Friday, March 23, 2018

سيف الإسلام يثأر من ساركوزي!

قبل أسبوع من شنّ مقاتلات فرنسية أولى غاراتها ضدّ الجيش الليبي، في آذار 2011، التقى سيف الإسلام، ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مراسلة مجلة “تايم” الأميركية فيفيان والت، داخل جناح فندق في طرابلس، ووجه تحذيراً شديد اللهجة للرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي.

وربطت والت، الحائزة على عدد من الجوائز العالمية، ما قاله لها سيف الإسلام في ذلك اليوم، وما يكرّره اليوم، في اتهامه لساركوزي بتلقي أموال غير مشروعة لدعم حملته الانتخابية.

لعبة قذرة

وتنقل والت عن سيف الإسلام قوله لها في ذلك اللقاء: “لا يستطيع ساركوزي أن يلعب معنا إلى الأبد. هو يمارس لعبة قذرة. ونستطيع أن نقابله بالشيء ذاته”. وتقول كاتبة المقال إنّ العالم فهم، قبل أيّام، ما أشار إليه سيف الإسلام، عندما اعتقل ساركوزي من أجل التحقيق معه بشأن اتهامات بتلقيه ملايين من عملة اليورو، من نظام معمر القذافي، لتمويل حملته الرئاسية، في عام 2007.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، كرّر سيف، وهو الذي يخطط للترشح للرئاسة في ليبيا بعدما أطلق من السجن في العام الماضي، وعده بتقديم أدلّة تثبت أن ساركوزي، والذي كان رئيساً لفرنسا من 2012-2007، تلقى أموالاً غير مشروعة من ليبيا.

أجواء متوترة

وحسب وصف كاتبة المقال، سادت، في ذاك الوقت، أجواء متوترة في طرابلس، حيث كان متمردون يشنون معركة شرسة ضدّ حكم القذافي الذي دام 42 عاماً، وكان رجاله ومسؤولو حكومته محاصربن في المدينة، ويستعدون لضربات جوية يشنها الناتو، وتقضي على ما عرف باسم “ثورة القذافي الخضراء”.

غضب

وتقول والت، عند ذاك الوقت صب نجل القذافي غضبه على ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني في حينه، ديفيد كاميرون، اللذين قادا حملة الناتو لقصف قوات القذافي. وعندما سألت مجلة “تايم” ابن القذافي (وخليفته المؤكد لحكم ليبيا)، عما يعنيه قوله بالنسبة للزعيم الفرنسي، قال: “نستطيع الكشف عن أشياء كثيرة وعن أسرار. وهو يدرك ذلك. ولذا، على الرئيس الفرنسي أن يحسن التصرف، وإلا ستشهد فرنسا فضيحة كبيرة”.

وبحسب كاتبة المقال، لم يرغب سيف الإسلام بالإفصاح عن تفاصيل، وقال: “يكفي اليوم”، وحيث كان مصراً للحديث حول كيف “سيسحق جيش القذافي المتمردين”.

وفي جميع الأحوال، لم يكن ابن القذافي بحاجة للتلميح. إذ في الليلة نفسها التي التقى فيها مراسلة مجلة “تايم”، قال مساعدو القذافي لمراسلي صحف، أنّ الزعيم الليبي ساعد في تمويل حملة ساركوزي الرئاسية لعام 2007.

بعد سبع سنوات

وتلفت والت إلى ما حصل يوم الثلاثاء، بعد سبع سنوات بالتمام على بدء حملة قصف فرنسية ضد طرابلس، مشيراً إلى اعتقال ساركوزي، وسوقه للتحقيق لمدة 14 ساعة داخل مركز قضائي تابع للشرطة الفرنسية، في نانتري، غرب باريس.

وتقول: “وجهت لساركوزي اتهامات بأنه خرق حظراً فرنسياً يمنع تلقي تبرعات من جهات أجنبية لتمويل انتخابات فرنسية”. ويعتبر ساركوزي، 63 عاماً، أحد أشهر ساسة اليمين الفرنسي، وقد نفى جميع تلك الاتهامات، واصفاً إياها بعبارة “تلاعب مفضوح وفج” من قبل خصوم سياسيين.

غموض

وحسب والت، ليس معلوماً بعد سبب سعي القذافي لدعم حملة ساركوزي. لكن سيف الإسلام قدم لمحطة “يورو نيوز” تفسيراً وحيداً، في عام 2011، قائلاً: “قدمنا دعماً لساركوزي كي يوفر المساعدة لليبيا”. ونظراً لأن ذلك لم يحدث، قال ابن القذافي: “أوّل ما نريده من هذا المهرج أن يعيد إلى الشعب الليبي أمواله. لقد تلقى مساعدة كي يساعدهم. ولكنه خيب أملنا، وعليه أن يعيد لنا أموالنا”.

وتختم كاتبة المقال رأيها بأن الفضيحة التي حذر سيف الإسلام بالكشف عنها، في لقائه مع مجلة “تايم” في زمن الحرب ضدّ ليبيا، قد أصابت اليوم ساركوزي، وقد تقضي على مسيرته السياسية وسمعته كرئيس فرنسي سابق.

(24)

 



from اخبار دولية – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2pxU0Bo
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل