Sunday, August 12, 2018

انقلاب جديد في تركيا ام صعود سلطاني الى الهاوية…!


محمد صادق الحسيني
مرة اخرى تتسارع الخطى في العالم والاقليم نحو مزيد من التحول من المغرب الى المشرق …!
وكلما حاول ترامب وقف هذا التحول عبر خطوات تضييقية وحصارية على خصومه وصولا الى حلفائه ، كلما ساهم عملياً في عزلة امبراطوريته الاستكبارية والتعجيل في انتشار مرض الشيخوخة المبكر في جسمها المترهل اصلاً بسبب ضربات محور المقاومة الكاسرة للتوازنات التقليدية في العلاقات الدولية…!
وهاهو آخر ضحايا تهور الاحادية الامريكية اردوغان يترنح تحت ضربات سيده الانانية ما قد يضطره للدخول في مجازفات تجعل بلاده على حافة خط الزلازل وربما الهاوية…!
يقول أردوغان: نقول للبلد الذي يضحي بعلاقاته مع شريكه الاستراتيجي من أجل المنظمات الإرهابية “مع السلامة”..!
ويضيف : سنرد على الذين يشنون حرباً تجارية علينا بعقد تحالفات جديدة والتوجه إلى أسواق جديدة..!
هنا يظهر السلطان التركي يضيق ذرعاً بسيده الامريكي ، الى الدرجة التي قد تدفع به للخروج من حظيرته التاريخية…!
ولكن مهلاً…!
فثمة من يقول ان ما يجري في انقرة واسطنبول ليس أزمة إقتصادية بل إنه إنقلاب إقتصادي يتبع الإنقلاب العسكري الذي فاجأ العالم قبل عامين ( ٢٠١٦) و سيؤدي إلى إعلان حالة الطوارئ الإقتصادية مثلما تم إعلانها أمنيا مدة عامين .. !
وهذ يعني ان تركيا ستشهد عمليات إعتقالات وإقالات واسعة في أوساط كبار قادة الإقتصاد والمال والأعمال وبالتالي سيقود هذا الأمر إلى تغيير أصحاب رؤوس الأموال وإطاحة الطبقة المالكة للمال والإنتاج والتمويل التي لم تبايع السلطان أو تظهر له العداء لتتحول أملاكها وشركاتها إلى الطبقة الموالية تماما ً كما حدث في الإنقلاب الإعلامي الذي قاده السلطان وأدّى إلى إنتقال ملكية جميع المؤسسات الإعلامية دون إستثناء للطبقة الموالية التي بايعت السلطان …!
الآن بدأ الإنقلاب الإقتصادي بتضخيم مفتعل لليرة يتبعه تضخّم كبير في العملة يؤدّي إلى عجز سيولة في الشركات التي ستسعى لتمويل ديونها عبر تحويل الأصول المالية إلى الدولار لكنها ستفشل في سد العجز النقدي لذلك ستلجأ للإقتراض من المصارف من جديد , طبعا المصارف ستسارع للحجز على أصول الشركات العقارية والسندات فتصاب المصارف هذه المرة بعجز كبير في السيولة النقدية فتلجأ المصارف إلى البنك المركزي طلبا للمساعدة في فك العقدة النقدية , طبعا المركزي سيرحب بتقديم الدعم ليرفع من حالة العجز النقدي لدى المصارف الخاصة وهنا تتدخل مؤسسة النقد والرقابة المصرفية الحكومية لتحجز على المصارف التي تفشل في إدارة العجز فيتم وضع اليد عليها وتعيين وصي من طرف الحكومة عليها , وهذا يعني أن الوصي سيقوم على الفور ببيع الشركات وأصول الشركات وممتلكاتها المرهونة للمصارف .. !هنا يأتي دور السلطان وحاشيته في شراء كل ما تم حجزه بأبخس وأرخص الأثمان وبأسعار سرّية لايمكن لأي جهة أو طرف ثالث معرفتها والتدخل بها …!
هل هذا هو سيناريو الإنقلاب الإقتصادي الذي وضعه السلطان “لتشليح” عمالقة رأس المال والإقتصاد وكبريات المصارف الخاصة العملاقة وتحويلها جميعا إلى ملكيته الشخصية أو إلى ملكية حاشيته والموالين له …!؟
ثمة من يسال في اسطنبول وانقرة
ملاحظة : قيمة الشركات الكبرى في بورصة إسطنبول 780 مليار ليرة تركي كانت تعادل 195 مليار دولار وبعد إفتعال حالة الإنهيار في سعر الليرة انخفضت قيمة الشركات إلى 120 مليار دولار وكل يوم تنخفض قيمة الشركات بمعدل مليار دولار , سيستمر السلطان في خفض قيمة الليرة إلى أن تتحول القيمة الشرائية للشركات التركية في البورصة إلى الحضيض تماما , حينها سيتم الحجز والبيع. ..!
اخرون يقولون مايشبه هذا ولكنهم يعتقدون انه في اطار مشروع ترامب العالمي للتخلص من دورة المضاربات العالمية التي لا تعتمد الرأسمال الانتاجي ، وبالمناسبة الاقتصاد التركي يواء التجاري او الصناعي يعتمد على هذا النوع من المضاربات..!
فيقولون بما ان ترامب يحارب راس المال اليهودي المضارب والعولمة …. ويعمل على العوده الى احياء الرأسماليه المنتجه ، اي الصناعيه وليس راسمالية المضاربات ، ولما كانت ٧٠٪؜ من رؤوس الأموال المتداوله في بورصة اسطنبول هي رؤوس أموال يهوديه الى جانب ٦٣ ٪؜ من رؤوس الأموال في الصناعه التركيه هي يهوديه مضاربة ايضا .
بمعنى ان الخسائر الرئيسيه التي ستنجم عن اي ازمه ماليه واقتصاديه في تركيا سيتحملها راس المال المشار اليه أعلاه . ولما كان اردوغان شخصيا قادر على شراء كل هذه الاصول من خلال أموال النفط العراقي الذي تم سرقته مع البرزاني ( حصة اردوغان ١٢٠ مليار دولار ) خلال السنوات العشر الماضيه بالاضافه الى نفط داعش المسروق من قبل اردوغان ( حوالي ٦٠ مليار دولار )…!
فعليه تتكامل هنا رؤيتي ترامب مع اردوغان في خضم حفلة حروب اقتصادية مفتوحة افتتحها ترامب لغاية في نفس “امريكا اولا “ً التي يسعى اليها ملك الاستكبار العالمي منذ ان تولى السلطة في واشنطن ..!
اياً تكن الرواية الحقيقية لما يحصل بين واشنطن وانقرة فان على اردوغان ان يوقف حفلة التذاكي والمخاتلة والتذبذب في المواقف وليعلم جيدا بان مصير حكومته ودولته ومجتمعه اليوم رهن بانتخابه الخيار الصحيح الوحيد الا وهو التوجه الجدي والمستقيم شرقاً…
حيث الى هناك ينتقل مركز العالم …!
اذا كان ثمة من دور لتركيا يبحث عنه فهو في انتقالها المنظم والواعي لمحور الشرق المناهض للاحادية الامريكية..
واذا كان ثمة من هوية يبحث عنها بعد تخبط يكاد يقترب من المئة عام فهو ايضاً في انتمائه الجدي والحقيقي للشرق الصاعد..
واذا كان ثمة من مشروع يفكر فيه لنفسه ولبلاده فلن ينمو ويتقدم ويتبلور الا باحضان الشرق وكتلة الاوراسيا والتكامل مع دولها التي تسارع حالياً لتشكيل محور شانغهاي للامن والتعاون مقابل محور واشنطن للشر والتصادم..!
وقبل كل هذا وبعده الاعتراف بخطأه القاتل في سورية ، وسحب جيشه المحتل من المستنقع السوري قبل ان تحل لعنة الله على الظالم…!
انها السنن الكونية التي لا مهرب منها
بعدنا طيبين قولوا الله



from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2vChSrq
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل