دخول سعد الحريري الى عالم السياسة المحلية والخارجية على وقع اغتيال والده والذي جاء في سياق مخاض مشروع أمريكي للمنطقة بدأ باحتلال العراق ولَم ينتهي بالقرار ١٥٥٩ وبمخطط شيطنة ايران ورفع شعار الهلال الشيعي وتحويل الصراع من عربي إسرائيلي الى سني شيعي وإيران عربي؟
كل ذلك لم يكن سهل على سعد الحريري الذي قال لتشيني بعد ايّام على توريثه الزعامة الحريرية انا لا اعرف شيء بالسياسة ؟من هنا تحول هذا الرجل الى اداة بمشروع كبير جعله يقسم نفسه الى ولاءات متعددة أمريكية وسعودية وأوروبية ؟ وما لذلك من تداعيات على خطابه وادائه ومصدقياته جعلته مهشم ومتلعثم وفاقد للقرار امام جمهوره وقواعده قبل خصومه
فكان عند كل مفترق وحدث في المنطقة يتعرض لانتكاسة واهتزاز أولها قبوله باتفاق الرياض عام ٢٠٠٧ مع ٨ آذار ومن ثم تنصله منه بعد ان اجهضه السنيورة بدعم من إدارة بوش ؟ ومن ثم تجاوز السنيورة له ومعه جنبلاط في قرارات ٥ أيار التي أنتجت ٧ أيار وأرغمت الحريري على قبول اتفاق الدوحة ؟ وبعد كل ذلك كان يتبنى خطاب عدائي ضد النظام السوري بايعاز أمريكي سعودي ومن ثم حصل نوع من التناغم السوري السعودي أنتج ما يسمى س س فتحول الحريري بسرعة البرق الى زائر مقيم في دمشق على موائد وضيافة بشار الأسد الذي كان قبل أشهر حسب وصف الحريري قاتل والده وسفاح وديكتاتور
لم تتوقف انقلابات الحريري على نفسه بعد ذلك جاء الربيع العربي استدعته الرياض وحولته من رئيس حكومة الى مدير مكتب غازي عنتاب بوظيفة تلفيق الاكاذيب ودعم المجموعات المسلحة وتهريب السلاح والمقاتلين من لبنان لمحاربة نظام الأسد ؟ وجعلته في موقع المدافع والداعم لاحتلال النصرة وداعش لاراض لبنانية بحجة دعم ثوار سوريا ومن ثم جعلته عام ٢٠١٤ وسيطا عسكريا مهمته وقف هجوم الجيش على النصرة وداعش في عرسال عبر رشوة مالية للحكومة اللبنانية قدرت ب ٤ مليار $ تحولت فيما بعد الى هباء منثورا ؟ في تلك المرحلة من عام ٢٠١١ حتى عام ٢٠١٦ كان الحريري يقبع تحت الاحتجاز السعودي لقراره ودوره بحكم قضى بتنفيذ مشروع الرياض اقليميا عبر الحريري ولبنان
وعندما افرجت السعودية عن زعيم المستقبل عام ٢٠١٦ عاد الى لبنان من مطار بيروت وليس مطار دمشق مثقلا بالديون وشبه مفلس سياسيا وماليا وسريعا تخلى عن حلفائه وتبنى وصول ميشال عون حليف ومرشح حزب الله الاول الى الرئاسة ؟ هنا كانت الصدمة الكبرى على جمهوره الذي انتظر عودة زعيمه لسنوات محاربا ومناضلا داعما للثورة السورية الى حليفا مجانيا لحلفاء الأسد في لبنان من اجل إعادته الى رئاسة الحكومة بموافقة الأسد وإيران
وعندما تولى رئاسة الحكومة وجد نفسه رئيسا لتيار مقسم لأجنحة متعددة كل جناح فيها تابع فيها لامريكا والرياض ومصر وأوروبا ؟من هنا بدأ الحريري مواجهة جديدة عنوانها استعادة زعامته على تياره من الأجنحة الحاكمة بأمر جهات خارجية ؟
وللحديث تتمة عن مرحلة احتجاز بن سلمان للحريري وتداعياتها القائمة حتى الان وما علاقة عدم تشكيل الحكومة بغضب بن سلمان من الحريري والذي لا يزال قائما حتى الان بقوة..
يتبع
عباس المعلم -إعلامي لبناني
from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2Mr9ghC
via IFTTT
0 comments: