Saturday, May 26, 2018

يوم المقاومة والتحرير .. ماذا بعد 18 عاما ؟

 

أيام الإنتصار، أذكرها بتفاصيلها .. الصرخات .. القبضات .. الزغاريد .. دموع الفرح .. تحرير القرى وتحرير معتقل الخيام وما يحمل من رمزية للاحتلال الذي كاد ان يصبح امرا واقعا ومسألة محسومة بمرور الزمن لولا صرخة حق وقيامة للجراح المخنوقة منذ عهود المؤتمرات والوعود والتكاذب والاسفنة على الطريقة المهرتزلة والمبلفرة (نسبة الى هرتزل وبلفور) …
اذكر ضحكات الاطفال في الازقة والسهول و”سوالف” الشرفات بين الجارات, وابتسامات عميقة على وجوه العجائز .. تذهب بك بعيدا في التاريخ لتتذكر كل ازمنة العز والنصر والتي تكررت في هذا الزمكان المقدس.

اما وقد تحقق حلم التحرر وانكسر الجليد الانهزامي، فقد اختصر هذا الحلم كل احلام العرب وغير العرب ممن فهموا معنى الانسان ككائن حر له كرامة لا مجال للتفاوض عليها فهي اصل جوهري في تكوينه ووجوده، فلا لأحد الحق في سلبها وانتهاكها ولا ذريعة دينية او وضعية قادرة على منح احد هذا الحق.

وبعد ١٨ ربيعا على هذا الانتصار يفترض بالامم المحققة لمثل هذا النصر ان تستفيد منه لتحقيق اكبر مكاسب وفي كل الاتجاهات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه نتيجة لا بد ان تكون منطقية والا فمن نافل القول ومع اعتذاري فإن الاحمق فقط من يضيع هكذا فرصة، نعم الاحمق حيث لم اجد تعبيرا اقوى او اني اثرت عدم الخوض في بعض المصطلحات القاسية.

ولكن وفي مقاربة موضوعية لما هو كائن الان فأننا نسجل الملاحظات التالية:

١. فعلى المستوى السياسي، فلا زلنا نحاول اقناع فرقاء سياسيين خصوم بأهمية المعادلة الذهبية ولا زالت حروب داحس والغبراء السياسية على اشدها خصوصا في ازمنة الانتخابات الرخيصة. هذا ان لم يتحفك حليف برؤى استراتيجية بهلوانية ميكافيللية تستجدي رضا من هنا او هناك .. وما زالت التبعية السياسية و”الروموت كونترول” سيدا الموقف.

٢. اقتصاديا تراجعت اوضاع البلد ووصلت قيمة الدين العام الى ٨٠ مليار (وهذا المعلن) ، وما يصدمني هو لامبالاة الطبقة الحاكمة والمحكومة حيال هذا الرقم المرعب ، بلد على حافة الافلاس والهاوية ولا يمنع وقوعه الا بعض الاموال غير المنظورة والتي تدخل الى لبنان بغير الطرق التقليدية لدخول الاموال .. ومن جهة اخرى ترزح ثروات هذا البلد كالنفط مثلا بين مطرقة الصهيونية وسندان الماسونية المتخفية وراء اطقم وربطات عنق شخصيات سياسية مؤثرة تمنع وتؤخر الاستفادة من هذا الكنز المدفون والذي تسرقه اسرائيل بهدوء ….

٣. اجتماعيا ما زال الخلاف على الانتماءات وتعددها ، وتسمع شعارات براقة حول نهائية الموطن وغيرها مما يسكر ويسحر ولكن ما زلنا نتهم بعضنا ونخون بعضنا لاجل الخارج في وضعية ضائعة ضبابية لا تميز بين الدول بل تصفق لمن يقدم بالعملة الخضراء وبقيمة اكبر ..

٤. اما على الصعيد التربوي التعليمي ففي لبنان ترى العجائب، في منطقة ما تشعر بأنك في باريس او واشنطن ولن اقول اكثر .. وفي منطقة اخرى ترى نفسك في مشرق عربي يحاول استرجاع ذاته فلا يقدر ويضيع في متاهة النظريات ولم يجد حتى الان اللباس المناسب له ..
هذا غيض من فيض يا بلدي، فلا بتسع المقام للدخول في كثير من التفاصيل.
انه لبنان بعد ١٨ سنة من يوم التحرير .. لم يتغير فيه شيء ملحوظ حتى الوجوه هي هي …..
فهل يمكن ان نرى في المدى المنظور محاولة تغيير انقاذية خصوصا بعد تكفل سيد التحرير بهذا الامر .. لم نعلم منه الا الوفاء بالوعود ولكننا نقول له ان هذه المعركة ليست بأقل من االمعارك السابقة .. انها معركة تحتاج الى اسلحة مختلفة وجيشا مختلفا وصبرا وجهودا مختلفة، وهي بالتأكيد اقوى واشد وامر ، فالمقاومة في وجه العدو الخارجي اسهل بكثير من وحش الفساد المتعدد الارتباطات بدءا من الماسونية وليس انتهاءا بالشخصانية.
وفي الختام لا يسعني القول الا كل عام وانتم بخير وحمى الله لبنان من كل شر والسلام.

علي رباح .. باحث سياسي

 



from بانوراما – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2KVygIF
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل