Friday, April 20, 2018

سلطة الوزراء المرشحين مربكة.. أين الحَكم من تدخلاتها؟

أيام قليلة تفصل عن تاريخ 6 أيار موعد إجراء الانتخابات النيابية، لكن التعقيدات والمطبات والغوامض والشكوك والإرباكات لا تزال تلف الاستحقاق من كل جوانبه، والحديث هنا ليس عن ترشح أكثر من نصف الحكومة وانغماسهم في تسخير الدولة في حملاتهم الانتخابية بشكل يتجاوز اي منطق أو فهم، بل عن الارباك الذي تعكسه ممارسات أهل الحكم، بحق بعضهم من حهة، وبحق بقية الأطراف السياسية من جهة ثانية.

فالسلطة، أو بعض قواها، كما هو واضح، تمارس مختلف أنواع الضغوط والوسائل لمنع تكبير أحجام انتخابية لبعض الجهات أو الخروج بالانتخابات على نحو يخدم أهدافها المستقبلية. ثمة “حرب إلغاء” تمارس ضد المنافسين بهدف إلغائهم أو شطبهم من المعادلة. والسؤال هو الهدف من طرح هذه الملفات بصرف النظر عن تجاوزات السلطة ضد من تعتبرهم منافسين لها أو أنها غير مستعدة بشكل كاف لمواكبة الاستحقاق الدستوري؟

ماذا يعني طرح موضوع تعيين مجلس دستوري جديد في غير أوانه، وما الهدف من تمرير المادة 49 في قانون الموازنة التي تجيز منح إقامةٍ دائمة لكلّ عربي يشتري شقّة سكنية في لبنان ثم الاشتباك حولها، ولماذا الارباك والتذاكي في موضوع تصويت المغتربين وجعله ملفاً خلافياً بدل أن يكون ملفاً اصلاحياً بامتياز، وبمناسبة الحديث عن الاصلاحات، لماذا التهميش المتعمد لهيئة الاشراف على الانتخابات، وتحويلها إلى هيكل شكلي لا سلطات فعلية له، وقبل كل ذلك ومعه وبعده.. لماذا الإمعان في الخوض بملف بواخر الكهرباء على عجل بالرغم من كل الفضائح والسمسرات والصفقات التي تشوبه؟

يضاف إلى ذلك، بعض السقطات الأخلاقية لبعض العاملين بالشأن السياسي ظناً منهم أنهم يدعمون هذا أو يؤثرون بالرأي العام ضد ذاك، فيندفعون للخوض في حملات التجريح الشخصي والتخوين والشتم مع علمهم أن ذلك يعكس إفلاساً أخلاقياً قبل أن يكون إفلاساً انتخابياً!!

أمس، رفع الرئيس نجيب ميقاتي صوته منبهاً ومحذراً من الضغوطات والتدخلات الامنية والادارية والقضائية التي تجري من قبل السلطة على الناخبين، وخاطب “سيد العهد” الرئيس ميشال عون لمتابعة ما يحصل من تدخلات أمنية وقضائية وإدارية، ومطالباً بالمساواة، وبأن يكون عهد الإصلاح اسماً على مسمى.

الحق يقال، بعيداً عن السجالات السياسية، قد يكون أهم ما أدخله الطائف من تعديلات على صيغة النظام جعل مقام رئاسة الجمهورية فوق الخصومات والاصطفافات والانحيازات، وتكريسه حكماً بين الجميع، بحيث تتوجه إليه الأنظار في لحظات التأزم وفي مواجهة تعسف السلطة أو انحيازها بوصفه أباً وراعياً وحكماً.

العين على موقف لرئيس الجمهورية، أما الفيصل ففي صوت الناخب الحرّ المتعالي عن كل الإغراءات، والمواجه لكل الضغوط.. وفي صناديق الاقتراع يوم 6 أيار الخبر اليقين.



from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2HSsQy5
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل