بين تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والامني وتزايد الغلاء دون حسيب ورقيب يقف قطار تشكيل الحكومة اللبنانية امام حواجز محلية يمكن اجتيازها بسهولة وامام عوائق خارجية تبدو عصية على الرئيس المكلف تجاوزها
فالامر بهذا السياق يتعلق بصمت سعودي مطبق اقرب الى الرفض القاطع تشكيل حكومة في الوقت الراهن لأسباب عدة ابرزها امتعاض الرياض من سلوك الحريري الداخلي خصوصا علاقته برئيس الجمهورية والامر الاخر متعلق برهان النظام السعودي على انقلاب اقليمي في اليمن والعراق وسوريا لمصلحته ؟ الا ان هذا الرهان يبدو كما سبقه يتجه الى فشل ذريع ان لم نقل هزيمة واضحة خصوصا في اليمن بعد محاصرة أنصار الله لقوى العدوان السعودي في محافظة الحديدة وتكبيده حتى الان ما يقارب الالف قتيل والاف الجرحى فضلا عن تدمير واعطاب مئات الاليات والمدرعات كما متوقع في الايام المقبلة ان يشهد الباليستي اليمني توسعا نوعيا في الكمية واهداف تطال العمق السعودي والإماراتي
وفِي ظل هذا الواقع سيكون الحريري امام ضغوط كبيرة فيما خَص تشكيل الحكومة وان الرهان على مباركة سعودية للتشكيل او انتظار تبدل اقليمي لمصلحة السعودية سيجعل موقف رئيس المستقبل معقد وربما يضعه امام خيارات مرة لن يكون أقلها إبرام تسوية محلية يدفع ثمنها وحده وبذلك يكون تلقى خيبة اخرى بعد انتكاسة الانتخابات النيابية تضاف الى خيبات تلاحقه منذ حجز النظام السعودي قراره مع بداية الحرب السورية وصولا الى حجز حريته ومحاولة إنهاء مسيرته السياسية نهائيا منذ أشهر
اما الخيار الاخر قد يكون امام الحريري هو الاعتذار عن تشكيل الحكومة وهذا ما لا يطيق او يتحمل تداعياته وهو خروجه من السلطة في ظل تهشم تياره وقواعده فضلا عن أزمته المالية التي قد تتحول الى افلاس تام في حال خروجه من السلطة
ولعل السعودي لا يقرأ كعادته الواقع اللبناني الحالي وتوازناته والتي لن تتغير لمصلحته حتى في حال تغير الميزان الاقليمي لمصلحته وهذا امر مستبعد ان لم نقل مستحيل ، من هنا على الحريري ان يدرك بان تشكيل الحكومة بعيدا عن الرهان السعودي هو افضل بكثير من انتظاره مهما كانت نتائجه وكل ما تاخر التشكيل اصبح في موقع اضعف لمصلحة خصوم الرياض في لبنان ..
للحديث تتمة
عباس المعلم – اعلامي لبناني
from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2JXXeLq
via IFTTT
0 comments: