Saturday, March 10, 2018

‎هكذا ستحارب أميركا وأوروبا والسعودية والحريري.. حزب الله

منير الربيع

المصدر : موقع المدن

السبت10/03/2018

إعادة الدعم المالي للحريري وتسوية ملف سعودي أوجيه (خليل حسن)

التقت قناعة أميركية- أوروبية، حول الوضع في لبنان، فهي التي حتّمت اصلاح العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والمملكة العربية السعودية. عملت المساعي الغربية على طيّ صفحة استقالة الحريري، ردّ اعتباره، وإعادة دعمه للانتخابات النيابية لتكريسه مجدداً الزعيم السني الأقوى، والساعي إلى تعزيز عمل المؤسسات. التوصل إلى هذه القناعة، يأتي بعد تقديرات أميركية- أوروبية بأنه لا يمكن مواجهة إيران في لبنان، ولا مواجهة حزب الله فيه. القوى اللبنانية المعارضة للحزب، عاجزة عن خوض أي مواجهة، تؤدي إلى تسجيل النقاط على حساب الحزب. وأكثر، فإن الحزب بنظر هذه الدول هو صاحب القرار الاستراتيجي في لبنان. وهذا أمر غير قابل للشك في المرحلة الحالية.

لا داعي للعودة إلى الأسباب التفصيلية التي جعلت الحزب على القوة التي وصل إليها. هناك تفاوت في المقاربات بين السعودية وإيران. تخلّت السعودية عن لبنان منذ العام 2009، فيما إيران ركّزت وجودها فيه وعززت من دعمها لحلفائها. مع إندلاع الثورة السورية، راهنت السعودية عليها على قاعدة أن من يسيطر على سوريا، يسيطر على لبنان، فيما كان الرهان الإيراني، على من يسيطر على لبنان قادر على السيطرة على سوريا. ربح الرهان الإيراني، وأصبح حزب الله لاعباً أساسياً على الساحتين.

محاولة قلب الطاولة من خلال استقالة الحريري من الرياض، باءت بالفشل. هناك قناعة أميركية- أوروبية، بأنه لا يمكن مواجهة إيران وحزب الله، بتصعيد المواقف في لبنان. قد تقود هذه الخلاصة إلى رأي سياسي يرى أن المجتمع الدولي أراد تسليم البلد والمنطقة لإيران وحزب الله، بالإرتكاز إلى قوة الطرفين، وعدم مواجهتهما إقليمياً ودولياً، لا سيما أن الأصوات داخل الكونغرس الأميركي، تتحدث عن وجوب التعاطي مع أمر واقع، وبأنه لا يمكن مواجهة حزب الله في لبنان اليوم، بل كان يجب مواجهة إيران في سياسته الشرق أوسطية، قبل سنوات، والآن القطار قد فات.

تسعى واشنطن مع عواصم أوروبية أخرى، لإقناع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية، بوجوب التعاطي بواقعية مع لبنان، ومع قوة حزب الله فيه. هذه المسوغات الجديدة التي سوقها المجتمع الدولي، تقوم على مبدأ أن مواجهة حزب الله يجب أن تحصل على المدى البعيد، وبأيد ناعمة، أي عبر استمرار دعم المؤسسات الرسمية، والأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية. العقوبات لن تنفع، ولا حتّى أي مواجهة عسكرية من جانب إسرائيل. كل هذه ستؤدي إلى تقوية حزب الله، وزيادة تعاضد بيئته حوله. وهناك آراء أميركية تصل إلى خلاصة تفيد بأنه لا بد من دعم المؤسسات الرسمية رغم سيطرة حزب الله عليها. يعني هذا الكلام، تطبيعاً أوروبياً وأميركيا مع حزب الله. وهو يذكّر بموقف سابق أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تعاون بين الحزب ودول تصنّفه إرهابياً.

يؤشر هذا الكلام، إلى خطوات تراجعية كبيرة لدى الأميركيين، الذين يعتبرون أنه لا بد من تجميع القوى المعارضة للحزب، والتي تربطها علاقات بواشنطن أو بالدول المناهضة لإيران. ولكن ذلك لا يهدف إلى الدخول في مشروع مواجهة سياسية جديدة، بل انتظار تغيّر الظروف. وهذا يعني إحالة مجموعة المواجهة أو هذا الصراع على لائحة الانتظار حالياً. مع الاحتفاظ بتقوية العلاقة معهم كزيارة اللواء أشرف ريفي إلى واشنطن، حيث التقى بمسؤولين في الأمن القومي. وربما هذا ما قد يبرر إعادة تجميع القوى المعترضة على أداء حزب الله خلف الحريري، الذي يقود سياسة ناعمة، من خلال الدولة وليس من خلال الاصطفاف السياسي العمودي. وهذا يرتبط أيضاً بعدم دعم السعوديين أفرقاء عارضوا التسوية.

لا تنفصل هذه التوجهات عن إعادة تعزيز وضع الحريري بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية. ويبدو أن السعودية أبدت خلال الزيارة تفهّمها لسياسة الحريري ونهجه، إنسجاماً مع الواقعية السياسية، ورهاناً على أنه لا يمكن مواجهة حزب الله إلا من خلال تقوية مؤسسات الدولة، لتُترك مهمة إضعاف الحزب على الزمان وتطورات المنطقة، وليس من خلال إحداث تغيير في لبنان. وهذا يتجلى في دعم سعودي للحريري وخياراته، والتي يرى من خلالها أنه على المدى البعيد سيحصل هناك اختلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر. بالتالي، فإن إبعاد التيار عن الحزب مستقبلاً، سيؤدي إلى إضعاف الحزب في العديد من أنشطته.

يلتقي هذا الكلام، مع إعادة الدعم المالي للحريري من خلال تسوية ملف سعودي أوجيه ودفع مستحقات الموظفين، بالإضافة إلى سحب السفير السعودي وليد اليعقوب من بيروت، بناء على طلب الحريري، لأنه محسوب على الوزير ثامر السبهان، وإعادة وليد البخاري كقائم بالأعمال على أن يرقى لاحقاً إلى رتبة سفير. هذه الخطوة السعودية، توحي بتغيير في سياسة المملكة، من التصعيد الذي يقوده اليعقوب، إلى التهدئة مع عودة البخاري، صاحب الرؤية الدبلوماسية الناعمة، والمهتم بالأدب والثقافة. وكذلك فمن المتوقع أن يصل وفد وزاري سعودي إلى لبنان في الأيام المقبلة، للقاء المسؤولين وتوجيه دعوات لزيارة المملكة، ولبحث سبل مشاركة المملكة في مؤتمرات الدعم الدولية.

 



from تحقيقات – ملفات – wakalanews.com http://ift.tt/2FINv92
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل