بعد أن كان من المقرر أن يتحدث الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 12 الشهر الحالي، قدّم موعد كلمته وخرج امس معلنا انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع ايران، لافتا الى ان عقوبات جديدة سيتم فرضها عليها.
عوامل عدّة أدت الى اتخاذ هذا القرار وابرزها انقلاب موازين القوى في سوريا في العام الأخير. وفي هذا السياق يشير الصحافي غسان جواد إلى ان “حلفاء ايران متقدمين في كل الاقليم الأمر الذي جعل اسرائيل والسعودية تشعران بالخوف، فجاء هذا القرار كمحاولة لتعديل موازين القوى التي مالت لمصلحة محور المقاومة”.
أما العامل الثاني بحسب جواد فهو ما يسمى بصفقة القرن والمبادرة الأميركية لحل القضية الفلسطينية، “هم خائفون من ايران وحلفائها فهي الطرف الذي من الممكن أن يشكل ممانعة جدية لهذه الصفقة، وهم بهذه الضغوطات يريدون تعديل موازين القوى، واخراج ايران وحلفائها من الصراع العربي – الاسرائيلي”.
أمّا في ما يخص التوقيت الذي اختاره ترامب للانسحاب، فيشير جواد في اتصال مع “الجديد” الى ان احد الاسباب هو نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية “إذ جاءت النتائج حاملة تقدما لمحور المقاومة وهذا رصيد يضاف الى التقدم السياسي والمياداني، وانطلاقا من هذه النقطة قرر منح هذه الهدية للسعودية واسرائيل”.
المستهدف الثاني من الانسحاب هو اوروبا “الاوروبيون يستفيدون اقتصاديا من الاتفاق النووي مع ايران وشركاتهم بدأت بالعمل داخل ايران. هذه الخطوة أتت لتقول لهم أن لا تمايز في المحور الغربي وجميعكم سيكون تحت المظلة الاميركية”. لذلك نرى ان الدول الاوروبية متمسكة بالاتفاق.
ايران ستتعامل مع الانسحاب الاميركي بهدوء وهي تترك المجال الآن للجهود الأوروبية والصينية والروسية لحث اميركا على التراجع عن قرارها، لكنها ستخرج تدريجيا من الاتفاق في حال لم تتمكن الدول الاوروبية من اقناع الولايات المتحدة.
بعد وقت قصير من كلمة ترامب، أعلنت وكالة “سانا” عن استهداف العدو الإسرائيلي لنقاط في ريف دمشق. ما يمكن قراءته على انه مسعى اسرائيلي لاختبار حدود رد الفعل الايراني ومداه، إذ كان قد سبق استهداف امس، عدوان آخر نفذه العدو الاسرائيلي على سوريا مستهدفا مستشارين عسكريين ايرانيين.
الرد الايراني حتمي على ما يقوم به العدو الاسرائيلي، يؤكد جواد، خاتما “لكن لن يكون الرد عشوائياً، وليس بالتوقيت الاسرائيلي – الاميركي. هم يريدون توريط المحور في حرب في الوقت الذي يحقق خلاله المحور تقدما في سوريا، عندما تنتهي المعركة مع الارهاب او تشارف على الانتهاء ستكون المواجهة حتمية بين ايران واسرائيل”.
هند الملاح
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2wnBKkI
via IFTTT
0 comments: