كتبت ابتسام شديد في ” الديار”: الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري يجلس رئيس الحزب الاشتراكي مطمئنا “لا شيىء بعد اليوم يدعو للقلق لدى وليد جنبلاط طالما الحريري صار على مسافة معينة من العهد كما اراد “وليد بيك” ولم تعد التسوية الرئاسية سارية مثل السابق ، والزعيم الدرزي اطمأن اكثر وهو يسمع خطابات الحريري تتردد في الاوساط السياسية “نحن ما منترك وليد بيك من الوالد الشهيد الى سعد الحريري.. العلاقة مستمرة معي ومع تيمور”.. هكذا صار يمكن لوليد جنبلاط كما تقول اوساط مسيحية قريبة من العهد ان يزيد من مضايقته للعهد وان يطلق ما يريد من رصاص باتجاه التيار الوطني الحر ، هكذا ايضا يمكن له ان “يشيل ويحط” على هواه في الوزارات المحسوبة عليه وان يضيق الخناق على العونيين ومناصريهم.
لكن بالنسبة الى العونيين فان القرار واضح ولا رجوع عنه، فالتيار لجأ الى الكيدية السياسية نفسها والى حرب التصفيات الادارية تماما كما فعل الاشتراكي، حتى وزير البيئة طارق الخطيب انزلق في المعركة ولم ينكر ان يكون اعتمد خيار المناقلات ردا على التعامل بالمثل مع الاشتراكي. وفق العونيين ثمة ثلاث لاءات ترفع بوجه الاشتراكي، لا لاستهداف رئاسة الجمهورية ، لا وزراء ثلاثة لحصة وليد جنبلاط، ولا ثالثة لوليد جنبلاط الحاكم بأمره في منطقة الجبل”.
اما الاشتراكيين فماضون في التصعيد، تغريدة وليد بيك اعطت الضوء الاخضر للمناصرين ولقيادات الاشتراكي لاكمال الهجوم على التيار بعدما سقطت كل الحواجز بين الطرفين وصارت الحرب على المكشوف وعلى قاعدة نقل الموظفين حسب الطوائف في الادارة. التيار يسعى للاقتصاص من الاشتراكي والاشتراكي يرد الصاع صاعين له ولا احد يخجل من قيادات الطرفين بتوضيح الموقف او لجم الخلاف والحد منه وقد بات واضحا ان “لا وسطاء خير في المعركة المندلعة بين الاشتراكي والتيار” والامور متروكة على حالها وبالمؤكد ان “وليد بيك” لن يزور هذه المرة قصر بعبدا كما فعل في تموز الماضي على اثر اندلاع اشتباك ما بعد الانتخابات.
بداية الخلاف كانت قرار فصل مسؤولة دائرة الامتحانات في وزارة التربية وقد تبعها نقل موظفين اشتراكيين من وزارة البيئة والطاقة، لكن امتداد المعركة هو اوسع بكثير، منذ التسوية الرئاسية التي رضي بها وليد بيك وهو المعروف بكرهه لحكم العسكر وعدم اتفاقه مع “الجنرال” في مراحل سياسية طويلة، وصولا الى ما قبل الانتخابات النيابية والتي ارتفع فيها التحدي العوني الى مستواه الاعلى وهو “يفصل ويخيط” على مقاسه في انتخابات دائرتي الشوف وعاليه وبعبدا . وفق التيار فان وليد جنبلاط لم يستوعب نتائج الانتخابات وهورفض الشراكة مع التيار وبقي على موقفه بانه “الآمر” النهائي في انتخابات وقرار الجبل الى ان اتت “نكسة” الارقام بالنسبة له وكرست فوز التيار بالمقاعد المسيحية كما رسمتها ماكينة انتخاباته. “وليد بيك” كما يقول عونيون يرفض بطبعه الشراكة المسيحية في الجبل واذا حصلت فهو يريد ان يكون الطرف الطاغي والاقوى في حين ان التيار الذي عانى من القوانين الانتخابية استعاد بقانون النسبية حقوقه المسيحية بدون “منة” جنبلاط وهنا وقع الخلاف ، ويضيف قياديون في التيار ان جنبلاط لا يمكن لعقله الباطني ان يستوعب حجم التيار وان هناك رئيسا قويا في بعبدا اتى من رحم التيار تماما كما رفض وتضتيق من التسوية الرئاسية وما حصل من توافق سياسي بين بعبدا والسرايا فاستمر بتسخين الخطاب السياسي وكلما ولعت او تدهورت الحال بين الرئاستين الاولى والثالثة كلما انفرجت اسارير الزعيم الدرزي واطمأن لموقعه وبقائه في المعادلة السياسية لان حلف الحريري وجنبلاط حيوي بالنسبة الى الاشتراكي وبدون الحريري فان جنبلاط يبدأ بالهذيان كما يفعل عندما تشتد الازمات.
عملية تشكيل الحكومة اصابت جنبلاط بحسب التيار مقتلا، فعندما أبدى التيار تصلبا بمسألة التوزير الدرزي للنائب طلال ارسلان تدهور الوضع مع المختارة وبدأ التراشق الكلامي وحرب وسائل التواصل ، فيما بدا واضحا ان التيار وقف بوجه التشكيلة التي حملها الرئيس المكلف الى بعبدا وراعت معايير المختارة ومعراب..
الاشتراكي لم يتخل عن نظرية العهد الفاشل ويعيد احيائها بكلام مسؤوليه وقياداته ، هو بدون شك كما يقول اشتراكيون لن يقبل باثنين، ان يخسر المقعد الدرزي الثالث فيؤول لمن يسميه جبران باسيل ولن يقبل الاشتراكي ايضا باضعاف زعيم الجبل الاوحد .
مسلسل المناقلة العونية والاشتراكية.. تابع، لانه وفق اوساط الطرفين مكمل مشواره ولا احد سيوقفه بدون شك فان وليد بيك منسجم مع نفسه وهو يستمع الى كلام مريح قادم من الرئيس المكلف ويدل على استمرار الحريري في عملية التشكيل بدعم حصة المختارة، التيار يحسبها اكثر فعندما يحين وقت تصفية الحساب في الحكومة فان الكلمة الاخيرة برأي العونيين ستكون للعهد القوي وحده.
المصدر: الديار
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2MD1tIW
via IFTTT
0 comments: