| ترجمة وتحرير خالد المطيري + الخليج الجديد
حذر المحلل الإسرائيلي «عاموس هاريل» بلاده من الغرق في النشوة بعد الضربات التي نفذتها، الليلة الماضية، ضد مواقع إيرانية في سوريا.
واعتبر أن إيران -وإن كانت في موقف ضعيف حاليا- فإنها قد تفتح النيران ضد (إسرائيل) من مسدسها الأكبر، «حزب الله»، وفي هذه الحالة يمكن أن يتخذ الصراع شكلاً مختلفاً تماما.
وقال في تحليل نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: «هذه المرة، كان تقييم الاستخبارات سليما. إذ جاء رد الفعل الإيراني على الضربات الجوية المنسوبة لـ(إسرائيل) من المكان وفي الوقت وبنفس الطريقة التي توقعتها (إسرائيل)».
وأضاف «هاريل»: «إذ نفذ (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري الإيراني)، منتصف ليلة الأربعاء الخميس، خطة الانتقام الخاصة بمقتل 7 إيرانيين عندما تم قصف القاعدة الجوية (ألتيفور) في سوريا يوم 9 أبريل/نيسان الماضي».
«لكن رد الفعل الإيراني -حسب هاريل- اتسم بالفشل التام؛ فقد تمكن نظام القبضة الحديدية من اعتراض 4 من الصواريخ، بينما سقطت باقي الصواريخ في الأراضي السورية».
واعتبر المحلل الإسرائيلي أنه «رغم هذا الفشل، جاء رد الفعل الإسرائيلي على نحو غير متناسب تمامًا؛ إذ تم قصف حوالي 50 هدفاً إيرانياً في سوريا، الأمر الذي يعيد جهود إيران لإقامة وجود عسكري هناك عدة أشهر للوراء».
واعتبر أنه «ظاهريًا، يمكن أن يتسبب رد إسرائيل القاسي في قيام الإيرانيين بوقف مخططاتهم وإعادة التفكير في تحركاتهم؛ إذ أظهرت إسرائيل بالفعل قوتها العسكرية والاستخباراتية عبر سلسلة من الضربات في سوريا خلال الأشهر الأخيرة».
وأضاف: «لكن حجم رد فعل إسرائيل، الليلة الماضية، كان شيئًا مختلفا تمامًا، ومع ذلك، يمكن القول بأنه من الأفضل ألا تكون هناك ثقة زائدة بالنفس».
وموضحا سبب تحذيره من الغرق في النشوة والثقة الذائدة بالنفس بعد الضربات التي نفذتها (إسرائيل) في سوريا، الليلية الماضية، قال «هاريل»: «هناك قيود على إيران الآن؛ فهي ضعيفة نسبياً في سوريا، كما أن هناك قلقا لدى الإيرانيين من أن تُقدم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فعل شيء غير متوقع بعد أن أعلنت مغادرة الاتفاق النووي».
وحذر من أنه «في ظل الظروف الاستثنائية، أو في وقت لاحق، قد تفتح إيران النيران من مسدسها الأكبر، (حزب الله)، وفي هذه الحالة يمكن أن يتخذ الصراع شكلاً مختلفاً تماما».
واعتبر «هاريل» أن «الجيش الإسرائيلي نفذ، على ما يبدو، توجيهات القادة السياسيين، والخطط العملياتية الموضوعة، بشكل مثير للإعجاب، الليلة الماضية، لكننا نتمنى ألا يؤدي الاغترار غير المبرر بقوتنا التي لا تُقهر إلى تكرار ما حدث بعد تفاخر رئيس الوزراء في ذلك الوقت (إيهود أولمرت) بما حققته عملية (ليلة الفجر) عندما زعم سلاح الجو الإسرائيلي أنه دمر كل من صواريخ حزب الله الطويلة المدى والصواريخ في الليلة الثانية من حرب لبنان الثانية في يوليو/تموز 2006».
ورأى أن «إسرائيل تصرفت في سوريا تمامًا كما قالت؛ فمنذ أشهر يقول رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش إن إيران -التي تقيم وجودًا عسكريًا في سوريا- ستعبر خطًا في الرمال، وهو أمر لا تستطيع إسرائيل العيش معه وستتخذ إجراءات قوية لمنعه».
واعتبر «هاريل» أنه «إسرائيل أوصلت الرسائل المطلوبة عبر هجمات سابقة (في سوريا)، بدءا من سبتمبر/أيلول الماضي، وفي أبريل/نيسان، ومباشرة بعد الغارة على القاعدة الجوية الإيرانية (ألتيفور)، ألمحت مصادر عسكرية إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي قد يقضي على الوجود العسكري الإيراني في سوريا إذا أصرت إيران على الانتقام».
وأضاف: «هجوم الليلة الماضية حول التهديد إلى هجوم».
وتابع: «لقد كانت إسرائيل على حافة الهاوية في سوريا لبعض الوقت. لكن الخط العدائي الذي تقوده ضد إيران، بموافقة تامة من مجلس الوزراء الأمني (الكابينت) والهيئة العامة للجيش، يحقق نتائج باهرة».
واستدرك: «لكن هذا ليس هو الوقت المناسب لإصدار حكم رصين. ولا يزال من غير الواضح ما الذي قاد شخص ذو خبرة مثل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، إلى تنفيذ نصف مخطط إرهابي (في إشارة إلى إطلاق صواريخ على الجولان المحتل)، عندما كان يعلم جيداً أن إسرائيل تراقب كل تحركاته».
واختتم تحليله محذرا: «فشل سيلماني، الليلة الماضية، لا يضمن تراجع إيران عن خططها، أو القبول بالهجمات الإسرائيلية، ولا يمنعها من التخطيط لمزيد من الخطوات على جبهات أخرى ضد الأهداف الإسرائيلية، سواء في الخارج أو على الحدود اللبنانية».
المصدر | هآرتس
from إسرائيليات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2KXNair
via IFTTT
0 comments: