرته الصحيفة الأميركية نفسها.
وتحت عنوان “العلاقات الأميركية – التركية لم يفت أوان إنقاذها بعد”، قال الكاتب في مقاله إنّ التحالف الأميركي – التركي يستحقّ محاولة الإبقاء عليه، حيث رأى أنّ العلاقة الطويلة والمُنتِجة بين تركيا والولايات المتحدة تظهر أنَّ بإمكانها التعافي من تصدُّعاتٍ كانت أخطر من تلك التي تواجهها علاقة الدولتين الآن.
وأقرّ الكاتب بحقيقة وجود ملفات شائكة بين البلدين وعلى رأسها سوريا ووحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركياً، مشيراً إلى أنّ سوريا هي نقطة الخلاف الأهم بين الحليفين، ففي القتال ضدّ “داعش”، سلَّحت ودعمت أميركا وحدات حماية الشعب، وهي مجموعات كردية تشكِّل الكتلة الغالبة من “قوات سوريا الديمقراطية”. وترى تركيا الدعم الأميركي للأكراد بمثابة مساندةٍ لقيام منطقةٍ كردية مستقلة في سوريا قد تهدِّد بدورها وحدة الأراضي التركية وسيطرتها على سكَّانها الأكراد، في حين ترى أميركا الهجمات التركية على وحدات حماية الشعب باعتبارها سلوكاً قد يأتي بنتائج عكسية في المعركة الأشمل ضد “داعش”، بحسب الكاتب.
يؤكّد الكاتب الأميركي أنَّ تركيا أصبحت مصدر إزعاجٍ للسياسة الخارجية الأميركية، لكنَّها تظل حليفةً عسكرية شديدة الأهمية لها، إذ أنّها تمتلك (تركيا) ثاني أكبر جيش بين جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي، وهي مركزٌ للمقر الدائم لقوَّات الناتو البرية، بالإضافة لاحتوائها على مكوِّناتٍ حساسة من نظام رادار الدفاع الصاروخي للتحذير المبكر. كذلك يوجد للولايات المتحدة حضورٌ قائم في قاعدة “إنجرليك” الجوية (المُستخدَمة بشكلٍ مُتكرِّر في الحرب ضد داعش) التي يوجد بها أسلحة نووية أميركية تكتيكية سمحت للولايات المتحدة بممارسة سلطةٍ عسكرية في الشرق الأوسط، في حين تقدِّم الحماية كذلك لحلفائها الإقليميين.
ويقدّم الكاتب ما وصفها بـ”خارطة الطريق” لإصلاح العلاقات بين البلدين، تبدأ بتعيين سفيرٍ ل‍تركيا، وهو منصبٌ ظلَّ شاغراً منذ عام 2017، مشيراً إلى أنَّ غياب سفيرٍ أميركي ل‍تركيا يُصعِّب خلق إطارٍ مُجدٍ لتسوية الخلافات القائمة بين الدولتين، وواقع أنَّ أميركا لم تشغَل هذا المنصب منذ نحو العام يُعلِم تركيا أنَّ إصلاح التحالف بين البلدين لا يتصدَّر قائمة أولويات أميركا.
ولفت إلى أنّ المخاوف الأميركية المتعلِّقة بنظام “S-400″، وتوقيف مواطنين أميركيين في تركيا، كلها قضايا مهمة يجدر التطرُّق لها، وسيكون لدى أميركا احتمالٌ أكبر بالتوصُّل لتسوياتٍ مناسبةٍ بكلٍ من هذه القضايا إذا بدت ملتزمة كلياً بالعملية الدبلوماسية أكثر ممَّا سيكون بفرضها رسومٍ جمركية عِقابية تأتي بنتائج عكسية.
ورأى أنّه على الولايات المتحدة كذلك أن تتطرَّق إلى الأسئلة السورية والكردية التي امتدَّت منها جذور علاقتها السيئة مع تركيا. خلق تدمير خلافة “داعش” في سوريا فرصةً ل‍تركيا وأميركا بإعادة التفاوض في شروط علاقتيهما مع “وحدات حماية الشعب”. وفي حين يتحتَّم على الولايات المتحدة الاستمرار في دعم الحوار والتعاون مع الجماعات السورية الكردية، إلَّا أنَّه يجب عليها كذلك الإسراع بعملية استعادة الأسلحة الأميركية التي أمدَّت وحدات حماية الشعب بها.
وأشار إلى أنّه على أميركا أن تفرض شرطاً مُسبَّقاً على أيِّ دعمٍ مستقبلي لوحدات حماية الشعب بأن تقطع صلتها بـ”حزب العمال الكردستاني”. بالإضافة لذلك، قد تعرض واشنطن أن تعمِّق التعاون القائم بمشاركة الجهود الاستخباراتية مع تركيا لتُساعدها في وَقف تدفُّق المال والأسلحة إلى حزب العمال الكردستاني عبر حدود سوريا كثيرة الثغرات. ولأنَّه لم يعُد بمقدور “داعش” الاستيلاء أو إبقاء السيطرة على أيٍّ من الأراضي السورية، لم تعد الولايات المتحدة بحاجةٍ لأن تعامل وحدات حماية الشعب بصفتها قوةً وكيلة تُحرِّر المناطق المحتلَّة.
وخلص الكاتب إلى أنّ هذا يعني أنَّه يجب على واشنطن أن تبيِّن ل‍تركيا أن الدعم الأميركي لحماية الأكراد السوريين لا يمتد لدعمٍ لقيام دولة كردستان مستقلة أو تحالفٍ بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، كما يمكن للولايات المتحدة أن تُظهِر المزيد من الالتزام تجاه تركيا بأن تمهِّد لإعادة فتح محادثات السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني.

عربي بوست



from ترجمات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2OnnaON
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل