Sunday, February 11, 2018

أعاق إقلاع أول طائرة من مطار القليعات.. من هو؟

أمل وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس بأن يتوّج عمله الوزاري بفتح مطار القليعات، وهو المحطة الجوية التي تمكّن لبنان من أن يشكّل منصّة دولية لإعادة إعمار سوريا، فضلاً عن ستة آلاف فرصة عمل يوفرّها لأهالي المنطقة. الأمل اقترن بالسعي، وفي الثالث والعشرين من أيلول الماضي أعلن فنيانوس خلال جولة له في منطقة عكّار عن العمل لإعادة تشغيل المطار قائلاً: “تمّ التوافق مع الرئيس سعد الحريري خلال الرحلة إلى موسكو على اطلاق الهيئة العامة للطيران المدني في لبنان، وأنا أعلن من القبيات في عكار أنّه سيكون هناك هيئة للطيران المدني في لبنان، وبالتالي سوف يُطلق العمل في مطار القليعات”. خمسة أشهر مرت على تفاؤل فنيانوس ووعد الحريري، والمطار لا زال ينتظر ترجمة الوعود، فهل الأسباب الكامنة وراء عدم فتحه مالية أم سياسية ؟

“لبنان 24” وجّه سؤاله هذا إلى الوزير فنيانوس، الذي أوضح أنّ السبب الرئيسي لعدم تشغيل مطار القليعات إلى اليوم، على رغم فائدته الإقتصادية، يكمن في تأخير تأليف الهيئة العامة للطيران المدني، على رغم صدور قانون إدارة قطاع الطيران المدني منذ العام 2002، والذي نصّ في مادته الثانية على إنشاء هذه الهيئة كمؤسسة تنظيمية ورقابية، تشرف على إدارة واستثمار جميع القطاعات المتعلقة بالطيران المدني.

عن أسباب عدم تأليف الهيئة يضيف فنيانوس: “أسباب سياسية حالت دون ذلك بعد خمسة عشر عاماً على صدور القانون، بحيث لا زلت أنتظر التوافق السياسي على تأليف الهيئة لترجمة وعدي، ومن دونها هناك استحالة بإعادة تشغيل المطار، وكنت توصّلت في مرحلة ما مع بعض السياسيين المعنيين إلى مرحلة متقدّمة، وألّفت لجنة وأرسلت فريقاً من ثمانية أشخاص من وزارة الأشغال، بحيث درسوا الملف بالتعاون مع متابعين من المجتمع المدني وبلديات مهتمة، ولكن ما يحصل في البلد لا يهيىء المناخ الملائم للتوافق السياسي المطلوب”.

وما لم يقله فنيانوس كشفه مصدر نيابي لـ “لبنان 24” وهو أن “تجاذبات طائفية تحول دون تأليف الهيئة سببها الخلاف حول طائفة مدير الهيئة، كما أنّ جهة سياسية تقف ضدّ إعادة العمل بالمطار”.

رئيس لجنة الأشغال والنقل النائب محمد قباني وفي حديث لـ “لبنان 24” لفت بدوره إلى “أنّ عدم تشغيل مطار رينيه معوض مردّه إلى عدم تطبيق قانون الطيران المدني، والذي ينصّ على إنشاء الهيئة العامة للطيران المدني، تتولى هذه الهيئة إنشاء شركات لإدارة المطارات في لبنان، ولم يعد بالإمكان في هذا العصر أن تتولى الحكومات والوزارات إدارة المطارات، ومن هنا إنشاء الهيئة العامة بمثابة الخطوة الأولى، تليها خطوة خصخصة مطار رفيق الحريري الدولي بحيث تديره شركة خاصة، ويرافق ذلك عملية خصخصة مطار القليعات ليأخذ دوره الطبيعي في حركة الطيران، وعلينا أن نسّرع خطوات تشغيله “.

من الناحية الجغرافية يتفوق مطار القليعات في موقعه على مطار بيروت الدولي، لعدم تعرضه للعواصف التي قد تؤثر على حركته، فهو مجهّز برادار G.G.A يتيح للطائرة الهبوط في أسوأ الأحوال الجوية، كذلك لم تنشأ في محيطه – بشكل عشوائي ومخالف للقانون – الأبنية التي تعوق حركة الطيران، ويتواجد على أرض ساحلية وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمال مدينة طرابلس و7 كلم عن الحدود السورية، ويرتبط بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية. وهو مجهز بمدرج طوله 3200 متر وقابل لتطويره إلى 4000، وعرضه 60 متراً، وله أيضاً مدرج ثانٍ تتوافر فيه قطع غيار وأجهزة اتصال ورادار أبنية ومستودعات وقود وهنغارات صيانة.

فتح مطار القليعات في توقت التحضير لإعادة إعمار سوريا بمثابة تحوّل اقتصادي للبنان وأهالي المنطقة، ولكن طائفة مدير الهيئة العامة للطيران المدني أهم من كلّ الإعتبارات الإقتصادية والوطنية، ومن أجل المعيار الطائفي لا بأس إن أرجأنا مسيرة النهوض ببلدٍ، بلغت ديونه العامة أرقاماً قياسية.

نوال الأشقر خاص “لبنان 24”



from تحقيقات – ملفات – wakalanews.com http://ift.tt/2EUDl2a
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل