أكّد المفاوض الأميركي المخضرم دنيس روس والمستشار في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، المركز المقرب من حزب (الليكود) الإسرائيلي الحاكم، أنّ إيران ستعود إلى التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، وذلك غداة بإعلان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تأسيس “مجموعة العمل الإيراني” لتنسيق وإدارة سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران.
وفي مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي الأميركية”، حدد روس ثلاث نقاط قد تدفع إيران إلى التفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “أولها خروج البنوك والشركات الأوروبية من السوق الإيرانية خشية العقوبات الأميركية. وثانياً، حتى قبل إعادة فرض هذه العقوبات يوم 6 آب الجاري، كان الاقتصاد الإيراني يترنح على حافة الهاوية. فمنذ نيسان الماضي، خسرت العملة الإيرانية 50٪ من قيمتها، ما يعني أن حسابات البنوك الإيرانية أصبحت تساوي نصف ما كانت عليه في الماضي (..)”.
أما الأمر الثالث، يقول روس: “عندما يشعر النظام بأنه تحت ضغط حقيقي، كانت استجابته على مر التاريخ هي تعديل سلوكه، فقد زعم الخميني، المرشد الأعلى الأول للجمهورية الإسلامية، أن إيران ستقاتل العراق لأطول فترة ممكنة من أجل هزيمته. ومع ذلك، أنهى الحرب في آب (أغسطس) 1988، عندما دمرت القوات الأميركية في الخليج سفن البحرية ومنصات النفط الإيرانية وأسقطت عن طريق الخطأ طائرة مدنية إيرانية. وفي تسعينيات القرن الماضي، توقفت إيران عن قتل المعارضين في أوروبا عندما هددت ألمانيا بفرض عقوبات”.
ويعتقد مصدر مطلع أن إدارة ترامب تسعى بشكل حثيث الى تغيير النظام الإيراني “وما خطوة تشكيل (مجموعة العمل الإيرانية) إلا الخطوة العملية الأولى على هذا الطريق، رغم تصريحات الإدارة المتكررة التي تنفي ذلك”.
ويضيف المصدر “أن ظهور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عصر الخميس أمام الصحافة في قاعة الإيجازات الصحفية ليعلن بنفسه تشكيل (مجموعة العمل الإيرانية) وليقدم بنفسه ايضا السفير براين هوك، الذي يشغل حاليًا منصب (مدير تخطيط السياسة في وزارة الخارجية الاميركية والذي شارك بالمؤتمر الصحفي أيضا)، بصفته مديرا للمجموعة بمنصب (الممثل الخاص لإيران) يوكد أن الإدارة الاميركية عازمة وبجدية على تكثيف الضغوط على طهران في إطار سعيها لتغيير سلوك إيران” وفق النقاط الـ 12 التي شرحها الوزير بإسهاب في شهر حزيران الماضي، والتي إذا ما نفذها النظام الايراني فهي تعني تغييره تماما ومنهجيا وانصياعه للشروط الأميركية”.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت انشأت مجموعة مشابهة سميت بـ (مشروع مستقبل العراق) وهي التي قادت إلى اجتياح واحتلال العراق والإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، وحبسه ثم إعدامه. كما أن الإعلان عن تشكيل (مجموعة العمل الإيرانية) تزامن مع الذكرى الخامسة والستين للانقلاب الذي أطاح بحكومة محمد مصدق عام 1953 وأعاد في حينه شاه إيران إلى طهران وهو الانقلاب الذي خططت له وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي.آي.إيه) بالتعاون مع المخابرات البريطانية.
(القدس)
from اخبار دولية – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2MBdCSA
via IFTTT
0 comments: