وتتمركز قوة كبيرة من مليشيا “حزب الله” فيهما (انترنت)
يتداول الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة في حلب إشاعات تفيد بأن مليشيات النظام ستنسحب من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي، وسيتم تهجير أكثر من 80 ألفاً من سكانهما، خلال الأيام القليلة المقبلة تمهيداً لافتتاح الطريق الدولي غازي عينتاب–حلب–دمشق. الإشاعات المتداولة تشير إلى أن عملية “التهجير” هي من مقررات “أستانة 10” بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وتداول ناشطون تسجيلاً صوتياً للمعارض السوري ميشيل كيلو، يؤكد فيه استمرار المفاوضات بين روسيا وتركيا وإيران، بشأن إخلاء البلدتين تمهيداً لافتتاح الطريق الدولي. إلا أن الأخبار والشائعات بدأت تظهر منذ منتصف تموز/يوليو، بعد الانتهاء من ملف بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب، وتهجير أهالي البلدتين وإخلائهما من عناصر المليشيات وسيطرة المعارضة المسلحة عليهما بشكل كامل.
قيادات صف أول وثان من فصائل المعارضة تناقلت الأخبار بشأن نبل والزهراء، وبأن عملية التهجير والإخلاء من المليشيات لا بد منها لافتتاح الطريق الدولي المتفق عليه في أستانة.
وتبعد نبل والزهراء قرابة 20 كيلومتراً عن مدينة حلب، إلى الشمال، وتقعان على الجانب الغربي من الطريق الدولي غازي عينتاب–حلب، لكن العمران والمنشآت الصناعية والمساكن قلصت المسافة وجعلتهما تشرفان بشكل مباشر على الطريق. ويسكن في البلدتين أكثر من 80 ألف نسمة. وزاد عدد سكانهما منذ نهاية العام 2016 بعد سيطرة مليشيات النظام على كامل الأحياء الشرقية بحلب، والتي سبقها بأشهر فك الحصار عن البلدتين.
وبعد فك الحصار عن البلدتين في الربع الأول من العام 2016 عادت الخدمات؛ المدارس والمستوصفات، وتم اصلاح شبكات الصرف الصحي، ومياه الشرب، ونالت البلدتان دعماً مستمراً من إيران لتطوير القطاعات الخدمية، كان آخره البدء بعمليات تركيب المحطة الكهربائية المقدمة من “الحكومة الإيرانية” لتزويد البلدتين بالكهرباء.
وتتمركز قوة كبيرة من مليشيا “حزب الله” اللبنانية في البلدتين، نبل وتشرف على تدريب وتأهيل عناصر “حزب الله” من أبنائهما في المنطقة الفاصلة بينهما، وتقيم فيها المليشيا معسكراً وثكنة عسكرية للتدريب والاستطلاع. وتحتفظ مليشيات “زينبيون” و”فاطميون” و”النجباء” وغيرها من المليشيات المدعومة من إيران، بمقار وثكنات ومستودعات داخل البلدتين، وعلى أطرافهما، كما يقيم “الحرس الثوري” الإيراني نقطة مراقبة على أطراف بلدة الزهراء.
تتمتع مليشيات نبل والزهراء بنفوذ واسع في مناطق سيطرة النظام في ريف حلب الشمالي والشرقي، وتبسط سيطرتها الفعلية على الحواجز وخطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة في منطقة “درع الفرات” وصولاً إلى مثلث القوى الثلاث عند منبج الذي تتوزع فيه السيطرة بين المعارضة و”وحدات الحماية” الكردية ومليشيات النظام.
ولمليشيات نبل والزهراء حواجز في منطقة تل رفعت وضمن مناطق “وحدات الحماية” المحيطة بتل رفعت. وشنت المليشيات أكثر من حملة اعتقالات طالت متخلفين عن الخدمة العسكرية ومطلوبين للفروع الأمنية. ويصل نفوذ مليشيات نبل والزهراء إلى مشارف إعزاز شمالاً حيث تمتلك نقاطاً بالقرب من مطار منغ العسكري.
النفوذ الواسع لمليشيا نبل والزهراء في مناطق سيطرة النظام شمالي حلب، وامتلاكها قوة لا يستهان بها من العدد والعتاد في المنطقة، ووجودها قرب نقطة المراقبة التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وعودة الخدمات والأهالي الى البلدتين بدعم إيراني خلال العامين الماضيين، كلها مؤشرات تؤكد بطلان الشائعات والأخبار التي يتداولها الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب. لكنها وفي الوقت ذاته، تشير إلى استحالة فتح الطريق الدولي غازي عينتاب–حلب إن بقيت مليشيات نبل والزهراء في مواقعها، بما تتمتع به من نفوذ وسيطرة.
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2Mo9XV7
via IFTTT
0 comments: