اذا كانت اسرائيل استطاعت فرض حصار على قطاع غزة وتجويع شعب غزة، واستطاعت فرض الاستيطان في الضفة الغربية بالقوة، وعدم الرد على السلطة الفلسطينية ولا على الانتفاضات الفلسطينية كلها من الشعب الواقع تحت احتلال العدو الاسرائيلي، فان هذه المرة الامور مختلفة، وهي على الصورة الآتية:
1 – اسرائيل تعلن عن شروطها لرسم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة وفق النظرة الاسرائيلية الى اعتبار ان اجزاء من الاراضي اللبنانية على الخط الازرق هي اراض يجب ان تكون تحت السيادة الاسرائيلية.
2 – تعلن اسرائيل ان لها حقوق في المياه الاقليمية اللبنانية وبالتحديد في المربع رقم 9 وانها لا تقبل التنيقب والحفر في هذا المربع ما لم يعترف لها لبنان بحقها في حصتها من النفط والغاز في المربع رقم 9.
3 – تحدي لبنان للعدو الاسرائيلي ورفض مطالبه وشروطه واعلان لبنان انه سيستعمل على لسان رئيس الجمهورية كافة الوسائل المشروعة للدفاع عن حقوق لبنان برا وبحرا.
4 – قوة الجيش اللبناني في الدفاع عن مناطق الجنوب ضد العدو الاسرائيلي رغم ان الجيش اللبناني مكشوف جوا ازاء القصف الجوي الاسرائيلي في حال حصوله لان ليس لدى الجيش صواريخ دفاعية ارض – جو تمنع الطائرات الاسرائيلية من قصف الجيش اللبناني، في حين ان حزب الله، الذي ينتشر في كامل الجنوب والبقاع واراض لبنانية ليس مكشوفا لان ليس لديه لا مقر قيادة ولا مركز عمليات معروف ولا ثكنات عسكرية ولا تُعرف مراكز توزيع صواريخه البعيدة المدى ولا احد يعرف شيئاً، حتى اسرائيل، عن تفاصيل الخطة العسكرية للمقاومة وحزب الله.
5 – ان الوساطة الاميركية تسعى الى منع التصعيد، لكن منع التصعيد لن يجري على حساب لبنان، وهذه المرة هنالك قوة اسرائيل وقوة لبنان بجيشه وشعبه والمقاومة.
ازاء هذه الصورة التي رسمناها يبدو مواجهة التحدي الاسرائيلي بمواجهة التحدي اللبناني. وفي هذا المجال لن تكون هنالك مساومة من قبل لبنان على ارضه ومياهه الاقليمية، كما ان العدو الاسرائيلي اعتاد الكسر والانتصار على الدول العربية وفرض شروطه، لذلك فلا مساومة في الموضوع ولا تسويات، إما لبنان مهزوم واسرائيل منتصرة، واما اسرائيل مهزومة ولبنان منتصر، وإما حرب يتم فيها تدمير قسم كبير من الكيان الصهيوني ونزوح ملايين من الاسرائيليين داخل فلسطين المحتلة من مناطق الى مناطق اخرى بحدود 3 ملايين اسرائيلي، كذلك حصول قصف جوي اسرائيلي على لبنان وتدمير بنيته التحتية ومعامله ومولدات الكهرباء ومضخات المياه والاوتوسترادات وغير ذلك. اضافة، في طبيعة الحال، الى قصف الضاحية الجنوبية حيث مقر قيادات حزب الله، لكنها غير ظاهرة وهي تحت الارض في انفاق لا تستطيع القنابل والصواريخ الاسرائيلية الوصول اليها، وهناك غرف العمليات، اضافة الى ان الطريقة التي وضعتها المقاومة للاتصال بين غرف عملياتها ومراكز اطلاق الصواريخ ووحدات القتال البري، اضافة الى وحدات الصواريخ المضادة للدروع لا احد يعرف شيئا عن الخطة التي صنعتها ووضعتها المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي.
لا يهم الان التفاصيل التي ينقلها السفير ساترفيلد ولا يهم ما تقوله واشنطن او احاديث السياسيين في لبنان او تصريحات المسؤولين الاسرائيليين، بل هنالك مواجهة حقيقية بين لبنان والعدو الاسرائيلي. وكما قلنا بطبيعة الحال سيشارك الجيش اللبناني في الدفاع عن جنوب لبنان وسيواجه اي اجتياح اسرائيلي، لكن القوة الرادعة والضاربة ستكون للمقاومة عبر وجود اكثر من 100 الف صاروخ لديها اضافة الى حوالى اكثر من 40 الف الى 60 الف مقاتل على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وهم مزودون بصواريخ كورنت اس المضادة للدروع، وهي حديثة ومتطورة، وقامت في حرب 2006 صواريخ كورنت العادية من دون صواريخ كورنت اس بتدمير عشرات الدبابات الاسرائيلية من طراز ميركافا، اضافة الى اسقاط طوافتين اسرائيليتين، واصابة بارجة اسرائيلية قبالة صور كادت تغرق وفي كل الاحوال اصبحت معطلة عن العمل.
والان من الذي سيربح، ومن الذي سيخسر، من الذي سينتصر ومن الذي سينهزم؟
ان هذا الواقع يحصل للمرة الاولى منذ عام 1948 يوم سقط جيش الانقاذ العربي امام منظمات صهيونية والجيش الاسرائيلي. ولذلك فان اسرائيل التي اعتادت فرض تحدٍ والانتصار به لن تستطيع هذه المرة الانتصار، وكل مفاوضات واشنطن من وزير خارجية اميركا تيلرسون الى مفاوضات السفير ساترفيلد هي مفاوضات ديبلوماسية لا تلغي عمق الصراع على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة وعمق الصراع على الحدود البحرية بين لبنان والبحر الفلسطيني. ولذلك في نهاية المطاف مهما فعلوا اما ستنكسر اسرائيل وترضخ للشروط اللبنانية واما تحصل الحرب والحرب لن تكون لمصلحة الكيان الصهيوني بل سيصاب بدمار كبير كما سيصاب لبنان بدمار كبير. انما لبنان عاش 40 سنة من الحروب وسقطت على ارضه اكثر من 10 ملايين طلقة مدفعية وصاروخية، اما الكيان الصهيوني فقصفه بـ 100 الف صاروخ، واذا كانت اسرائيل تقول انها باستطاعتها منع 70 في المئة من الصواريخ من الوصول فان 30 الف صاروخ ستصيب اهدافا اسرائيلية، واما اصابة الكيان الصهيوني بـ 30 الف صاروخ من نوع الفاتح 100 او صواريخ بعيدة المدى فيعني ذلك زلزلة وجود الكيان الصهيوني في المنطقة بكاملها، ولاول مرة ستصاب تل ابيب بهذه الكمية من الصواريخ وهي مدينة تجارية حيث سنرى ابراجا تحترق وشوارع اقتصادية تدمر ثم ان مطار بن غوريون الدولي سيصاب بالصواريخ وتصاب طائرات اسرائيلية ويتم اغلاقه كليا بعد اصابته بأكثر من 25 الى 30 صاروخا على الاقل وتقع الحرائق فيه.
from أخبار رئيسية – wakalanews.com http://ift.tt/2sNcT8a
via IFTTT
0 comments: