بعد مرور أسبوع على اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي، حذّرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير من تبعاته في ظل اتساع نفوذ إيران في الشرق الأوسط، مسلطةً الضوء على ضعف الاقتصاد الإيراني وعلى تجربة “حزب الله”.
ورأت الصحيفة أنّ قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل والبلدان الخليجية في تحدّي طهران محدودة، موضحةً أنّ إيران تملك شبكة من المقاتلين الأقوياء الذين يدافعون عن مصالحها خارج حدودها، ومبيّنةً أنّ القوات الإيرانية أو المقاتلين هؤلاء باتوا على عتبة إسرائيل والسعودية.
وشرحت الصحيفة بأنّ الولايات المتحدة مترددة في خوض حروب جديدة في الشرق الأوسط، إذ قطع ترامب المساعدات عن المعارضة السورية وتحدّث عن رغبته في إعادة 2000 جندي أميركي يحاربون “داعش” إلى ديارهم.
في ما يتعلّق بالدول الخليجية، فسرت الصحيفة أنّها أنفقت، وعلى رأسها السعودية، مليارات الدولارات على الأسلحة، ناهيك عن أنّها منشغلة بالحرب اليمنية.
في المقابل، بيّنت الصحيفة أنّ إيران، لجأت إلى سبل أخرى لتغذية علاقاتها الاستراتيجية، سبل لا تتطلّب منها إنفاق مبالغ عسكرية ضخمة. ونقلت الصحيفة عن رندة سليم، المحللة في معهد الشرق الأوسط، بالقول: “لا يسيّر المال وحده الشبكة (شبكة المقاتلين المدعومين إيرانياً) بل الإيدلوجيا ورغبة الإيرانيين في الانخراط أنفسهم في اللعبة، في حين أنّ السعودية لا تملك “عدّة” مشابهة”.
في هذا الإطار، ذكّرت الصحيفة بالمواجهة الإسرائيلية-الإيرانية المحدودة التي دارت على الأراضي السورية، ناقلةً عن كليف كوبشان، رئيس مجموعة “أوراسيا” توقّعه “أن تسير الأمور على ما يرام خلال الشهر المقبل أو نحوه، لكننا نعاني مشكلة بنيوية كبرى”، نظراً إلى رغبة إيران في إقامة بنية تحتية في سوريا ورفض وإسرائيل الشديد لذلك، على حدّ قوله.
وفيما حذّرت الصحيفة من أنّ إيران ستدافع عن نفسها في وجه هجوم مباشر متعدد الجبهات تشنه إسرائيل والولايات المتحدة والبلدان الخليجية ضدها، تناولت تجربة “حزب الله”، معتبرةً أنّ طهران “الضعيفة اقتصادياً” استثمرت في المجالات حيث تستطيع.
ونقلت الصحيفة عن باسل صلوخ، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية قوله: “في الواقع، ليست إيران قوية كما نعتقد: فاقتصادها ضعيف، وهي محاصرة، لذا عليها بسط سلطتها لحماية بنفسها. ولقد نجحت هذه الاستراتيجية بشكل جيد جداً، لذا تقوم باستنساخها في أماكن أخرى”.
إلى ذلك، تحدّثت الصحيفة عن قدرة إيران على ضرب إسرائيل مباشرة عبر “حزب الله” وعن دعم طهران للحوثيين في اليمن، مشددةً على صعوبة هزم هؤلاء اللاعبين عسكرياً وعلى قدرة الحرب ضدهما في أن تعود بالفائدة على طهران.
ختاماً، رأت الصحيفة أن مسألة رد إيران على الجهود المقبلة لتحجيم نفوذها ما زالت غير واضحة، ناقلةً عن حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري تعليقه على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي بالقول: “المقاومة هي الطريقة الوحيدة لمواجهة هؤلاء الأعداء وليس الديبلوماسية”.
(ترجمة “لبنان 24” – NYT)
from ترجمات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2jWsOtK
via IFTTT
0 comments: