Saturday, June 16, 2018

“اللعب” بنار النازحين قد يحرق أصابع كثيرين!

Article Image

تحت شعار “لا عودة عن عودة اللاجئين السوريين”، يبدو أن ثمة تحضيرًا للجوء إلى التعبئة الشعبية ضد النازحين السوريين بما لهذا الأمر من مردود “ربحي” على الساحة المسيحية، خصوصاً أن لا مصلحة لأي من القيادات المسيحية غير المنضوية في تكتل “لبنان القوي” معارضة هكذا تحرّك، وإن كانت لديها بعض المآخذ على الأسلوب والشكل، اللذين تتم بهما مقاربة هذه القضية من زوايا قد يكون للسياسة فيها مكان خاص.

إلاّ أن هذا الأمر، وفي حال التمادي في ردات الفعل الشعبية سيفضي إلى ردة فعل من دوائر القرار الخارجية إلى حدّ إعلان الدول المعنية بملف النازحين إلى سحب يدها منه و”ليتدبر المسؤولون في لبنان أمرهم، وليقلّعوا شوكهم بأيديهم”، مع ما يترتب على هذا الإجراء من إنعكاسات سلبية، في ظل إنعدام رؤية واحدة داخل حكومة تصريف الأعمال، وبالأخص بين مقاربة الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وممارسة “لعبة” شدّ حبال بين منطقين متباعدين، في الجوهر والأسلوب.

وفي رأي بعض المراقبين أن الرئيس المكلف يخشى من أن تؤثر إثارة هذه القضية بالطريقة التي يُحضّر لها على تأخير عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وهي التي لم تقلّع بعد بفعل التجاذبات السياسية، خصوصًا أن “طينة” الخلطة الحكومية بغنىً عن “بلّة” من هذا النوع، وهي الواقفة على “شوار” الترددات الإقليمية، ولا تحتمل أي خضّة قد تودي بها إلى “المهوار”، وإن كانت الأجواء الإقليمية توحي بإمكانية تسهيل مهمة الحريري في تسريع عملية التأليف، التي ستعطى بعد عطلة العيد جرعة من الدفع لتسهيل فكفكة العقد، التي باتت معروفة.

وما يخشاه الحريري أيضًا هو الحديث المتنامي، الذي بدأ يأخذ منحىً مغايرًا عن سياسة “النأي بالنفس”، والمتمثل بتدرج المطالبة بضرورة التنسيق بين لبنان وسوريا على المستوى الرسمي، مع ما يعنيه من ذلك من إضطرار الحكومة العتيدة لتضمين بيانها الوزاري إشارة واضحة إلى هذا الموضوع، وهذا ما يتعارض مع السياسة العامة لتيار “المستقبل”، ولمكونات سياسية أساسية أخرى في البلد كحزب “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”، اللذين يعارضان أي شكل من اشكال التواصل اللبناني – السوري بمستواه الرسمي، وبالأخص بين الحكومتين في ظل إنعدام رؤية واضحة لمسار التطورات على الساحة السورية. وقد أثار تصريح جنبلاط بالأمس قيام “تسونامي عوني” إتسم بالحدّية، التي ستترك إنعكاسات سلبية على شكل الحكومة المنتظرة، على رغم أن بعض المعنيين يضعون “التغريدة الجنبلاطية” في خانة التصعيد الكلامي ليس إلاّ.

وعليه، فإن ما ذهب إليه الوزير جبران باسيل قد حرّك مياه أزمة النازحين الراكدة، خارجيًا وداخليًا، وخلق دينامية جديدة في طريقة التعاطي معها، بإعتبارها قضية جوهرية يرتبط  إيجاد حل لها بمسار الحلول الجانبية الداخلية، التي لها علاقة بتحريك الملفات الإصلاحية العالقة.

وبذلك يكون وزير الخارجية، وفق ما تقوله أوساطه، قد حقق النتيجة المرتجاة من طرحه، وإن لم يكن قد ألتزم في الشكل التضامن الحكومي، ومن بين ما رمى إليه هو خلق صدمة إيجابية لدفع الأمور نحو حلول، ولو جزئية، في مسألة إشكالية بإمتياز، مع التذكير بأن بعض الذين لا يماشون هذه المقاربة بهذه الطريقة يقولون أن اللعب بنار ملف النازحين قد يحرق أصابع كثيرين.



from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2yfJlCS
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل