Tuesday, May 15, 2018

أيّام “الرومانسية” ولّت: خلاف روسي – إيراني كبير.. والأسد يتلاعب ببوتين!

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أنّ تحالف الكرملين العسكري مع طهران بدأ يعاني من تصدعات بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت القوات الإيرانية في سوريا، محذرةً من أنّ هذا الواقع يختبر حدود العلاقة الروسية-الإيرانية.

ورأت الصحيفة أنّ التباين بين المصالح الروسية والإيرانية تجلّى بعدما استعاد الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على أغلبية الأراضي السورية، ناقلةً عن محللين روس قولهم، إنّ موسكو تبدي قلقاً متزايداً من مساعي إيران استخدام سوريا كمنصة لتهديد إسرائيل، على وجه التحديد، وتعزيز قوتها في لبنان والأردن والأراضي الفلسطينية.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنّ التوترات الحالية بين روسيا وإيران لا تهدد العلاقات الأوسع نطاقاً القائمة بينهما في مناطق عدة، منها أفغانستان وآسيا الوسطى ومنطقة قزوين من جهة، وتأكيدهم حرص روسيا على العمل بشكل وثيق أكثر مع إيران في مجال النفط ورغبتها في تعزيز وجودها في العراق، حيث تتمتع طهران بنفوذ قوي، من جهة ثانية.

بدورها، أوضحت دينا اسفاندياري، الباحثة المتخصصة في الشأن الايراني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أنّ “إيران شعرت بالسعادة بأن يكون لها شريك مثل روسيا دعمها خلال فترة العقوبات”، مستدركةً بأنّ طهران “تدرك أنّ هذه العلاقة براغماتية” وأنّ موسكو “ليست حليفة ستقف إلى جانبها في السراء والضراء”.

وفيما نقلت الصحيفة عن محللين اعتبارهم أنّ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي والاتجاه الأميركي إلى التقرّب من إسرائيل في الوقت نفسه زاد المخاطر بالنسبة إلى إيران وحشرها في الزواية، لفتت إلى قول الديبلوماسي الروسي نيكولاي كوزانوف بأن “روسيا تودّ أن ينحسر نفوذ إيران في سوريا، لا سيّما أنّ وجهات نظرهما بشأن مرحلة ما بعد النزاع في سوريا مختلفتان كلياً”.

وفي هذا الإطار، كشفت الصحيفة أنّ روسيا ترى الوجود الإيراني المتنامي بالقرب من “الحدود الإسرائيلية” بمثابة مشكلة، إذ سعت إلى استخدام نفوذها المحدود على إيران لتلبية المطالب الإسرائيلية ناهيك عن أنّها حذّرت طهران من أنّها لن توفّر غطاء جوياً للجيش السوري أو المقاتلين الذين تدعمهم في جنوب غربي سوريا.

توازياً، أكّدت الصحيفة أنّ إيران وروسيا تختلفان بشأن تقاسم مكاسب الحرب السورية، إذ تبيّن أنّ حقوق مساعدة الحكومة السورية على تطوير منجم فوسفات بالقرب من تدمر، مُنحت إلى موسكو، بعد مرور أشهر على اعتقاد شركة إيرانية أنّ الاتفاق “من نصيبها”.

من جهته، رأى ديبلوماسي أوروبي يعمل على الملف السوري أنّ الأسد تلاعب بالانقسامات بين إيران وروسيا، وقال: “تجيد دمشق التلاعب بروسيا في وجه طهران، والقول حسناً ربما سنعتمد أكثر على إيران”.

ختاماً، خلصت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم تكتيكاً يقضي بالانتظار والتفرّج، ناقلةً عن الخبير الجيوسياسي الروسي فيودور لوكيانوف، قوله: “في ما يتعلق ببوتين، فإنّه يعتبر أنّه يمكن لإسرائيل وإيران مواصلة قتالهما شرط ألا تتعدى عملياتهما حدوداً معينة”.

(ترجمة “لبنان 24” – WSJ)

ترجمة فاطمة معطي

 



from ترجمات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2rJLSib
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل