Sunday, March 25, 2018

في زمن الانتخابات.. “طلعنا أوباش ونص!!”


يشهد لبنان هذه الايام حفلة جنون تتجلّى مظاهرها عبر الحملات الانتخابية، حيث ان تراشق الاتهامات بين المرشحين وانحدار لغة الخطاب الى أدنى المستويات بات يمسّ المجتمع اللبناني على اختلاف انتماءاته، الأمر الذي يشكّل اساءة الى الوطن بأكمله واستهتارا بجميع قياداته ورموزه.

إنه زمن الانتخابات، ومع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي وفي ظلّ الصراع للوصول الى السلطة، تتصاعد وتيرة الخطابات التحريضية وتتكاثر زلّات اللسان، وما بين “البلطجي” و”الأوباش” تتأجج الفِتن، وترتفع حدّة الاستنكارات الشعبية مما يؤدي الى زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن بفعل التصريحات اللامسؤولة التي يطلقها من يُفترض أن يكون حريصاً على الوفاق والتلاقي والتفاهم بين اللبنانيين!

وبالحديث عن الخطابات، فقد انتشر مقطع فيديو لوزير الداخلية نهاد المشنوق يتحدث فيه عن الانتخابات، وفي سياق كلامه وصف أخصامه من المرشحين “بالأوباش” ما أثار حفيظة الشارع اللبناني، لا سيما تلك الفئة التي اعتبرت نفسها معنية بهذا الهجوم، فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بجملة من التغريدات تحت هاشتاغ “نحنا_مواطنين_مش_أوباش” مستنكرة هذا الوصف الذي اعتبرته الأغلبية الشعبية مهيناً، وخصوصا حين يصدر عن مرشّح ومسؤول عن إدارة الانتخابات.

وقد كان لافتاً، أن طالب بعض اللبنانيين الوزير المشنوق بالاعتذار، حيث غردت المراسلة رونا حلبي بالقول: ‏”بتحب تعتذر؟ أو هالمرة كمان اللبنانيين لازم يعتذروا عنّك؟” ⁦‪معتبرة أن الوزير الذي طالب جميع اللبنانيين بالاعتذار منذ ايام ليست بعيدة، يخطىء اليوم بحق هؤلاء دون الأخذ بعين الاعتبار الإهانة التي مست كرامتهم عند وصفهم “بالأوباش”!.

ومن جهته، فقد كان للناقد السياسي نديم قطيش تغريدة خاصة، بدت على شكل هاشتاغ يتيم على موقع تويتر، حيث اعتبر فيها أن من قصدهم “المشنوق” بكلمته هم “اوباش ونص”، وإذا كان “قطيش” يحتكم الى توصيفات معيبة كدليل على الوفاء، فإنه على ما يبدو قد أضاع خارطة الطريق نحو الرضى، وفي بلد الحريات حيث حق التعبير مصان، قد يسقط سهواً في أذهان البعض أن الهجوم على جميع الاتجاهات – “بركي بتصيب”- يضمن حتماً خطوط العودة!.


ومن جهة أخرى، حمّل غالبية المغردين المسؤولية الكبرى لرئيس الجمهورية، متسائلين عن تغاضيه عن ممارسة صلاحياته في ضبط التفلّت الخطابي في الآونة الاخيرة. ولعلّ فخامة الرئيس بات مدركاً تماما أن لا جدوى من التهدئة في هذه المرحلة، او لربّما ظنّ أن التجييش “الشعبوي” من شأنه أن يصبّ في مصلحة رئيس الحكومة سعد الحريري وخصوصا في ظل التفاهم الكبير بين الطرفين!

“الله يمرّقا على خير”، لسان حال اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة، حيث أن الحرب الكلامية من عبارات التشهير والتكذيب والتخوين تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، وربّما بات واضحاً للمراقبين عن كثب، أن ما يحصل في الساحة اللبنانية اليوم ليس الا مهزلة مستفزّة، فما بين نشر الاشاعات والفضائح على “السوشيل ميديا” وبين دعم الاعلام لفريق سياسي معين على حساب آخر وتصريحات المسؤولين المخجلة، تزداد الأمور حساسية وتعقيدا.

مما لا شك فيه إن شدّ العصب الانتخابي ضرورة لا غنى عنها قبيل كل استحقاق في لبنان، الا أن الانجرار الى لغة التحريض الطائفي والمذهبي او محاولة الاستفزاز الشعبي، من شأنه أن يقود البلد نحو فوهة بركان، وعلى الأجهزة المختصة أن تتخذ جميع الاجراءات اللازمة لردع التجاوزات ومحاسبة كل من يسيء استعمال الحرية من خلال ممارسات تمسّ مشاعر المواطنين او المرشحين او تطال رموزا في الدولة إذ أن كثرة “الحرتقات” السياسية والاعلامية قد تنعكس سلباً على مسار الانتخابات، وكذلك فإن شحن اللبنانيين بالأحقاد سيؤدي حتماً الى تصفية الحسابات في صناديق الاقتراع.



from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2I2U8k6
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل