رأت مجلة “ناشونال انترست” الأميركية أنّ السلام في سوريا يمكن أن يتحقق إذا ما تعاونت الولايات المتحدة الأميركية والدول الأخرى المتدخلة في الشأن السوري مع الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في ضوء نجاحه في “تعزيز قبضته على أغلبية الأراضي السورية” إذ بات اليوم مسيطراً على المدن الكبرى، وتصريح السفير الأميركي السابق لدى الاتحاد الأوروبي، جيمس دوبينز، القائل “أي سلام يتم التوصل إليه في سوريا أفضل من الحرب الدائرة”.
ودعت المجلة، الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلدان المتدخلة في الشأن السوري إلى العمل بشكل أساسي من أجل وضع حد لمعاناة السوريين، وهذا يعني “قطع الدعم عن أغلبية مقاتلي المعارضة في سوريا والعمل، وربما توفير الدعم المباشر، للأسد وحلفائه الخارجيين”.
في المقابل، حذّرت المجلة من أنّ هذا التبدل في السياسة ينطوي على مخاطرة، فيمكن للجيش السوري، ما إن يتم التوصل إلى ما يشبه السلام، أن يباشر في قتل أعدائه السابقين، مرجحةً إمكانية التعامل مع هذا الخطر، بشكل فاعل، إذا كانت الولايات المتحدة وغيرها من المتدخلين في الشأن السوري من بين المتعاونين مع الأسد.
ولفتت المجلة إلى أنّ البلاد ستقسم عملياً، حيث ستوصل مجموعات معارضة، ابتداء من الأكراد المدعومين أميركياً وصولاً إلى عناصر “داعش” السيطرة على جيوب من البلاد، مشيرةً إلى أنّه سيكون حاجة إلى السيطرة على ما تبقى من “داعش”.
وتوقعت المجلة أن يظل هذا الوضع سائداً لسنوات في الوقت الذي يتم فيه بذل جهود للتفاوض على تسويات صعبة، مرجحةً أنّ تنعم أجزاء كبرى من البلاد بالسلام، وبالتالي عودة عدد كبير من اللاجئين إلى سوريا ومساعدتهم على إعادة إعمارها.
في هذا السياق، كشفت المجلة أنّ نسبة كبيرة من السوريين تفضل البقاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، مؤكدةً أنّ ثلثي المدنيين الذين خرجوا من حلب طلبوا الاستقرار في مناطق حكومية، وناقلةً عن بروفيسور في المدينة يعارض النظام، تقديره فوز الأسد في الانتخابات بنسبة تتخطى الـ 70% من الأصوات إذا ما أجريت اليوم.
إلى ذلك، ذكّرت المجلة بتصريح المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، غراهام فولر، الذي أدلاه في 2014، حين قال: “على الرغم من أنّ الأسد بعيد كل البعد عن الحاكم المثالي، يتمتع بالمنطق وأدار دولة عاملة لفترة طويلة” وبالكاد يمثل تهديداً للولايات المتحدة.
وفيما نقلت المجلة عن فولر تأكيده أنّ الوقت قد حان “للعض على الجرح والاعتراف بالفشل والسماح، إن لم يكن مساعدة- الأسد في وضع حد للحرب الأهلية الدائرة في سوريا بشكل سريع”، خلصت إلى أنّ الوقت قد حان للتعامل الولايات المتحدة مع الأسد.
(ترجمة “لبنان 24” – National Interest)
from ترجمات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2Iw796j
via IFTTT
0 comments: