Sunday, March 11, 2018

شعارات إنتخابية… فقط على الحيطان!

من حيث منطق الأشياء يجب أن تكون الشعارات التي تطلقها الأحزاب والتيارات السياسية والمرشحون على إختلاف مواقعهم منسجمة مع تاريخهم النضالي والسياسي وترجمة واقعية لمسار طويل من تراكم الإنجازات، سواء في ممارسة السلطة أو من خلال مواقع المعارضة.

إلا أن الواقع المعيوش ونتيجة خبرات وتجارب كثيرة بين المواطن والمسؤول يدحض الكثير من هذه الشعارات، التي تملأ الساحات وأسطح البنايات وشاشات إعلانات الشوارع والملصقات، وهي في مجملها تدعو إلى إلى وطن يشبه كل الأوطان باستثناء لبنان.

فلو تحقّق عشرة في المئة من هذه الشعارات لكنا اليوم نعيش في وطن تحلم كل شعوب العالم بالعيش فيه ويحسدنا كثيرون على عيشتنا ولما كان هاجر من هاجر إلى اقاصي الأرض لألف سبب وسبب.

أما الشعارات التي تحمل في طياتها نفسًا تغييرًا وثورة على الواقع ففيها من الطوباوية ما يجعلها غير قابلة التحقيق نظرًا إلى ما في خبايا الوطن الصغير من تعقيدات ومشاكل لا عدّ لها ولا حصر، تبدأ بما يسمى مرض الطائفية ولا تنتهي عند المحسوبيات والصفقات والسمسرات.

وما يلفت في هذه الشعارات تكبير الحجر والأحلام وكأننا نعيش في وطن غير لبنان أو أنهم يريدون أن نصدّق فعلًا أن لبنان هو “سويسرا الشرق”.

صحيح أن ما أنعم به علينا الخالق من جمال طبيعة ومناخ معتدل، فضلًا عمّا يميز شعبه من حبه للضيف وشغفه بالعلم وإنسجامه وتأقلمه مع كل ما هو جديد، ولكن هذا “الشعب العظيم” يفتقر إلى أدنى مقومات العيش بكرامة وإلى الحدّ الأدنى من الخدمات، التي لم تعد تُعدّ ترفًا في بلاد الدنيا، بل أصبحت في بلاد العالم المحترمة فيه حقوق الإنسان جزءًا مكملًا لحياة طبيعية، كحصول المواطن على التيار الكهربائي 24 على 24 ساعة من دون إنقطاع، وعلى مياه نظيفة وغير ملوثة تصل إلى المنازل بإنتظام، وإلى ضمانات صحية وتربوية، وإلى أمان إجتماعي وإلى حماية الشيخوخة من غدرات الزمن، وإلى طرقات غير محفرّة، وإلى إنترنت ذات جودة عالية، وإلى رغيف خبز صحّي، وإلى بيئة نظيفة وهواء غير ملوث، وإلى معالجة لنفايات تحمل كل أنواع الأمراض الخبيثة، وإلى تركيب جسر بسرعة قياسية.

فما بين هذا الواقع الذي يعيشه اللبناني في معاناة يومية مستمرة وبين الشعارات الظرفية بون شاسع. في الحالة الأولى دفعٌ إلى اليأس والتيئيس والهجرة، وفي الثانية أفلاطونيةٌ تفوق أوصافها “الجمهورية الفاضلة”.

ففي السابع من أيار تُزال الشعارات بعد أن يكون من فاز قد فاز ومن خسر قد خسر، ويعود الوضع إلى طبيعته في إنتظار موسم آخر من الشعارات الجديدة في إنتخابات العام 2022، في حال إستبعاد إحتمال التمديد.

ولعل ما قاله بسمارك ينطبق على واقعنا بكل تفاصيله وما فيه من دجل وتكاذب، وهو قال “أن الكذب يكثر قبل الإنتخابات وخلال الحروب وبعد الصيد”.

ومن بين هذه الشعارات على سبيل المثال لا الحصر:

• نبني ونحمي (“حزب الله”)

• لبنان الأمل (“حركة أمل”)

• التيار القوي (“التيار الوطني الحر”)

• صار بدّا (“القوات اللبنانية”)

• نبض التغيير ( حزب الكتائب)

• نحن مبارح ونحن بكرا (“المردة)

• أنا مش لوحدي (الكتلة الشعبية – مريم سكاف)

اندريه قصاص



from تحقيقات – ملفات – wakalanews.com http://ift.tt/2Fpd5AB
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل