Monday, August 27, 2018

عن الحريري الظالم لنفسه ” الحلقة ٢ “؟؟!


بعد عودة سعد الحريري سياسيا عام ٢٠١٦ الى لبنان ، بدأ سريعا خوض معارك متعددة وفق خارطة طريق تعيده الى السرايا الحكومي؟ في ظل تهشم علاقته مع قواعده الذي لم يكن بعد استيقظ من صدمة دعم زعيمه لسليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية حتى انقلب عليه لمصلحة مرشح حزب الله للرئاسة العماد ميشال عون وفق تسوية لم يهضمها قادة تيار المستقبل قبل قواعده ، ومن ثم دخل سعد معركة استعادة تياره من اجنحة باتت حاكمة عليه وعلى تياره بعد ما شعر بذلك بنتائج الانتخابات البلدية ؟!
وفِي اثناء استعادة الحريري لزمام الأمور في تياره جاءت الصدمة الكبرى من الراعي الاقليمي الاول له النظام السعودي !! الذي قام باحتجازه بهدف إنهاء مسيرته السياسية لمصلحة شقيقه بهاء بدعم من اجنحة داخل التيار الأزرق ؟ الا ان هذا الامر تم إفشاله عبر تدخل وضغط مباشر من الرئيس الفرنسي ماكرون على محمد بن سلمان الذي أفرج عن الحريري مجبرا تحت ضغط أوروبي كبير ومباركة أمريكية ؟!
وقبل عودة الحريري من الاحتجاز الى لبنان تلقى نصائح في باريس من ماكرون أهمها انه يتوجب عليه الحفاظ على قوته شعبيا ونيابيا وبقائه رئيسا للحكومة من اجل ان يحمي نفسه من غضب وحقد بن سلمان عليه!؟ الذي تصاعد بعد تحريره من الاحتجاز ؟وعليه قام الحريري بورشة داخلية مرفقة بخطابات تصعيدية ضد حزب الله وسوريا بهدف شد العصب الانتخابي من اجل حصده كتلة نيابية تفوق ٢٦ نائب تمكنه بالحد الأدنى على الفوز ب ٢٤ نائب سني تجعله مرشحا قويا وحاسما لرئاسة الحكومة، مما يكبح جماح بن سلمان ضده بعد ان يمتلك حصانة نيابية وسنية تحميه من احتجاز سعودي جديد لحريته وموقعه ؟!
الا ان نتائج الانتخابات جاءت مغايرة لسفن الحريري نيابيا وسنيا ؟! والأكثر من ذلك حصول حزب الله وحلفائه على اكثرية نيابية وازنة؟! كل ذلك جعل الحريري يتجه سريعا نحو قرارا يقضي اولا بإبعاد واقصاء قيادات في تياره لا ترضى عنهم السعودية خصوصا أؤلئك الذين واجهوا علنا احتجازه في الرياض ؟!ثانيا قرر عدم الترشح لرئاسة الحكومة والعودة الى السعودية والإقامة هناك لتزعم المعارضة ضد حكومة حزب الله وحلفائه؟ بهدف إفشالها ومن ثم يعود الحريري الى رئاسة الحكومة من البوابة السعودية وبتسوية تخوضها الرياض مباشرة وليس الحريري ؟!
الا ان دهاء وحكمة قادة ٨ آذار مكنهم من استباق مخطط الحريري وقطع الطريق عليه وعلى الرياض !! من اجل إتمام هذا المخطط؟ عبر تقديمهم اكبر نسبة أصوات لتكليف الحريري رئيسا للحكومة ؟ وبذلك وضع زعيم المستقبل بين فكين ارضاء بن سلمان وعم التفريط بأعلى اجماع وطني لتوليه رئاسة الحكومة ؟ فكان قراره هو عدم الاعتذار عن التكليف وعدم تشكيل الحكومة دون موافقة ومباركة محمد بن سلمان ؟
ولكن حتى الان لم تصل اَي إشارة واحدة من الرياض مفادها مباركة للحريري في تأليف الحكومة ؟ بل تلقى إشارات سلبية وصلت الى حد القطيعة الكاملة معه من النظام السعودي الذي لم يقبل بالتواصل مع الحريري سوى عبر السفير السعودي في بيروت حصرا ؟ وفِي الأسابيع الأخيرة زادت الإشارات السلبية القادمة من الرياض تجاه الحريري حيث تواترت معطيات تفيد بان السعودية تتجه الى تبني مرشحا اخر لرئاسة الحكومة من داخل التيار الأزرق عبر شق كتلة المستقبل النيابية وإمكانية خروج ٨ نواب من كتلة الحريري لمصلحة دعم مرشح الرياض من البيت الأزرق
وعليه يواجه الحريري اليوم أقصى عملية تهميش واقصاء له من قبل النظام السعودي ومحمد بن سلمان الناقم عليه وعلى ماكرون ؟ وهنا لم يبقى للحريري سوى خيارات محدودة اما الاستسلام للرياض وأما أخذ قرار جريء بتشكيل الحكومة وفق تسوية ٢٠١٦ وإرغام النظام السعودي على القبول بذلك عندما لا يجد بديلا عن اعادة اعتماد الحريري الرجل الاول للسعودية في لبنان …
عباس المعلم -إعلامي لبناني



from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2BSgd6E
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل