Friday, May 11, 2018

لماذا تأخرت إيران في الرد على إسرائيل؟

تدخل المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة، مع تزامن الضربات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا وانسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي والهجوم الصاروخي الإيراني على قواعد الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة.

فهل تدخل الجبهة السورية مرحلة “اللبننة” قياساً لما جرى في جنوب لبنان، وصولاً إلى ترسيخ قواعد اشتباك وأوراق قوة بيد الجيش السوري وحلفائه؟

لقد وضعت “إسرائيل” محددات عدة لإعادة الوضع إلى ما كان عليه ووقف نشاطها العسكري في السماء السورية وهي:

1- الاعتراف بمصالحها الأمنية والاستراتيجية في سوريا.

2- حظر تثبيت الوجود الإيراني في سوريا.

3- أي تحدٍ إيراني قد يؤدي الى عمل ضد الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه.

4- الاستمرار بحملة دبلوماسية تضيء على دور إيران “السلبي” في سوريا ولبنان.

5-العمل على الاستفادة من وجود ترامب على رأس الادارة الاميركية فهو يمثل فرصة تاريخية لإسرائيل قد لا تتكرر.

خلص تقرير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في شباط الماضي إلى أنه يُتوقع أن تستمر إسرائيل في الاعتداء على الأراضي السورية وفق الخطوط الحمراء التي وضعتها وطورتها، غير أنه لا يُتوقع أن تقدم على شن حرب شاملة على الوجود الإيراني في سوريا، إلا في حال حصول تغير جذري في المعطيات القائمة.

وترجح مصادر مطلعة على الموقف الإيراني لـ”لبنان 24″ أن تتكرر الاشتباكات في سوريا خلال الأسابيع المقبلة لكنها ستبقى محصورة داخل الأراضي السورية، ولن تصل إلى لبنان أو إيران.

وتملك طهران إصراراً على الرد، وكانت تنوي تنفيذ ذلك في الاسابيع الماضية رداً على هجمات إسرائيلية شنت في وقت سابق، لكنها تمهلت كي لا تعطي الرئيس الأميركي ذريعة للخروج من الاتفاق النووي الإيراني. فلو حصلت الضربة على هضبة الجولان قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق، لكان ترامب ادعى أن قرار إدارته جاء بمثابة التصدي للتصرفات الايرانية، تقول المصادر نفسها.

ردت الجمهورية الإسلامية أمس بطريقة غير مباشرة، في خطوة، وصفتها المصادر، بالمتوقعة. فعدم الرد سيضر بنفوذها في المنطقة على أساس أنها تلعب أدواراً مهمة في الاقليم وحاضرة بقوة في سوريا وتعتبر نفسها دولة كبرى وتريد أن تحافظ على هيبتها.

لم تتبن إيران بشكل رسمي الهجوم الصاروخي على هضبة الجولان، في المقابل أعلنت الحكومة السورية مسؤوليتها، لكن القاصي والداني يدرك التنسيق الايراني – السوري. وعلى هذا الاساس تجزم المصادر أن الرد نفذته إيران وليس سوريا. وتغمز من قناة الصورة التي انتشرت على الموقع الإعلامي لقائد فيلق القدس قاسم سليماني بعد ساعات من الهجوم، علماً أن هذه الصفحة على الانستغرام غير رسمية لكن لطالما كانت محط متابعة من المراقبين.

لقد هدفت إيران من الرد، بحسب المصادر نفسها، لتأكيد أمرين:

1- أنها باقية في سوريا بشكل رسمي بطلب من الحكومة السورية ومستمرة بدعم الجيش السوري ضد الإرهاب وأنها موجودة في الجنوب وقريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة.

ما تقدم يقلق إسرائيل خاصة في ضوء ما يحكى عن إرادة إيرانية بإنشاء مواقع عسكرية واستراتيجية في دمشق بالتنسيق مع سوريا، فضلاً عن أن “اسرائيل” تتخوف من تكرار تجربة حزب الله في سوريا بمعنى أن تنشأ في سوريا منظمات غير رسمية على غرار حزب الله والحشد الشعبي.

2- الاستفادة من الرد في المفاوضات التي ستعقد الإثنين المقبل بين وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف ووزراء خارجية الدول الأوروبية المعنية بالاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا والمانيا)، لا سيما أن الاتحاد الأوروبي يسعى لإيجاد حل وسط لما ارتكبه ترامب من خطأ.

وعليه، تتوقع طهران أن تعقد أكثر من جولة مفاوضات بين ظريف ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والمانيا، وبين وزراء خارجية هذه الدول الثلاث ووزير الخارجية الأميركي خاصة أن ترامب يريد توقيع صيغة جديدة للاتفاق.

في السابق كانت طهران تعتبر أن خروج دولة واحدة من “تفاهم جنيف” يعني انهياره، بيد أنها اليوم ترى بالانسحاب الأميركي انسحاباً من جانب واحد فقط. وسط هذا المشهد، ستبقى طهران ملتزمة ببنود الاتفاق الموقع مع الدول الأوروبية التي ستعطيها ضمانات حيال عدم تنفيذ واشنطن العقوبات. فبداية تنفيذ العقوبات يعني أن الاتفاق انتهى.

لا شك أن الدول الأوروبية في مأزق وتريد مخرجاً. من جهة تدرك أن الاتفاق، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حقق أهدافه وطهران التزمت بتعهداتها. ومن جهة أخرى، تعي جيداً أن أي تعامل أوروبي مع طهران سيقابل بضغط أميركي على البنوك والشركات الأوروبية. فالرئيس الأميركي نبّه إلى أن “كل بلد يساعد إيران في سعيها إلى الأسلحة النووية يمكن أن تفرض عليه الولايات المتحدة أيضا عقوبات شديدة”.
لا تبدي المصادر تفاؤلاً حيال التطورات الاخيرة، لكنها تعتقد أن إيران تراهن على انعدام الضغط الدولي الموحد ضدها لترتيب أوضاعها الاقتصادية في ضوء الخلافات الأميركية – الروسية والأميركية – الاوروبية، لا سيما أن قرار ترامب برفع أسعار النفط سيؤدي إلى انخفاض في صادرات إيران.

لقد خرجت في الآونة الأخيرة أصوات تعبر عن رأي عدد من التيارات السياسية الإيرانية لتقول إن تجربة توقيع الاتفاق النووي ليست ناجحة، وبالتالي لن تعقد أية جولة مفاوضات حول سياسات ايران في المنطقة قبل تنفيذ التعهدات الأميركية حيال الملف النووي. وبالتالي لن تفتح أية قناة اتصال بشأن القضايا الخلافية قبل اتضاح المشهد النووي كقضية منفصلة عن البرنامج الصاروخي البالستي.

 

هتاف دهام خاص “لبنان 24



from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2G4PwbG
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل