Sunday, July 22, 2018

ولايتي يقول حقاً.. ولو كره المجاملون


لم يكن كلام السيد علي أكبر ولايتي مُستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران، الذي أدلى به في “فالداي” كلاماً اعتباطياً إنما هو كلام واقعي يعبر عن خطورة وحجم ما كان يُحاك للمنطقة بأسرها عبر سورية والعراق، فلم يكن مطلوباً أقل من سقوط وتدمير البلدين وسيطرة “داعش” الارهابي على الدولتين، وهو كلام تدعمه الوقائع التي لم تعد خافية على المبصرين.
وانطلاقاً من الحقيقة التي تقول أنه لولا تدخل ايران وروسيا الذي جاء بطلب من الحكومة السورية لكانت فعلاً سورية والمنطقة مدمرة بالكامل ولكان التدمير وصل الى كافة دول العالم ولسنا نبالغ في هذا.
وفي معرض الحديث عن التحالفات السياسية والعسكرية الكُبرى يصبح هزيلاً أي كلام يُكتب في الصحف التي لا تقرأ الواقع وتهدف الى ركوب موجة العبارات وتحريف الكلام عن موضعه، فالقضية اليوم أكبر من أن تتحملها دولة لوحدها أو أن تقول دولة لوحدها أنها صمدت أو دافعت أو أنجزت، إنه جهد الجميع، دفاعاً عن الجميع.
وأعتقد أن الحكومة السورية تعي تماماً حقيقة الواقع الذي عاشته والذي غاب عنه بعض من يسكنون باريس مثلاً، فسورية والعراق كانتا مهددتين بالفعل، ومنذ الأيام الاولى للحرب مطلع العام 2011، ويعتبر أي كلام عن دور طرف لوحده وأشدد هنا على كلمة لوحده في هذه الحرب هو ضرب من ضروب المبالغة والمجاملة والضحك على اللحى، فليس التحالف السوري الايراني وليد اليوم، فالطلب الاساسي لكولن بأول بعد احتلال العراق 2001 هو ان تقطع سورية صلاتها، بـ (طهران، حزب الله) مهددا الرئيس الاسد بالجيش الامريكي الذي احتل العرق، وتتشابه هذه الحادثة تماماً بالوجود الداعشي في العراق وامتداده الى سورية، مع اختلاف التسميات والزمن، وان دل هذا على شئ يدل على أن العلاقة التي تربط سورية وايران وحزب الله تمتد لعشرات السنوات قبل بدء الحرب على سورية والعراق في السنوات الاخيرة.
ومن جهة أخرى وفي ظل التطورات التي تحصل في المنطقة والتي تتجه كلها صعوداً لصالح دول (محور المقاومة)، يكون عجيباً أن نرى في صحيفة سورية تُنشر في قلب العاصمة دمشق مقالة تتناول بالاسم أحد أهم الشخصيات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي أكبر ولايتي، والأغرب هو كيف مرّت تلك المقالة بهذا الأسلوب الهجومي من خلال رئاسة التحرير دون رد فعل؟.
بكل الأحوال مهما تكن حيثيات نشر تلك المقالة بقلم كاتب لا يعيش في دمشق، كما بدا من عنونة المقال، أي أن احتمال عدم معرفته بطبيعة الواقع والعلاقات السورية الإيرانية وارد جداً.
وبالمقابل تؤكد اللقاءات المتكررة بين الرئيس الأسد والسيد ولايتي بما لا يقبل الشك طبيعة العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل بين البلدين والحكومتين والقيادتين في طهران ودمشق، وتكشف التصريحات الايرانية عن طبيعة العلاقة والتواجد الايراني في سورية، الذي جاء بطلب الحكومة السورية وينتهي بطلب منها، وتتحدث دماء الشهداء الايرانيين التي امتزجت بدماء الجيش السوري والشعب السوري عن وحدة الدم وانتصاره على كل المخططات.
جميع السوريين يعلمون وكل العالم بات يعرف أن الجيش السوري كان الجاذب الأهم لدخول الحلفاء والأصدقاء “إيران، روسيا، حزب الله”، فقوته وصبره وتمسكه بحق المواطنين السوريين، وتجذره في المجتمع الذي أنتجه كان السر وراء قوته رغم قلة العتاد واتساع رقعة المعارك والضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية وهو ما شجع الحلفاء والاصدقاء لمساندته منذ الباية.
ويحق لنا ان نتساءل لماذا لم يقرأ الكاتب في الصحيفة السورية حقيقة العلاقات الإيرانية السورية على لسان المسؤولين ومنهم السيد ولايتي الذي شهد من قلب العاصمة دمشق، أن “الدفاع المستبسل الذي يبديه الشعب والحكومة السورية بقيادة الأسد لا مثيل لها في التاريخ”، فاذا كان هذا كلام السيد ولايتي فكيف يتم تأويل التصريحات؟ ومن المسؤول عن تلافي هفوات الكتَّاب والقائمين على وسائل الاعلام؟ أم اننا في زمن تُحمل فيه الأثقال ولا تُقرأ؟
بقلم بلال ديب



from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2O85EhW
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل