جاءت زيارة محمد بن سلمان الى واشنطن بعنوان زيارة رسمية وفِي توصيف لعلاقة الرياض التاريخية مع الولايات المتحدة التي تشهد افضل العلاقات في هذه الايام على حد وصف الحاكم السعودي ؟ ولعل ابرز ما جاء في هذه الزيارة اللقاء الذي جمع بن سلمان مع ترامب ليس من ناحية البيان الرسمي للقاء والذي ورد فيه عبارات دبلوماسية تمثلت بعبارة بحث العلاقات والاوضاع العامة ومكافحة الاٍرهاب !!
بل في مضمون هذا اللقاء الذي يمكن وصفه بانه تمثل بسداد بن سلمان قسط مالي لترامب لقاء ضريبة دعم الأخير لجنون وجنوح النظام السعودي على كل صعيد في المنطقة ؟ دفع بن سلمان ما جمعه من سجناء فندق الريتز لسيد البيت الأبيض مبلغ ٢٠٠ مليار $ بالتمام والكمال وحصل على إيصال بذلك يقر بخلق ٤ ملايين فرص عمل للمواطنين الأمريكيين يقابله تقلص مدخول ٦ ملايين مواطن سعودي وعجز ومديونية بخزينة الدولة السعودية بلغ ١٠٠٠ مليار $ ؟ كمان ان هذا الإيصال ارفق بجائزة ترضية عبارة عن وعود ترامبية بضرب أهداف عسكرية وحيوية للنظام السوري والضغط بشكل اكبر على تعديل الاتفاق النووي مع طهران فضلا عن بحث خيار العمل العسكري ضد ايران ؟ وممارسة ضغوط وشروط على قطر لإعادتها الى الحضن السعودي ومع هذه الجوائز الكلامية حصل بن سلمان على ترضية إضافية تمثلت باقالة تليرسن من وزارة الخارجية على اعتباره عقبة لدى الرياض فيما خَص الملف القطري والاتفاق النووي الإيراني !!!؟
وعليه غادر بن سلمان واشنطن واهما نفسه بتحقيق مكاسب كبرى تساوي دفع بلاده على مراحل مبلغ الف مليار $ دون ان يشعر نفسه بتعرضه لعملية نصب مالي من قبل ترامب لا يقابلها سوى نصب كلامي ووعود واهية في ظل تخبط إدارة الرئيس الامريكي داخليا وخارجيا وازدياد ملحوظ بفشله وتوسع حالة الاعتراض والمعارضة لشخصه وحكمه داخليا وخارجيا ..
لعل بن سلمان يغفل او تغافل ذلك بفعل انشغاله بأهداف استراتجية لديه تتمثل بتوليه العرش في بلاده بدعم امريكي مطلق وثانيا لتحقيق صفقة القرن مع واشنطن التي رهن كل شيء لديه بنجاحها خصوصا حلمه بإقامة مدينة نيوم الاقتصادية على البحر الأحمر ..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه امام بن سلمان ومن يقف خلفه هو كيف يمكن له تحقيق هذا الحلم الذي تبلغ كلفة تحقيقه بين ٥٠٠ و١٥٠٠ مليار دولار في ظل إنهاك خزينة دولته بدفع مئات المليارات بشكل دوري لإدارة ترامب ؟ وفِي ظل دفع ما يقارب شهريا ١٠٠ مليار$ كلفة حروب نظامه في المنطقة واليمن والتي تتعرض لفشل تلو الاخر!! وكيف لكل هذا العجز المادي والمعنوي لدى بن سلمان ان يسعى ايضا لدفع اسرائيل لشن حرب على حزب الله يتبنى كلفتها التي تصل الى ١٠٠ مليار $ ونسبة تحقيق أهدافها لا تتجاوز ٥ ٪ وفق رؤية تل ابيب ؟ وكيف ايضا سيتحمل تسديد تكلفة ضربات عسكرية يسعى لحصولها ضد دمشق وطهران والتي تقدر ب ٥٠٠ مليار $ هذا فضلا عن انها اذا ما حصلت ستضرب أسعار النفط عالميا حيث متوقع ان تخسر الرياض من جرائها ما يقارب ٤ الاف مليار $ ؟!! فضلا عن فشل هذه الضربات مسبقا بتحقيق هدفها اذا ما حصلت ؟!
كيف يمكن لبن سلمان تغافل كل ذلك والجنوح والجموح بكل شيء لتحقيق أهداف واهمة وراهنة لا تلقى سوى دعم امريكي وهمي يحلب النظام السعودي حتى اخر رمق ومن ثم يطلق عليه رصاصة الرحمة مرفقة بعبارة ” I’m soryy game over baby ” كيف لبن سلمان وصوله الى عدم الإدراك الى هذا الحد ؟ وكيف يقامر بدفع مبلغ يفوق ١٠ الاف مليار $ لبناء مدينة اقتصادية استثمارية تحوم فوق ارضها صواريخ باليستية من كل حدب وصوب ؟! ومنطقة مشتعلة بالنار والبارود تلفها من كل الجهات ؟ وداخل سعودي ملتهب أشبه بالجمر تحت الرماد ؟!
كيف يمكن تبرير او توصيف جنون بن سلمان المتصاعد ؟ فهل هو ياخد موقع تهويلي على شعبه والمنطقة وبالتالي يقوم بعملية نصب واحتيال مادي ومعنوي لمصلحته الشخصية ؟ ومن ثم يرمي نفسه بتهلكة عملية نصب واحتيال يمارسها عليه ترامب وصهره كوشنير ؟ على قاعدة ياعزيزي كلنا لصوص” وعليه يمكن وصف كل ما تقدم بان ترامب وبن. سلمان يلعبون بالصولد الكبير والتصفية العامة والمباراة النهائية التي انتهى وقتها الأصلي والاضافي ؟ وحان موعد ضربات الجزاء فمن يسقط من ومن يغادر اولا…
عباس المعلم – اعلامي لبناني
from بانوراما – شبكة وكالة نيوز http://ift.tt/2ptV9tS
via IFTTT
0 comments: