كتبت روبن رايت في مجلة “نيويوركر” الأميركية أن الاتفاق النووي الإيراني يقترب من هاوية ديبلوماسية. ففي 12 أيار سيقرر الرئيس دونالد ترامب ما إذا كان سيرمي به في الهاوية، بعدما قال لشبكة “فوكس نيوز” عام 2017 “إنه الاتفاق الأسوأ الذي رأيته. إنه اتفاق ما كان يجب التفاوض في شأنه”.
وتعتبر الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا، أطرافاً متساوية في الاتفاق الذي صادق عليه مجلس الأمن بالإجماع، وكذلك فعلت الدول الـ28 الأعضاء في الإتحاد الأوروبي. لكن الولايات المتحدة كانت الصوت الحاسم خلال عامين من الديبلوماسية التي انتهت بإبرام الاتفاق عام 2015، وستكون حاسمة بالنسبة لمصيره الآن.
تعطيل التعامل الاقتصادي مع إيران
وأضافت أنّ ترامب قادر على قتل الاتفاق إذا قرر عدم تطبيق الإلتزامات الأميركية، وتحديداً الاستمرار في تعليق العقوبات، التي رفعت في مقابل التزام إيران الحد من برنامجها النووي المثير للجدل. وفي امكان الرئيس الإنسحاب كلياً من الاتفاق ككل، حتى لو بقيت الدول الخمس الأخرى متمسكة به. من الواضح إن إدارته تتصرف على أساس أن إيران ستبقى ملتزمة بالاتفاق مهما فعلت الولايات المتحدة. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أبلغ رايت عكس ذلك، إذ قال: “في حال قرروا قتل الاتفاق، يمكنهم اتخاذ مثل هذا الخيار، إلا أنه يتعين عليهم مواجهة العواقب.. من الخطير أن تكون متغطرساُ، من الخطير جداً”. وذكّر أنه منذ 15 شهراً يحاول ترامب تخريب الاتفاق من طريق تعطيل التعامل الاقتصادي مع إيران.
ظريف عازم على إنقاذ الاتفاق
وأوضحت روبن رايت أن ظريف، الذي أكمل أطروحته للدكتوراه في مدرسة جوزيف كوربل للدراسات الدولية في جامعة دنفر، زار نيويورك لمدة ستة أيام. ومن الناحية التقنية، كان في الأمم المتحدة في مهمة عمل، لكنه تحدث في الوقت عينه إلى أعضاء في الكونغرس وموظفين في وزارة الخارجية الأميركية والإعلام. وقد التقته روبن ثلاث مرات، وقالت إنه عازم على إنقاذ الاتفاق.
3 خيارات
ونقلت عن ظريف أن لدى طهران خيارات واسعة إذا قرر ترامب الخروج من الاتفاق. والخيار الأول يتمثل في احتمال الانسحاب من الاتفاق واستئناف –وحتى زيادة- تخصيب اليورانيوم، الذي ينتج الوقود المستخدم في انتاج السلاح النووي. وعلى رغم احتياطاتها الواسعة، فإن إيران حريصة على استخدام الطاقة النووية، التي يمكن أن تشكل تنويعاً في مصادر الطاقة وتسريع تطوير التنمية. وقال ظريف إن “أميركا يجب ألا تخاف من أن أيران قد تذهب إلى انتاج قنبلة نووية”.
والخيار الثاني هو أن تذهب إيران إلى استغلال آلية للنزاع واردة في الاتفاق، تسمح لأي طرف بالتقدم بشكوى رسمية إلى لجنة للنظر في الانتهاكات. وكشف ظريف أن طهران تقدمت حتى الآن بـ11 شكوى إلى رئيسة اللجنة فيديريكا موغيريني التي تتولى منصب الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.
وقالت إن الخيار الثالث هو الأكثر جذرية ويتمثل في انسحاب إيران من معاهدة حظر الأسلحة النووية. وفي طهران لا يزال الجدل مستمراً حول أي الخيارات يجب اعتمادها في حال انسحب ترامب من الاتفاق.
(نيويوركر – 24)
from اخبار دولية – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2HKVNhD
via IFTTT
0 comments: