لا ريب أن المستجدات الاخيرة في سوريا المتصلة بالضربة العسكرية الاميركية على مركز البحوث العلمية وقواعد ومقرات عسكرية في دمشق ومستودعات للجيش، والقصف الاسرائيلي على مطار التيفور، زادت من حدة مخاوف المراقبين من ان تكون المنطقة مقبلة على سيناريوهات مختلفة لن ينجو منها أحد.
ويتحدث مصدر مطلع على الموقف الغربي لـ”لبنان 24″ عن خطين مرتبطين في سورية وفي الوقت نفسه مستقلين.
الخط الاول يرتكز على مواجهة غربية – روسية على الارض السورية تحت عنوان المصالح الاستراتيجية والاقتصادية المتصلة بالدولة السورية ومعارضة الغرب للنظام والتدخل عندما تقتضي الحاجة، كحال الحملة الجوية الأميركية – الفرنسية – البريطانية رداً على ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
وبحسب المصدر، فإن مواجهة واشنطن – موسكو لا تهتم بتعاظم النفوذ في سورية، ما دام هذا الوجود لا يمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة، بخاصة أنه لم يتعرض لوجود الأكراد في شرق الفرات وغربه ولم يهدد الوجود التركي في شمال سورية. فالايرانيون، وفق المصدر نفسه، تصرفوا مع هاتين المسألتين ببرودة شديدة. فطهران التي اعتبرت أن اطلاق الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا 110 صواريخ على مواقع للنظام السوري في محيطَي دمشق وحمص يمثل تهديدا لسيادة سورية، لم تتوقف عند الاتفاقات الروسية مع بعض القوى المسلحة في دمشق والوجود العسكري التركي في شمال سورية.
الخط الثاني وهو الاهم، بحسب المصدر نفسه، ويتمثل باحتمال وقوع مواجهة “إسرائيلية” – ايرانية على الأرض السورية؛ فالجبهة الجنوبية السورية تحولت إلى مسرح لصراع إيراني – “إسرائيلي” في ضوء غياب الدولة السورية عن المناطق الجنوبية كما كان عليه الحال منذ العام 1975 وحتى العام 2011. في حين ان الجبهة الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة ستشهد هدوءاً.
واذا كان العدو “الإسرائيلي” وضع خلال لقاءاته مع الروس والأميركيين 3 خطوط حمر في سورية تتصل بالتواجد الإيراني على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، ونقل الاسلحة المتطورة لحزب الله عبر سورية، والامتداد الجغرافي من طهران الى بيروت، فإن الإدارة الأميركية، بحسب ما يؤكد المصدر لا تضع في سلم اولوياتها هذه الخطوط الحمر، من منطلق أن نفوذ ايران في سورية لا يمثل تهديدا للامن القومي الاميركي وكذلك الحال مع روسيا التي لم تتوقف ملياً عند التواجد الايراني في 5 قواعد عسكرية تتوزع بين العاصمة دمشق وريف حلب ودير الزور وحمص.
وتجدر الإشارة إلى ان روسيا ابدت انزعاجها الشديد من الضربة الاسرائيلية على مطار التيفور، حيث طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي الامتناع عن القيام بعمليات “تزعزع سورية وتهدد أمنها”، في حين أكد نتنياهو لبوتين أن “دولته لن تسمح بتكريس الوجود العسكري الإيراني في سورية”.
ما تقدم، يرجح، كما يرى المصدر نفسه، احتمال وقوع صدام وشيك “إسرائيلي” – ايراني، بمنأى عن المواجهة الروسية – الإيرانية، متوقفا عند تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان “قصف اسرائيل لمطار تيفور مفصل تاريخي يفتح مسارا جديدا في المواجهة، وان على “الإسرائيليين” أن يعرفوا أنهم بقصف مطار تيفور ارتكبوا خطأ تاريخيا وأقدموا على حماقة كبرى وأدخلوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع إيران”.
واذا كانت غارات العدو “الإسرائيلي” على سورية تأتي بمعزل عن ما يسمى “استخدام السلاح الكيماوي”، فإن ما بعد زيارة خبراء بعثة منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى سورية لن يعقبه، بحسب المصدر أية حملة عسكرية غربية، مهما كانت النتائج.
وسط هذا المشهد، فإن الانظار ستتجه بعد نحو اكثر من 3 اسابيع الى طهران (12 ايار)، ويتحدث المصدر عن سيناريو قد يلجأ اليه الرئيس الاميركي، ومفاده إعادة فرض عقوبات على ايران؛ عقوبات كانت قد رفعت بعد توقيع الاتفاق النووي 2015، تمهيدا الى الانسحاب من الاتفاق.
هتاف دهام-خاص “لبنان 24”
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2qIWNbA
via IFTTT
0 comments: