Tuesday, May 8, 2018

سنة بيروت هم تسببوا بانتكاسة الحريري وليس خصومه..؟!


صحيح ان نتائج بيروت الثانية فيها ما فيها من دلالات كبرى تعكس ما احيط بهذه الدائرة قبل موعد الانتخابات من خطابات متشنجة ومذهبية وعرقية وما أظهرت نتائج الانتخابات بعد ٦ أيار ، وربما في مكان ما يمكن وصف هذه الدائرة بأهم الدوائر لانها تشكل قلب العاصمة المركزية سياسيا واقتصاديا للبنان ، ومن المؤكد أيضا ان طبيعة قانون الانتخاب كانت تشي باستحالة فوز اَي فريق بمقاعد كاملة دون مشاركة قوى اخرى
وبعيدا عن التوزيع والحجم الطائفي المتنوع لكل الأطراف في العاصمة وحق الجميع وفق القانون الانتخابي بالتمثيل ، الا ان ذلك لا يخفي حقيقة خسارة أو انتكاسة بالحد الأدنى لتيار المستقبل والحريرية السياسية في بيروت لم يسبق لها مثيل منذ عام ٩٦ وايضاً لا يمكن تجاهل ان قوى مثل حزب الله والأحباش لهم حيثية كبيرة تمكنهم من التمثل في العاصمة دون ان يعني ذلك انتصارا أو خسارة للتيار الأزرق والحريرية السياسية ..
وعليه يمكن القول ان خسارة أو انتكاسة تيار المستقبل لم تتم بفعل قوة ذاتية من حزب الله والأحباش بل على عكس ذلك جاءت بفعل اعتراض قارب الانتفاضة من سنة بيروت وعائلاتها على تيار المستقبل وال الحريري وهذا الامر بدأ منذ سنوات وظهرت ملامحه في الانتخابات البلدية عام ٢٠١٦ وصولا الى نتائج الانتخابات النيابية ٢٠١٨ والدليل على ذلك الاعتراض تجلى بتدن نسبة الاقتراع السني الذي لم يتخطى ٣٠٪؜ وهذا يؤكد ان المزاج السني البيروتي أراد إيصال رسالة قوية الى ال الحريري مفادها انه لم يعد يحتمل استخدام عاصمتهم وعائلاتهم في صراعات وخطابات متشنجة تخطت حدود لبنان وليس العاصمة ومصلحتها وأمنها فحسب؟ ولَم يعد لديهم قدرة على تحمل اعباء خيارات ال الحريري الداخلية والخارجية والمالية على حسابهم ، وبالتالي هم قاموا بانتفاضة صامتة بصوت خرق كل الجدران بأنهم لم يعد بمقدورهم القبول بتهجيرهم خارج مناطقهم بفعل تسلط رجال المال المحيطين بال الحريري بالسوق العقاري وتحولهم الى غرباء وعابري سبيل على العاصمة التي أصبحت عبارة عن فندق سياحي لحيتان المال والسياح بالمقابل اصبح أهل المدينة غرباء ليس بمقدورهم استئجار شقة من غرفتين باحياء العاصمة ولا تناول الطعام في مطاعمها ولا العمل في اسواقها
أهل بيروت وعائلاتها العريقة قالوا في ٦ أيار كفى لآل الحريري كفى متجارة بالعاصمة وكفى عزلها عن اَهلها ومكوناتها لصالح حيتان مال لا يروا طيفهم في أسواق المزرعة والبربير وبربور ولا في شوارع الكولا وابو شاكر والفاكهاني وحي اللجا والزيدانية وعائشة بكار
أهل بيروت قالوا كفى لآل الحريري وتحريض على جيرانهم الذين أصبحوا بينهم جدران حرمت ابن الضاحية من التسوق في شوارع بيروت وحرمت ابن طريق الجديدة من خندق الغميق وابن الزقاق من حي الطمليس وابن المزرعة من بربور وحولت العاصمة الى مناطق معزولة بجدران الفتنة والخوف الوهمي من بعضها البعض
أهل بيروت هم من أحدثوا الفارق في ٦ أيار فهم يريدون ان يعودوا الى عاصمتهم وان تزال الحواجز المصطنعة بين اَهلها هم يريدون بيروت الامنة التي يتصل ليلها بنهارها يريدون بحرها وشاطئها وشمسها لا استخدامها من مجموعة معينة لمصلحتهم السياسية والمالية وفق ما تدعوا حاجتهم الخاصة وليس كما تدعوا حاجة وخيارات ومصلحة أهل العاصمة ..
عباس المعلم- اعلامي لبناني



from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2rr9doX
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل